استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الجزء الثاني: المحرك الإتجاهي لنجاح النماذج : الثقة ذات الأرصدة


## نموذج  "ثورة الملك والشعب ، خلال مرحلة مكافحة الإستعمار بين  الملك محمد الخامس رحمه الله،  والشعب المغربي قبل الإنقسام  الذي فرضته الهيمنة وعوامل قطع التواصل بعد الإستقلال..

هنا، مصطلح فريد:  "ثورة الملك والشعب" !!! غالبا، تسجل الثورات من حيث هي صراع بين الشعوب و الديكتاتوريات عبر التاريخ.. ولكن هنا ، وجد تحد خارجي استشعر كل من الملك والشعب أنهما  أمام خطر واحد..

هذا من جهة، ومن جهة ثانية ، لم تكن قبل هذا التحدي هوة أو قطيعة فاصلة بين هذه القيادة وبين الشعب..
ورغم أن الإستعمار أتى  ب"قيادة بديلة " كما نقول حاليا على ظهر الدبابات، لكن لم ينفع، إذ طالب الشعب كله في المدن والقرى ،وبرغم عدم وجود وسائل التواصل والتعبئة الحاليين، فقد نزل الشعب كله الى الميادين مطالبا بعودة القيادة التي يثق بها الى الحكم

وكذلك لم تنفع الضغوط ضد محمد الخامس في المنفى 


أضيف كذلك موقف الشعب التركي خلال العقد المنصرم  لما وقف وقفة مشابهة ضد عناصر انقلابية  مضادة للقيادة التي اختارها 

نموذج آخر : 

الثورة الفيتنامية ضد كل من الغزو الفرنسي ثم الامريكي في القرن العشرين :
رغم عدم تكافئ القوى، استمر  التعاون والصمود  بين القيادة والشعب الى أن تم دحر  الجيشين  القويين بالنظر  المادي ...


## نموذج  غزة  شعبا ومقاومة :
هنا حلف دولي بأكمله وبعد حصار طويل  وظروف جغرافية سياسية ،وجغرافية طبيعية ،واقتصادية وإعلامية ،وعسكرية  لا مجال معها للتوقع المادي لبقاء الصلة والثقة بين قيادات المقاومة والشعب، لكن رغم ذلك ،فور  وقف إطلاق النار  ،رأينا  بالعين  ذلكم الترابط القوي والتلقائي وغير القابل للتوقع بالفهم المادي لاستشراف  السلوك البشري الجماعي..

إنها  *الثقة المتبادلة الحقيقية*

وهذه تصنع يوميا وبالمواقف  المطردة ،والمتواترة بين المسؤولين وبين الناس : ليس فقط كسلوكات إدارية من القيادات والاطر تجاه المواطنين ،بل أيضا : من المواطنين تجاه المسؤولين والإدارات ..

##نتائج  أولية  بخصوص  الفصل الأول:

** أ :    قانون الثقة المتبادلة  بين الإطراد  والإنقطاع:

وهذا القانون يجمع بين  القوة المؤثرة عبر الزمن/المكان، وعبر  العمق النفسي الوجداني للأشخاص:

فتواتر  المواقف الميدانية  عبر الزمن والمكان (كمؤشرات كمية )  تقوي  الإقتناع النفسي الوجداني  المتبادل،

وبالرجع ، تطرد السلوكات والمواقف السليمة لصالح الطرفين، كلما كان تصوراتهما  لبعضهما البعض إيجابية وتنبع من انتماء واحد ولمصالح وجودية  وثقافية ومستقبلية  مشتركة ...

