استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

العدل في الوجدان: كيف يصقل الوحي الحس الأخلاقي


لا يكاد يخلو موضوع في التنزيل الحكيم إلا وفيه تعزيز لحساسية الشعور نحو العدل والقسط.. يوقظ في الإنسان (فطرة) العدل التي جُبل عليها، ويعيد إنعاشها وصقلها من خلال التعاليم والتوجيهات.. تتجلى هذه القيم في آيات تفصيل المعاملات بأشكالها المختلفة، سواء في الأحكام المتعلقة بالبيع والشراء، أو الحقوق والواجبات، أو العلاقات الأسرية والاجتماعية، وغيرها .. ليترسخ العدل كقيمة حاكمة في وجدان الفرد والمجتمع، ليس بوصفه مجرد مبدأ قانوني، بل كضرورة أخلاقية ووجودية.

وفي القصص والأمثال، يتكرر التأكيد على هذه القيمة، سواء بذكرها صراحة مع دقة اختيار الألفاظ، أو من خلال المعاني التي تدل عليها وتعمّق الإحساس بها، فتتحول هذه المبادئ من مجرد مفاهيم نظرية إلى قيم متغلغلة في النفس، تؤثر في إدراك الإنسان للحق والباطل.

ومن خلال هذا التكرار العميق، يخرج المؤمن وقد تشرب هذه المبادئ، حتى تصبح جزءًا من وعيه الفطري وإدراكه الأخلاقي، فينشأ لديه انحياز داخلي لا إرادي نحو الخير، ونفور طبيعي من الظلم، دون الحاجة إلى مؤثرات خارجية تدفعه لذلك.

ومع ارتقاء حساسيته الأخلاقية، تزداد موازينه الداخلية دقة، فيرى العدل ويشعر به قبل أن يتحقق، ويدرك الظلم قبل وقوعه، تمامًا كما يشعر صاحب الذوق الرفيع بالنشاز في اللحن قبل أن يفسده، أو كما يستشعر الإنسان العطر الزكي حتى قبل أن يدرك مصدره. وهكذا، تصبح القيم التي رسّخها الوحي جزءًا من مكونات شخصيته، فتنعكس في مواقفه وسلوكه تلقائيًا، ليكون العدل لديه ليس مجرد فعل، بل طبيعة وجدان.



✍🏻 ريم سويد

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.