في عالم السياسة المتغير، تبرز حركات وأحزاب تتشبث بأيديولوجيات واستراتيجيات كانت ناجحة في الماضي، لكن الزمن قد تجاوزها. تُعرف هذه الظاهرة بنظرية "الحصان الميت"، التي تشير إلى استمرار المجموعات في اتباع مسارات لم تعد فعالة، ما يؤدي إلى جمود سياسي يعيق القدرة على التكيف مع المتغيرات. تعتبر حركة الإخوان المسلمين نموذجًا مثيرًا للاهتمام في هذا السياق، حيث تواجه تحديات جذرية في ظل تغير الأولويات الاجتماعية والسياسية. من خلال تحليل استراتيجياتها، يمكننا استكشاف كيف يتقاطع هذا الجمود مع حركات سياسية أخرى، مما يسلط الضوء على الأنماط المشتركة التي تقود إلى الفشل. في هذا المقال، سنغوص في أعماق نظرية الحصان الميت لنفهم كيف يمكن أن تكون مرآة تعكس عجز النخب عن قراءة التحولات الجذرية، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الديناميكيات إلى تراجع الحركات السياسية في عصر سريع التحول.
لتطبيق نظرية الحصان الميت على حركات سياسية أخرى غير إسلامية.
نظرية الحصان الميت تشير إلى استمرار الأنظمة السياسية أو المؤسسات أو المنظمات أو المجموعات في اتباع استراتيجيات أو أفكار لم تعد فعالة، مع تمسكها بها رغم عدم النجاح. هذا يتعلق بالجمود وعدم المرونة في التكيف مع التغييرات.
السؤال هو كيف يمكن استخدام هذا المفهوم لتحليل حركات سياسية أخرى؟ ربما البدء بالتفكير في أمثلة من التاريخ أو الحاضر لحركات أو أحزاب سياسية استمرت في اتباع نهج معين رغم فشله؛ مثلاً الاحزاب الشيوعية في بعض البلدان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، هل استمرت في نفس الخطاب رغم تغير الظروف؟ أو مثلاً، الحركات القومية التي لم تتكيف مع التعددية الثقافية الحديثة.
هناك حالات حيث الاستراتيجية أو الأيديولوجيا لم تعد مناسبة، لكن المجموعة تلتزم بها لأسباب مثل التقاليد، أو الخوف من فقدان الهوية، أو رفض الاعتراف بالفشل. كذلك، قد تلعب عوامل أخرى مثل "مغالطة التكلفة الغارقة" دورًا هنا، حيث تستمر المجموعة في الاستثمار في استراتيجية فاشلة بسبب الموارد التي سبق أن أنفقتها.
هناك أمثلة محددة، مثل الحزب الشيوعي الصيني، لكنهم تكيفوا مع الرأسمالية في إطار اشتراكي، لذا ربما ليس مثالاً جيدًا. أما الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية التي تمسكت بالماركسية اللينينية رغم سقوط الاتحاد السوفيتي، مثل الحزب الشيوعي اليوناني أو بعض الأحزاب في دول أخرى، ربما يكونون أمثلة حيث الاستمرار في خط أيديولوجي لم يعد يجذب الناخبين.
أيضاً، يمكن التفكير في الأحزاب السياسية التي تستخدم خطابًا عنصريًا أو شعبويًا رغم تراجع شعبيتها، لكنهم يصرون عليه لأنهم يعتقدون أنه جزء من هويتهم. مثلاً، بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا التي تستمر في خطاب معاد للهجرة رغم عدم فعاليته في حل مشاكل اقتصادية حقيقية.
ربما أيضاً حركات الاستقلال القديمة التي استمرت في المطالبة بالانفصال رغم أن الظروف السياسية لم تعد مواتية، مثل حركات في إسبانيا أو غيرها.
يجب أيضًا مراعاة السياق السياسي والاجتماعي لكل حركة، حيث أن عوامل مثل القمع الحكومي أو الدعم الخارجي قد تؤثر على قدرة الحركة على التكيف.
