استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

خواطر رمضانية: بين بدرٍ والطوفان وقفات وتأملات


في مقدمته يرى ابن خلدون أن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق. وفعلا التاريخ يخبرنا في باطنه بكثير من الأفكار والحكايات التي ترشدنا في التخطيط لمستقبلنا والتعامل مع واقعنا.

غزوة بدر الكبرى

من أهم الأحداث المفصلية في تاريخ المسلمين كانت غزوة بدر الكبرى، إذ سماها الله يوم الفرقان. فقد قسَّمت المجتمع إلى فريقين وتم فرز المجتمع فرزًا لاول مرة حتى لقد لقيَ الأخُ أخيه والولد والده والعكس.

لقد خرج النبي واصحابه يوم بدر لإعتراض قافلة قريش ليستردوا بعضاً من أموالهم التي أخذتها قريش طيلة ثلاث عشر سنة في مكة من الاعتداءات المتكررة عليهم.

وأما الطوفان

فقد كان حدث الطوفان حدثًا فارقًا في الحرب مع الاحتلال الصهيوني. بل لقد فرز العالم بوضوح وجلاء، واظهر عور المنافقين وكشف زيف المتخفين وراء حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية.

لقد ارادوا ان يقوموا بعملية ياخذوا بها بعض الاسرى ليستردوا بها بعض اسراهم في سجون الاحتلال.

فسمعنا ممن ظهر عورهم ممن يدعي العلم والفلسفة من يقول انهم هم بدؤا العدوان وهم وهم وتناسوا ان احتلالا يقتلهم منذ سبعين عاما وان كل كتب التاريخ تقول انه لا تصالح مع محتل وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وهذا درس نتعلمه.

الدرس من غزوة بدر والطوفان

خرج البدريون للعير فاراد الله ان تكون معركة فاصلة خالصة يظهر فيها الولاء لله ورسوله (ويريد الله ان يحق الحق بكلماته) وربما اراد بدريون اليوم في غزة عملية خاطفة فارادها الله حدثا ضخما ومفصليا لن تعود قضية فلسطين بعده كما كانت كسرت فيها العقلية التي صنعها الاحتلال لسبعين عاما من خداع الامة وهذا بحد ذاته نصرا مؤزرا.

من أعظم الدروس الذي اشتركتا فيهما غزوة بدر والطوفان وينبغي ان يحدث تقدما في افكارنا هو أن الله تعبدنا بالاخذ بالاسباب ثم نصرنا مع عجز الاسباب وضعفها لتبيين حقيقة عظيمة من عقيدة التوحيد وهي قوله سبحانه: "وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم".

فقد كان حال اهل بدر قبل المعركة (كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون) ثم اصبح حالهم (ولقد نصركم الله ببدر وانتم أذلة) فلم يكن لديهم من الاستعداد للمعركة الكثير وخاصة حين جاءت بغير ميعاد سابق (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) ولكنهم اظهروا لله انهم لن يتخلوا عن دينهم وعقيدتهم ولو ذهب كل شي لاجل ذلك.

إن العقيدة في قلوب رجالها.. من

ذرة أقوى وألف مهند في غزة لا اتوقع أن المجاهدين مهما خططوا لم يكونوا يظنون ان تتطور هذه المعركة وتستمر كالذي وقع كما لم يتوقع اهل بدر انهم يمكن لهم ان يكسروا قريشا فقد حدث في بدر قلباً للموازين لأول مرة في المجتمع الاسلامي فالقلة المؤمنة المعتصمة المتوكلة المجاهدة التي عملت بما لديها من اسباب انتصرت على الكثرة الباغية التي تمتلك ادوات القوة والقهر ولكنها «خرجت بطرا ورءاء الناس» ولم يكن لاحد ان يتوقع أن جماعة محاصرة منذ عشرين عاما تواجه قوى العالم المستكبر فتكسره اعلاميا وعسكريا ميدانيا واخلاقيا بل وسياسيا.. وهنا نفهم قول ربنا وهو يبين لنا هذه الحقيقة متى ما توفرت شروطها.

«كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله»


🖋هائل



تعليق من الاستاذ محمد بن عزة:

لعلها تكون معركة التوحيد الأخلاقي للعالم، معركة الطوفان، كما كانت بدر معركة انتصار التوحيد على الشرك

فقد وحدت الحس الإنساني المستنكر للظلم وما تزال، فظهر بذلك إعجاز قوله تعالى:(  لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين(8))

فليس كل العالمين عدو للمسلمين كما قد يظن بعض الناس، بل كل مستنكر للظلم هو في صف كل قضية عادلة

وهذا أساس الفتح في معركة الحاضر : تدبير الحس الإنساني المشترك، وحسن مخاطبته، تمهيدا لإشراك الناس في القيام بالقسط عبر عالمنا المزدوج المعايير

الناس على اختلافاتهم !!

إلا الذين ظلموا منهم وتمادوا في الظلم

فلينظر كل منا من الصف المنتصر: النخبة الظالمة أم المجموعة الإنسانية التواقة للقسط ..ثم يضطرها تفاقم التعقيد رغم تقدم العلوم ،الى البحث عن الرحمة !!

والرحمة لن تأتي من غير بناء العدالة وبسط القسط بين الناس 

نسأل الله السداد واللطف

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.