استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

جاءكم المطهر: رحلة التطهير الداخلي في ضوء "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"


"جاءكم المطهر"، نداءٌ يذكرنا بأن التطهير ليس مجرد حدث خارجي، بل هو رحلة داخلية تبدأ من أعماق النفس. وفي هذا السياق، تبرز الآية الكريمة *"وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"* (الذاريات: 21) كمرشدٍ لنا في هذه الرحلة، داعيةً إيانا إلى التأمل في ذواتنا لاكتشاف ما يحتاج إلى تطهير.

التطهير يبدأ باكتشاف ما نريد تغييره. هل هو فكر سلبي، عادة مضرة، أو علاقة سامة؟ هذه الخطوة تتطلب صدقًا مع الذات، وهي بمثابة النظرة الأولى إلى المرآة الداخلية التي تكشف ما خفي عنا. هنا، نستجيب لنداء "أفلا تبصرون" بالبدء في رؤية أنفسنا بوضوح.

ثم يأتي دور الاستيعاب الواعي، حيث نتعمق في فهم أسباب ما نريد تطهيره. لماذا نعاني من هذا الأمر؟ وما آثاره على حياتنا؟ هذا الفهم هو الجسر الذي يربط بين الاكتشاف والعلاج، وهو ما يجعل التطهير عملية ذات معنى وليس مجرد فعل عشوائي.

أخيرًا، نكشف عن القدرات الكامنة داخلنا، تلك التي منحنا الله إياها لنعالج أنفسنا بدقة. هذه القدرات قد تكون نفسية، عقلية، أو روحانية، وهي الأدوات التي نستخدمها لتحقيق التطهير في السياق المناسب. وهنا نصل إلى جوهر "جاءكم المطهر"، حيث ندرك أن التطهير الحقيقي هو نتاج رحلة داخلية نتعلم فيها أن نرى أنفسنا، نفهمها، ثم نعالجها بحكمة.

هكذا، تجتمع الفكرتان: "جاءكم المطهر" و"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" في رحلة واحدة، تبدأ بالنظر إلى الداخل، وتنتهي بالتطهير الذي يجلب السلام والوضوح. فلنبدأ هذه الرحلة، ولنتبصر في أنفسنا، لأن التطهير الحقيقي يبدأ من الداخل.



كتب حسان الحميني
 والله الموفق.

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.