الآن، عند التطبيق، يجب ربط استراتيجيات الحركة بنظرية الحصان الميت، مشيرًا إلى كيفية تمسكها بأساليب غير فعالة، والعواقب التي نتجت عن ذلك، مثل فقدان الدعم الشعبي، أو التهميش السياسي.
وحري بنا مقارنة هذه الحركات بحركات أخرى نجحت في التكيف وتجنبت مصير "الحصان الميت"، مما يعزز التحليل، وقبل ذلك من الجدير التساؤل؛ هل هناك خصائص مشتركة بين الحركات التي تقع في فخ نظرية الحصان الميت؟ والإجابة على ذلك بنعم هناك عوامل مشتركة على سبيل المثال: البنية التنظيمية الجامدة، والقيادة المسنة التي ترفض التغيير أو الاعتماد على أيديولوجيا ثابتة لا تسمح بالمرونة.
تطبيق نظرية الحصان الميت على حركات سياسية غير إسلامية يمكن أن يكشف أنماطاً من الجمود الاستراتيجي والأيديولوجي تُضعف فعاليتها رغم تغير السياقات. إليك أمثلة وتحليل مُفصَّل:
۱. الأحزاب الشيوعية التقليدية في أوروبا الغربية
- السياق: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، فقدت الشيوعية جاذبيتها كبديل للرأسمالية.
- مثال: الحزب الشيوعي الفرنسي أو اليوناني ظلَّ متمسكاً بالخطاب الماركسي الكلاسيكي (مثل تأميم الصناعات وإلغاء الطبقات) رغم تحوُّل الطبقة العاملة نحو قضايا الهوية والبيئة.
- تحليل الحصان الميت:
- الاستمرار في استخدام شعارات مثل "ثورة البروليتاريا" رغم تراجع العمال الصناعيين وصعود اقتصاد الخدمات.
- تجاهل التحالفات مع حركات اجتماعية حديثة (كحركات المناخ أو حقوق المرأة)، ما أدى إلى عزلة سياسية.
- نتيجة: انخفاض التمثيل البرلماني من 15% في الثمانينيات إلى أقل من 3% في بعض البلدان.
۲. أحزاب اليمين الشعبوي في أمريكا اللاتينية
- السياق: صعود تيارات شعبوية يمينية في دول مثل البرازيل والأرجنتين، تُركِّز على خطاب أمني ودعم رأسماليين تقليديين.
- مثال:حزب "الليبراليون" البرازيلي في عهد بولسونارو، الذي ركَّز على "محاربة الاشتراكية الدولية" ورفض سياسات الحماية البيئية.
- تحليل الحصان الميت:
- تبنّي خطاب مثير للانقسامات (ضد السكان الأصليين، ومنكري تغير المناخ) رغم تزايد الوعي البيئي العالمي.
- الاستهانة بوباء كوفيد-19 واعتباره "خدعة"، ما أدى إلى كوارث صحية وفقدان الثقة.
- نتيجة: هزيمة بولسونارو في انتخابات 2022، وتراجع تأثير حزبه.
۳. حركات الاستقلال القديمة في أوروبا (كتلك في إقليم الباسك أو كتالونيا)
- السياق: حركات تُطالب بالانفصال عن الدولة الأم (إسبانيا، فرنسا) منذ عقود، بعضها استخدم العنف سابقاً.
- مثال: "حركة إتا" الباسكية (حُلّت عام 2018)، التي استمرت في التفجيرات حتى القرن الحادي والعشرين.
- تحليل الحصان الميت:
- التمسك بأساليب عنيفة رغم تحوُّل الرأي العام المحلي والدولي نحو حلول سلمية.
- تجاهل تغير أولويات الشباب (البطالة، الهجرة) لصالح خطاب قومي صرف.
- نتيجة: فقدان الدعم الشعبي وحل الحركة بعد عقود من العزلة.
