أحيانا نصاب بصدمة أو جرح عميق في قلوبنا..
في البداية نبدو متماسكين كالزهور المجمدة والسماء تبرق وترعد..
وبعد فترة يذوب الثلج وتسيل دماء الجراح على الربوع..
تراها لكن لا تشعر بأي شيء فتظن أنك صرت قويا لدرجة لا يغلبك فيها ألم..
تأسف فقط على أيام صنعت منك هذا الصلب الجلد..
وبعد قليل يبدأ الذبول يغزو الزهور وتتساقط بتلات الجوري على أرض خضبتها الدماء..
تضع ألف احتمال لإعيائك متناسيا أو ناسيا طعنة غادرة في ليلة حالكة باردة..
ثم ترى في صفحة الجدول وسم الطعنة في سويداء صدرك ..
يقرع فؤادك ببقايا الحنايا المهشمة على باب قلبك مبلغا إياه ماجرى وما حصل..
لا مجال للإنكار ولا التجاهل عليك أن تواجه الحقيقة ببسالة ونبل..
ولكن ترى هل تسلم الحقائق العقل للجنون أم يسلم إنكارها له..
تبقى طويلا على قوارع الانتظار عل قادما أو طارق يحمل خبرا أو نفيا أو تصحيحا أو استئنافا..
تتمنى أن تفيق من هذا الكابوس وتعود لما قبله فرحا مسرورا مقبلا مطمئنا..
وأخيرا تنزع الخنجر وتترك النزيف يفصد السم ..
وتسكن عقبها.. هل استبد بك الألم أم أخيرا خلصت من الألم..
لا يهم .. تستطيع الآن أن تنام مستريحا أمانا غير منتظر ولا عابئ بشيء .. نم ملء جفنيك ولا تقم حتى تطب..
هيا أفق لقد التأم الجرح ونبت الربيع على دمن الجراح ..
تلتفت للدروب الوعرة التي قطعتها ثم تغمض عينيك كأنك تطوي صفحات من ملحمتك التي لم يعرف كنه حقيقتها غيرك..
لم يكن في الإمكان أفضل مما كان ..
الآن تدرك أن الألم لا يقتل ولكنه يصهر النفوس ويحيل معادنها لنفائس ..
ربما تنكر الماس وتحن لدفء الفحم.. لكن دوام الحال محال..
فاحمد الله على لطفه الخفي وحلمه الحفي بك فما كنت تصنع من نفسك كصنع الله بك ولك ولو اجتهدت ..
قر عينا وطب خاطرا وبت راضيا ..
#فاطمة_بنت_الرفاعي