استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الجزء الاول: نماذج التوافق بين الشعوب والدول


بارك الله فيك، 

صدقت، يتطلب الإنتقال الى وضع أحسن بالنسبة للدول وللشعوب معا، تفكيرا جديدا  ..

وأن يكون "خارج الصندوق"  
و
نابعا منهما معا  وبتزامن..

ولأجل تيسير  وضوح هذا  النهج الجديد ، أقترح  الآتي:

١: بيان نجاح  نماذج  التعاون بين الدول وشعوبها  عبر التاريخ

٢: الوعي  بطبيعة  مرحلة   " حرج العالمية"

٣: منطق  الضرورة  الفعالة بناء على  حقيقة  تزايد  ضيق الخيارات

** أولا: تواتر  النجاح التاريخي  لنموذج حسن الظن  المتبادل **

إذا  استدعينا الإحاطة الربانية  بالتاريخ والكون، والتي على أساسها صيغ  النص القرآني،  نحد  ملاحظة مدهشة  ستخدم في نظري  هذا النموذج :

نلاحظ  أنه رغم  استمرار  الحضارة المصرية القديمة  لثلاثة آلاف سنة ، فالقرآن  يصب  استنكاره  الفساد على  (فرعون) و (آل فرعون ) فقط !!!؟؟

وهنا نلمح  معيارا  حاكما:
** طول عمر هذه الحضارة  لا يمكن أن يبنى على  سوء الظن المتبادل  بين الشعب والقيادات، إذ ستكون سنة  "الظلم مؤذن بخراب العمران"  قد فعلت فعلها خلال بضع مئآت من  السنين على الأكثر 

فنحن هنا أمام :
ملاحظة  نظرية  ملفتة 
تعززها صياغة ملفتة للنصوص(المحفوظة)
بقي لنا أن نجرب إدخال معطيات ميدانية ملموسة (وثائق أصلية، حفريات ، آثار ...)
تركيب النتائج + امتناع  أمثلة مضادة أقوى.

**التعزيز  الميداني:
لضيق المجال، أكتفي بأقل ما يمكن( وإلا فأن الدراسة الوافية  أروع وأحسن)

الفكرة هي : أن تحقيق عمران وعمارة  راقيين وصامدين عبر الزمن  مع طول بقاء هذه الحضارة ، أمور  تتوقع قلة  القمع والكراهية  في معظم تاريخ العلاقة بين  الشعب والقادة ، وإلا كيف نفسر  تأجيل  الخراب الى ٣٠٠٠ سنة ، وتحقق عمران وعمارة  مدهشين ؟!

الشاهد الميداني أظهره  الدكتور  زاهي حواس من كتابة  قديمة  في سقف  هرم خوفو :
وقع  المهندسون :
(أصدقاء  خوفو) 

ثم  بينت نفس الدراسة (كانت طرفا من وثائقيات الجزيرة)  أن عظام العمال حول الهرم لم تكن تدل على سوء التغذية  أو أيا من متلازمات أمراض الإستعباد:(تلازم وتآزر  الإختلالات الجسدية والنفسية ) بل كانوا بصحة جيدة ،وأحرارا !!!!

#النتيجة هنا : 
الأخوة، والصداقة ، والحرية مفاتيح  الأمان والعمران،
وهذه قيم  لا تسود ولا تنمو  دون تحقق تواصل وثقة مطردة بين القادة  والشعوب، ليس مجانيا بل برصيد متبادل مبرهن..


##نماذج أخرى:
نموذج  نهضة اليابان :
حين عدلت الإمبراطورية ثقافتها  الطبقية  لتصبح مدنية اجتماعية : تفعل الاصالة الثقافية  بالعلوم،  وتبيئ الحداثة  بالاصول والتقاليد  ..ولم يكن ذلك مفروضا  لا من القيادة ولا من الشعب، بل تم  التوافق بخصوصه:
وهنا أورد  اقتباسا من  مقال للمرحوم  محمد  بريش: (في سبيل استشراف محكم لمستقبل الثقافة  في العالم الإسلامي )مجلة الهدى، عدد: ٣١/١٩٩٥ /ص: ٢٢
على لسان خبير ياباني يدعى (كونوسوكي ماتسوشيتا)  مخاطبا الغرب: قال:
"...سننجح لا محالة، والغرب الصناعي حتما مآله الفشل، ذلك أنه يحمل في ذاته عناصر فشله. لقد ظلت مؤسساتكم طايلورية الفكر ، والخطر المحذق بكم أن عقولكم طيلورية كذلك: إنكم تتخيلون أن حسن العمل يتجلى في الفصل بين ما ينبغي أن يقوم به أولئك الذين يفكرون ، وأولئك الذين  ينفذون ، فالتدبير عندكم : فن تمرير  فكر القادة  الى أيدي  العمال المنفذين .... أما نحن، فقد نبذنا المذهب الطايلوري، وأحطنا علما بالتحديات التي تجابهنا في المستقبل، وحرصنا على تنمية ذكاء  كل  العاملين، واستثمرنا أموالنا في تعميم هذا الذكاء  لجعل الحوار  المتبادل  مستمرا بين كل العناصر الفاعلة ، والعمل كأسرة واحدة ..إن التدبير عندنا هو : كيفية تجنيد ذكاء الكل، لصالح مشروع يخدم الكل "
طبعا، الغرب استجاب لهذا التحدي وحاول تغيير  نموذجه، ونمت المنافسة ، لكن هناك فرق بين أن تعدل تحت ضغط تحد فجائي وبين ان تتوفر مسبقا على قيم أصيلة  تحتاج فقط الى تفعيل..




(سأكمل بعون الله )

محمد بن عزة

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.