٤. الأحزاب الليبرالية الكلاسيكية في الغرب
- السياق: تصاعد الانقسامات حول قضايا مثل عدم المساواة وتغير المناخ أعاد تشكيل الأولويات السياسية.
- مثال: الحزب الديمقراطي الحر (ألمانيا)، الذي يُروِّج لخفض الضرائب وخصخصة الخدمات.
- تحليل الحصان الميت:
- التركيز على خطاب السوق الحرة المطلقة رغم مطالبات الناخبين بتدخل حكومي في الصحة والتعليم.
- رفض تحالفات مع حزب الخضر لتجنب "التنازل عن المبادئ"، مما قلل فرصهم في الوصول للسلطة.
- نتيجة: تراجع نتائجهم الانتخابية من 14.6% في 2009 إلى نحو 5% في 2021.
٥. الحركة النسوية التقليدية في الغرب
- السياق: تطور النقاش حول النسوية ليشمل قضايا العرق والطبقة والهوية الجندرية.
- مثال: بعض المنظمات النسوية التي تركِّز على "تمكين المرأة البيضاء" دون دمج نساء الأقليات.
- تحليل الحصان الميت:
- التمسك بنموذج "النسوية العالمية" الذي يتجاهل خصوصيات المجتمعات غير الغربية.
- عدم تبني أدوات حديثة (كحملات وسائل التواصل الاجتماعي) أو التحالف مع حركات "Black Lives Matter".
- نتيجة: اتهامات بـ"الاستعلاء الثقافي" وانقسام داخل الحركة النسوية نفسها.
الآليات المشتركة بين هذه الحركات:
- الجمود الأيديولوجي: الخوف من فقدان الهوية يدفع للتمسك بشعارات عفا عليها الزمن.
- القيادات المسنَّة: هيمنة جيل قيادي يرفض التخلي عن الرؤية التي حققت نجاحات سابقة.
- الانغلاق التنظيمي: غياب حوار داخلي لإصلاح الاستراتيجيات (كعدم إشراك الشباب في صنع القرار).
- اللوم الخارجي: إلقاء مسؤولية الفشل على "المؤامرات" بدلاً من النقد الذاتي.
دروس التكيف الناجح:
- حزب العمل البريطاني تحت قيادة كير ستارمر: تخفيف الخطاب الاشتراكي ليجذب الناخبين المعتدلين.
- اليمين الدنماركي: تحوَّل من خطاب معادٍ للإسلام إلى التركيز على حماية دولة الرفاهية، فزاد تأثيره.
- حركة "السترات الصفراء" الفرنسية: تحوُّل جزئي من الاحتجاجات العشوائية إلى تشكيل أحزاب محلية.
نظرية الحصان الميت ليست حكراً على حركة بعينها، بل هي مرآة لعجز النخب عن قراءة التحولات الجذرية. الفرق بين الحركة "الميتة" وتلك القادرة على البعث؟ المرونة في تبني الواقع الجديد، حتى لو تطلَّب التخلي عن جزء من الماضي.
نظريات مشابهة: استثمارٌ في الفشل
1. مغالطة غرق التكاليف
تستمر الجماعات في تعزيز خيارات خاسرة بسبب الموارد المُنفَقة سابقاً (وقت، مال، جهود). مثلاً: حكومات تستمر في مشاريع فاشلة خشية الاعتراف بالفشل.
2. انحياز الالتزام:
تمسك الفرد بقرار خاطئ لتبرير التزامه السابق، كما في استمرار قادة الشركات في سياسات مضرّة لحماية صورتهم.
3. عقلية المطرقة والمسمار:
اختزال كل المشكلات في حل واحد، مثل الاعتماد على القمع الأمني فقط لمواجهة الاحتجاجات، دون حلول سياسية.
