استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

على قمة الأحلام

جلست على قمة الأحلام في دنيا الأمل أمني النفس بغد أجمل.. 

جال بصري في الأفق فوجدت بناء عظيما عاليا مد البصر بلا عمد فقلت: إذا كان البناء بهذه العظمة فكيف بعظمة الصانع؟

التفت يمينا فوجدت سجادة من الحرير نسجت من كل الألوان ويغلب عليها اللون الأخضر ممتدة حتى ذاك البناء العظيم..

فقلت: من الذي  أبدع هذا الجمال بتلك الدقة؟

ثم أردت أن أتحرك فضولا لرؤية هذه العجائب والمخلوقات.. 

فوجدت أني قشة صغيرة وضعت على كتلة ضخمة  تقف في شموخ عجيب.. 

كدت أن أنهار.. تمالكت نفسي وحاولت أن أنظر للأسفل فإذا بواد جميل يعج بالحيوية والنشاط والبهجة والحياة..

قررت أن أنزل للوادي لأرى هذا الجمال عن كثب.. بذلت جهدا كبيرا ودمت قدماي وتمزقت ثيابي وتقطعت يداي.. وعند آخر درجة سقطت فكسر ذراعي وسقط سن من أسناني..

وأخيرااااااااا.. 

نزلت إلى الوادي.. قبل أن أراه سمعت خرير الماء يجري في جدول.. فنسيت ما عانيت من آلام.. والتفت أركض نحو الجدول وأنا أقول في نفسي: يبدو لي أن أحلامي كلها ستحقق  هذا اليوم ملأ صوت ضحكتي الأفاق..

وحين وصلت للجدول وجدته حماما من الدماء.. فزعت كثيرا من هول ما رأيت..

صرخت بأعلى صوتي حتى أغشي علي..وأفقت لأجد نفسي ممددة قرب ذلك الجدول.. قمت مبتعدة عنه.. وأشحت بعيني بعيدا منه وأنا خائفة.. 

فوقعت عيني على كومة كبيرة تبدو لي ككتلة لكنها كثيرة الألوان فذهبت إليها علني أجد مغيثا.. ولما اقتربت بدا لي وجه أدمي.. 

ركضت وأسرعت فإذا بالتلة كتلة من الجثث البشرية تبدو وجوههم بجانب بعضها لكن العجيب أن كل واحد كان بيده حديدة أو آلة وضعها في مقتل صاحبه والأغرب أنهم جميعا لهم نفس الخلقة.. ويرتدون نفس الثياب.. 

فلماذا تقاتلوا حتى فنوا عن آخرهم؟

وإذا بدمائهم هي التي تكون ذاك الجدول.. اعتصرت ألما وحزنا وخوفا وتساؤلا..

سرت بعيدا عن هذا المكان هائمة لا أدري إلى أين تحملني قدماي..

رفعت بصري فإذا بي في أرض قد عمرت وعلى جنباتها البساتين وفيها من الخيرات الشيء الكثير والأغنام ترعى.. وهناك كنوز من الأرض قد تفجرت.. 

فقلت في نفسي: من هم أهل هذه المعاقل التي غدت كالجنان ياترى؟

مشيت رويدا رويدا حتى اقتربت ولم أسمع أي صوت.. وصلت إلى أحد الأبواب وكانت المفااااااجأة.. 

وجدت عليه صورة لأحد الرجال الذين رأيتهم في تلك التلة هنا.. 

لا أدري هل دهشت أم صعقت لكن ما حدث أن قدماي لم تعد تحملني فقعدت من هول الصدمة أرقب الصورة وأتساءل: بأي ذنب قتلت؟

لماذا سعيت للشقاق والقتل؟

ماذا كنت تحتاج أكثر من كل تلك الخيرات والنعم؟

ألم تكتفي بما أعطاك الله؟

ماذا جنيت الآن بقتلك وموتك ؟

ترى أين ضمير هؤلاء وعقولهم؟

لم أدر كم مضى من الوقت وأنا على هذا الحال بكيت كثيرا.. وغضبت وصرخت أكثر ولا مجيب.. الصمت قاتل..أغمضت عيني وتنفست الصعداء وتحاملت على نفسي حتى قمت واقفة..  

أدرت ظهري لكل ما رأيت وتمنيت أن أعود إلى قمة الأحلام من جديد.. وقد رأيت قوما حباهم الله بكل الميزات والبركات ولم يقنعوا..حتى قتل الأخ أخاه

رفعت بصري عاليا وقلت: ياالله يا من خلقت فأبدعت، وصورت فأحسنت، وأعطيت فأجزلت..

رحماك بنا في هذه الدنيا وهيء لنا أمرا رشدا وصلاحا وخيرا، ولا تجعلنا من القوم الظالمين..



#فاطمة_بنت_الرفاعي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.