استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

دلالات حروف الزيادة في عبارات البعض ..


لفتني كثيرا في الفترة الأخيرة بعد ضرب قيعان الضحالة اللغوية ، أن البعض يتفصح فصاحة أرباب الفصاحة؛ ولكن اطراد زيادة الحروف للأفعال ملفت للنظر وبالعودة لكتب اللغة وجدت بعض الدلالات التي توافق هذه الموجة..

أجمل منها ما وافق الظاهرة:

* التكثير:

يحصل معنى التكثير عند تضعيف عين الفعل، قال سيبويه في كتابه: "هذا باب دخول فعَّلت -بتضعيف العين- على فَعَلْتُ لا يشركه في ذلك أُعلتُ تقول: كَسَرتُه وقَطعتُه فإذا أردتَ كثرة العمل قلت: كسَّرتُه وقطَّعتُه..."
وقد علق بعض العلماء على ذلك بقولهم إن عبارة سيبويه تفيد بأن استعمال فَعَّل بتضعيف العين في معنى التكثير متاح لك، متى أردتَ استعماله في أي فعل يسوغ لك، وجاء في شرح الشافية، والأغلب في فَعَّل أن يكون لتكثير فاعله أصل الفعل؛ أي أن فاعل فعَّل يكثِّر الفعل، فالمراد من التكثير هو كثرة وقوع الفعل.
ومن معاني زيادة التضعيف في الكلمة الدلالة على التكثير، وكأنه حدث مرّارًا نحو: قطّعت أي كررت القطع، كسّرت أي كررت الكسر، ونحو: "حوَّلت"، و"طوَّعت".

* التظاهر :

أي الظهور على هيئة تخالف الحقيقة، وهو أن يدَّعي الفاعل حصول الفعل له، وهو منتفٍ عنه، نحو: تجاهلت الأمر، أي أظهرت الجهل بالأمر دون أن يكون ذلك لدي حقيقة، والفرق بين تفاعل وتفعَّل في معنى التظاهر والادِّعاء، أو التكليف، أن تفعَّل في نحو تعلَّم، وتعظَّم. يتكلف فيه الفاعل أصل الفعل، ويريد حصوله فيه حقيقة، ولا يقصد إظهار ذلك إيهامًا على غيره أن ذلك فيه، أما ما يأتي على صيغة تفاعَل، فالفاعل لا يريد حصول ذلك له حقيقة، ولا يقصد حصوله له، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض ما، مثل تمارض أي أظهر أنه مريض وهو ليس بمريض، وتناوم، تكاسل، تجاهل، تعامى.

*التكلّف:

هو إظهار الأمر على غير حقيقته، أو تصبير النفس على أمر فيه مشقة ومعاناة، وبذل الفاعل الجهد في حدوث الشيء، وكأنه يستطيع فعله بسهولة، وهو صعب عليه، نحو تحلَّم أي تكلَّف الحِلم، وتشجّع أي تكلّف الشجاعة، وتجلّد أي تكلف الجلادةَ، وتبلَّد أي تكلف البلادّة، وتزيَّد في كلامه أي تكلف الزيادة، وتصبَّر أي تكلف الصبر.

* الطلب: 

الطلب يأتي معنى الطلب من صيغة افتعل وتفاعَل، فالأولى نحو اكتدَّ فلان أي طلب منه الكدَّ، واضطرب خاتمًا أي طلب أن يُضرب له ويُصاغ، واتَّجر، إذا طلب الأجر، وأبترَ فلانًا أي سأله أن يأبر له نخلَه، أي سأله أن يُصلحه له، واستادَ أي أراد أن يتزوج سيدة.
وأما الثانية تَفعَّل، فنحو: تكبَّر أي طلب أن يكون كبيرًا، تعجّل أي طلب العَجَلة، وتعظَّم أي طلب أن يكون عظيمًا، وتبيَّن الأمر أي طلب بيانه، وتحوَّج أي طلب الحاجة، وتودّده أي طلب ودّه، وترضّاه أي طلب رضاه، وتَخيّرَ أي طلب ما هو خير، وتثبَّت أي طلب أن يكون على ثبتٍ.


بتصرف من مصادره.....


وأخيرا نؤمن أن أجمل ما قيل وكتب ومازال ينهمر من صوت وحرف لغوي ما جاء عفوا صادقا صحيحا لا متقعرا ومعبرا عن الحال والغرض لا محيرا للسامع والقارئ في غرض قائله.. 


إلا أنك في قيعان السقوط تجد المتفيقهين والمتقعرين الذين يوسعون الهوة بين الأصول والوقائع.. 


ولا تعدم الأمة رواحلها التي تجتثها كرشاء يوسف من شفير الهاوية إلى جادة اليقين الواعي الوسطي العادل، وهم نصيب الأمة من الخير في كل زمان مهما كان مظلما ..




فاطمة بنت الرفاعي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.