حركة الإخوان المسلمين: دراسة حالة في استراتيجيات "الحصان الميت"
1. الخطاب الديني الثابت في عالم متغير:
اعتمدت الحركة تاريخياً على خطاب ديني يجمع بين الدعوة والسياسة، لكنه تراجع في جذب الشباب بعد الربيع العربي، خصوصاً مع صعود مطالبٍ ليبرالية واقتصادية. رغم ذلك، حافظت الحركة على نفس الخطاب، مُعتقِدةً أن "التديُّن الشعبي" كافٍ لكسب الشرعية، وهو ما يشبه "ضرب الحصان الميت" في سياق تحوُّل المجتمعات نحو أولويات جديدة.
2. المواجهة المباشرة والعنف الرمزي: رغم أنجازات حركة الأخوان أثناء استلام قيادة الدولة
فبعد انقلاب 2013 في مصر، واجهت الحركة قمعاً شرساً، لكنها استمرت في تكتيكاتٍ كالمظاهرات العلنية رغم خسائرها البشرية والسياسية الفادحة. هنا تتداخل "نظرية غرق التكاليف" مع "الحصان الميت": إذ زادت الحركة من التمسك بأساليب المواجهة التقليدية، معتبرةً أن التضحية تُبرر الاستثمار السابق في الصراع دون مراجعة جدوى هذه الأساليب.
ولا ينكر منصفٌ أن جماعة الإخوان في مصر كان لها إنجازاتٌ كبيرة وفي عهد حكم الحركة شهدت مصر حرية تعبير لم تشهد مصر له مثيلا؛ والشاهد على ذلك تناول الإعلام المصري الرسمي تلك المنجزات من زوايا الناقد الساخط الذي لا يرى حسنة في الآخر وتلك علاقة شاذة بين إعلام رسمي و الحكومة التي أتت كنتيجة للصندوق الذي طالما تغنى به الإعلام، و كذلك كان حال بقية مؤسسات الدولة خاضعة لسيطرة النظام السابق، فكان لها تأثير مقاوم لكل إصلاح مجتمعي واقتصادي وسياسي، ومن الظلم مقارنة قيادة الحركة لدولة في مثل هذه الظروف النابذة لها داخليا من مؤسسات الدولة التابعة للنظام السابق و عدم تقبل الأنظمة السياسية الخارجية لها أقليمية و عالمية، بغيرها من الحركات في ظروف مثالية داخليا وخارجيا.
3. اللوم الخارجي وعقلية المؤامرة:
اتجه جزء من خطاب الإخوان إلى تبني خطاب "المؤامرة الخارجية" (كإلقاء اللوم على أمريكا أو إسرائيل) لتبرير الإخفاقات الداخلية، وهو ما يتوازى مع نظرية فقاعة الترشيد: حيث تُختزل الأزمات في مبررات خارجية لتجنب النقد الذاتي.
4. الانقسام التنظيمي مقابل المرونة:
مقارنةً بجماعات إسلامية أخرى (كحزب النهضة التونسي الذي خفف الخطاب الديني لصالح برنامج سياسي مرن)، تظهر حركة الإخوان ميلاً للجمود التنظيمي. ففي حين تبنت بعض الفصائل الداخلية دعوات للتحديث (مكتب الإرشاد الدولي)، هيمن التيار المحافظ على القرار، معززاً دورة الفشل.
ترى هل من بديل عن "قتل الحصان" أو الاعتراف بموته السريري؟
التاريخ يُظهر أن الجمود السياسي يُعجل بتراجع الحركات، بينما تُحافظ المرونة على البقاء.
لو قررت حركة الإخوان:
- تطوير خطابٍ يدمج المطالب الاجتماعية والاقتصادية مع الهوية الدينية.
- تقليل الاعتماد على المواجهة المباشرة لصالح أدوات الضغط السلمي (كالتحالفات الدولية أو النشاط الحقوقي).
- مراجعة هيكلها التنظيمي لاستيعاب الأصوات الإصلاحية،
لربما تجنبت مصير "الحصان الميت". لكن غياب النقد الذاتي ورهانها على تغييرات جيوسياسية (كدعم قطر وتركيا) يحول دون ذلك.
