قانون النظم ودقة الخالق الاعلم عز وجل

لفتت انتباهي هذه المعلومة اثناء دراستي احدى المواد التي تتعلق بفسلجة جسم الانسان، تذكر المعلومة بالنص التالي 

وما معناه ان نسبة هرمون ال"ثايروكسين T4" هي 5 لكل 1 من هرمون ال T3 (وكلاهما يفرز بواسطة الغدة الدرقية)

ثم يسترسل الكتاب فيذكر معلومة اخرى تقول ب ان الT3 اكثر فعالية من الT4 ب 5 اضعاف 

  مباشرةً اعادتني هذا المعلومة الى احد اهم القوانين العقلية التي يستدل بها على وجود الخالق المبدع والعالم عز وجل وهو "قانون النظم" 

ما هو النظم ؟! قد لا يخلو ذهن الإنسان عن معنى للنظم، ولكن قد يتبادر إلى الذهن معناه اللغوي والعرفي الذي هو عبارة عن جمع بعض الأمور وجعلها بشكل منسّق ومرتب

و النظم المقصود عند الحكماء  هو الارتباط والتوالف بين مجموعة الأجزاء لأجل تحقيق هدف معيّن او مجموعة اهداف ، بحيث يكون كل جزء مكملا للآخر، وله دور معيّن في تحقيق ذلك الهدف، وفقدان أي جزء يؤدّي إلى عدم تحقيق المجموع للهدف المطلوب. فبعد تحديد الهدف والغاية من تصميم شيء معين يبدأ النظم باختيار الأجزاء المناسبة التي يتركب منها ذلك الشيء، ويتمّ هذا الأمر طبقًا لقانون السنخيّة؛ إذ لا بد من اختيار الأجزاء في ضوء الخصائص التي تمتلكها، فكل جزء يتمّ اختيارة يمتلك من الخصائص ما يساهم في حصول الأثر المطلوب، مثل اجزاء السيارة التي يصممها المهندس بشكل دقيق لاجل تحقيق اهداف معينة ومعدة مسبقاً مثل "القيادة والانارة والتوقف عند الحاجة"

التأمل في التعريف المتقدّم يشير إلى أنّ تحقق النظم يتوقف على حصول أمور، هي: 

وهذا ما يعيدنا الى دقة الخالق عز وجل في المثال اعلاه بجعل هرمون الT3 اقوى ب5 مرات من ال T4 بينما هو اقل من ناحية الكمية ب5 مرات مما يحد من تأثيره الضار على الجسم 

لنطرح مثالاً اخر في جسم الانسان عن قانون النظم "عين الانسان" تتكون عين الانسان من 

القرنية (cornea) وهي طبقة شفافة تشبه القبة تغطي بؤبؤ العين (Pupil) ، وهو الفتحة الموجودة في وسط العين، والقزحية (Iris) هي جزء عضليّ يتحكّم في حجم فتحة البؤبؤ، ويعطي للعين لونها بحسب الصبغة التي يحملها، وتعدّ القرنيّة من الأجزاء المهمة في العين، فإنّها تساعد في تركيز الضوء عند دخوله العين من خلال البؤبؤ، كما تمثل خط الدفاع الأوّل للعين ضدّ الإصابات والأجسام الغريبة.

ولعلّ ضرورة بقاء القرنيّة شفّافةً تعدّ . من البدهيات عند أطباء العيون أو علماء البصريات؛ إذ كيف يحصل الإبصار لو كانت القرنيّة معتمةً أو ملوّنةً بلون معيّن ؟! ولكن ما هو جدير بالملاحظة وما يتعلّق به السؤال هو أن القرنيّة جزء حيّ من بدن الإنسان، ويتكوّن من خلايا حية، ومعلوم أنّ الخلايا الحيّة تحتاج إلى الأوكسجين والغذاء، وفي جميع أجزاء الجسم الحيّة يتمّ نقل ذلك بواسطة الدم؛ إذ تنتشر الشعيرات الدموية خلال أنسجة أجزاء الجسم لتوصل الأوكسجين والمواد الغذائيّة لخلاياها، ولكن هل يمكن هذا في القرنية ؟! لو كانت خلايا القرنية تتغذّى بالطريقة السابقة لوجب دخول الشعيرات الدموية إليها، ولأصبحت معتمةً أو مصطبغة باللون الأحمر، ومعنى ذلك أنها ستفقد شفافيتها ويفقد الإنسان الإبصار أو يرى كل شيء باللون

الأحمر!

 ولكن هنا يتدخل المبدع الخالق !

فيجعل القرنية الجزء الوحيد في الجسم الذي لا يحوي على أوعية وشعيرات دموية، وبذلك تحافظ على شفافيتها، وابتكرت طريقة أخرى لتغذية خلاياها، وذلك بأن تأخذ ما تحتاجه من الأوكسجين من الهواء مباشرة للحفاظ على شفافيتها ولتحقيق الهدف المرجو منها 

فسبحان من خلق فابدع 

((سنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ)) 

صدق الله العلي العظيم

فصلت-53

تحرير : ذوالفقار شامل