ومن هنا،  يجب صوغ  المواقف والسياسات والإجراءات الإدارية والمالية (عدم تفاوت فاحش في التوزيع ) قبل الاحكام والخطابات الإعلامية 

إذ يبدو  من استقراء  النماذج الناجحة  المطردة، أن مفعول الثقة الصامدة في المحن وفي مواجهة  ظروف مفاجئة  معا، مفعول تراكمي/تفاعلي، يحفر عميقا في الذاكرة  الوجدانية  لأقصى عدد من الجموع ، فيورث رصيدا لاشعوريا  جماعيا، هو ما يقود  الافعال وردود الأفعال  حتى لو  غابت أو  قطعت الإتصالات بين القيادة  والسيطرة  وبين القواعد  الشعبية 
ونفس الشيء  في ظروف السلم: لن يظهر  الإبداع الحر  المنتج  لاحسن وأقصى  ما لديه إلا  إذا  تيقنت  الذاكرة  الوجدانية  المشتركة  بأن كلا من الذات  الفردية  والاسرية  والجماعية  طرف أصيل في  المسار  التنموي والإنتاجي والتخطيطي كله..

من التفكير   الى  الحوار والتواصل، الى  التخطيط  الى  التنفيذ الى  التعديل الى جني الثمرات والنتائج

وأن نوعية الصورة النمطية  التي يكونها كل من  الشعب والحكومة  عن بعضهما من خلال ما سجله قانون  الثقة  (او عدم الثقة) المتبادل ،هي مركز  ومحرك  الفعالية


مثلا: حين يقوم إداري أمني أو  جمركي، أو قضائي .... بمراعاة   ضعف أو جهل  أو  خوف شخص مغمور  من الناس، خلال ثوان، 


أو  العكس، 
حين يحتقره،


فهذه عقدة اتجاهية  تسجلها الذاكرة  الوجدانية  الجماعية  حتى بالنسبة  للناس الذين لا تربطهم صلة  بالشخص المغمور، على الصيغة  الآتية:
(إن لم تكن لك معارف أو نفوذ فلا  حق لك هنا)

مع الزمن: يحصل إما تواتر  نفس القناعة  أو  تصحيحها..

ومصدر  التاثير  ليس الإعلام ولا  محتوى  المساطر،  بل  السلوكات والإجراءات  اليومية..


**ب: الرهان المزدوج:

إذا  تراكمت  الصور /الإجراءات  تجاه  الثقة البنيوية (عمقا في الانفس، وأفقا  في العلاقات الميدانية)  فإن  ضرورة  احتمال  وقوع التجاوزات  تهدد الرصيد  كلما  كبر انتظار  التصحيح والإنصاف وجودتهما


والعكس أيضا:
كلما  فقدت الثقة  بنيويا وتعززت الصور  النمطية  بالإجراءات والسلوكات (من الشعوب ومن المسؤولين)  كلما كانت  المراجعات والتغييرات أحوج  الى  البراهين  الصادمة .. وليس الترقيعات  والتملقات  الظاهرية  خوفا وطمعا  واضطرارا

أقول :  "البراهين الصادمة "  حتى تكون مكافئة  لطبقات  قطع التواصل  وضعف الثقة  المتبادلين  :
مثلا: 
توزيع  أراضي  باستحقاق على  من شردوا  أو  طردوا  سابقا ،

إنصاف من حوكموا  ظلما، وإعطاؤهم حق كامل  للتعبير عن مظلوميتهم  مع ضمانات عدم الإنتقام  غير  المباشر   والمؤسسي الخفي المحترف

ومن جهة  الشعب، توفير  إبداعات  ومبادرات  وتطوع لحل أزمات الدولة  المستعصية ، 
المساهمة  فى  نشر  وإحياء  الإقتناع  وإعادة  الثقة بالبراهين  الصادمة  أيضا من جهة  القاعدة  تجاه القيادة ...

نوع من علم اجتماع نفساني  للثقة  المتبادلة

يبقى   متغير كبير يدخل على  هذه  الخطاطة   سأنظر  كيف نجعل عوامله  تساهم  في البناء  وليس الهدم  ألا  وهو  متغير   "حرج العالمية "
ذلك  التداخل والترابط والتعقيد  المحيط  بنا في هذه المرحلة من التاريخ  البشري ، سواء كنا دولا  أو  افرادا  ،حلفا  او  جمعية  ،قوة  كبرى  أو صغرى 



وهو  موضوع الجزء الثالث من المقال

محمد بن عزة

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.