جانبٌ مشرق عن حركة الإخوان المسلمين
رغم عدم القبول الإقليمي والعالمي لحركة الإخوان المسلمين إلا أن قوة التمسك بالمرجعية يجعل من صلابة والأيدلوجية معيار قوة يتحقق على الأرض لقوة وأحقية القضية.
حركة حماس تعتبر نموذجًا ملهماً لاهتمام الباحثين في سياق حركة الإخوان المسلمين، ويمكن اعتبارها نموذجًا ناجحًا للحركة لأسباب عدة:
1. الهيمنة السياسية: فازت حركة حماس، التي تتبنى فكر الإخوان المسلمين، في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، مما منحها السيطرة على قطاع غزة. هذا النجاح السياسي يعكس دعمًا شعبيًا كبيرًا.
2. القدرة على الحكم: رغم التحديات الكبيرة، بما في ذلك الحصار والضغوط السياسية والاقتصادية، استطاعت حماس إدارة شؤون غزة وتشغيل مؤسسات حكومية، مما يعزز من صورتها كنموذج للحكم الإسلامي.
3. التعاطي مع الأزمات: تعاملت حماس مع الأزمات الإنسانية والحروب المتكررة، وقدمت نفسها كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، مما يعزز من شرعيتها في نظر العديد من المواطنين.
4. التأييد الشعبي: تتمتع حماس بدعم شعبي واسع في غزة، حيث يعتبر الكثيرون أن الحركة تمثل مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
5. التجربة الاجتماعية:
قامت حماس بتنفيذ برامج اجتماعية وخدمية في غزة، مما ساهم في تعزيز ولاء المواطنين لها.
ومع ذلك هناك آراء متباينة حول نجاح نموذج غزة، حيث يواجه سكان غزة تحديات اقتصادية وإنسانية كبيرة، وتبقى هناك انتقادات حول قضايا جرائم الكيان الصهيوني وانتهاك حقوق الإنسان في ظل حكم حماس. لذا، يمكن اعتبار غزة نموذجًا ناجحًا مع الاعتراف بالتحديات الكبيرة التي تواجهها.
في الأخير
تتجلى لنا دروس نظرية الحصان الميت في تجربة حركة الإخوان المسلمين، حيث يعكس الجمود الاستراتيجي والعناد الأيديولوجي واقعًا يتجاوز الحركة نفسها ليشمل مشهدًا سياسيًا عالميًا. إن التمسك بخطابات وأساليب لم تعد تجذب الجماهير أو تستجيب لمتطلبات العصر رغم وجود قدرة الأيدلوجية تتسع لتجاوز التصلب المسبب لانسداد المسار بمرونة لا تتناقض مع المبادئ والقيم للحركة، ذلك الواقع يعكس عجزًا عن التكيف مع التحولات الجذرية. من خلال مقارنة الإخوان بحركات سياسية أخرى، يتضح أن الجمود لا يقتصر على سياق واحد، بل هو سمة مشتركة تعاني منها العديد من الحركات.
لذا، فإن الفشل ليس مجرد نقطة نهاية، بل هو أيضًا فرصة للتجديد والنقد الذاتي. حان الوقت أمام حركة الإخوان المسلمين، كما أمام غيرها لإعادة تقييم استراتيجياتها ومراجعة خطابها، والتخلي عن الممارسات التي لم تعد تلبي تطلعات المجتمعات الواعية ذات الفطرة السليمة؛ فليس كل تطلع و مستجد للمجتمعات يستحق أن يكون له تأثير في الأنظمة والمنظمات الصلبة أمام أي غثاء يطرأ على مجتمعات تنتهك حمايتها سيل من غثاء عبر برامج الوسائط الاجتماعية. في ظل عصر يتسم بالتغير المستمر، فإن المرونة والتكيف هما المفاتيح للبقاء والنجاح ستظل الشعوب تبحث عن أجوبة لأزماتها، بعيدًا عن الخطابات المكررة، في ظل سعيها نحو التقدم والعدالة.
د.عائشة مياس