استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

لماذا التوكل ؟ ولماذا وجوبيته ؟ ولماذا ارتبط بالإيمان العقيدي؟


لست مفسرا رغم قراءتي لبعض التفاسير 
ومن افضل ما قرأت هي منهجية النسق القرءاني للدكتور جاسم / بارك الله فيه 
رغم انه كتاب عدد ورقاته قليل ولكنه غني بالأسلوب المنهجي في التعامل مع القرءان 

ولعليّ افضل هذا الأسلوب في التفكر بالقرءان لذا سأوضّح ما بدأ لي أثناء التفكير 

التوكل على الله ..
يسبق الحدث وأثناء حدوثه وبعد حدوثه 
ففي كل الاحوال يرتبط ارتباطاً مباشرا بالحدث … ومن هنا ينبغي علينا تحليل الحدث لنصل إلى الكينونه الحقيقيه للتوكل والتي أراها انها (( هي التفويض اللازم من العبد إلى المعبود )) 
ماذا يعني هذا ؟ 
( أنا ذاهب إلى العمل ) 
والحدث هنا الذهاب للعمل 
ما هو احتمال ذهابي للعمل ؟
وما هو احتمال عدم ذهابي للعمل ؟ 
احتمال ذهابي للعمل مرتبط بإرادتي 
احتمال عدم ذهابي مرتبط بإرادة الأخرين 
التي هي خارجه عن إرادتي ولست متحكما فيها وبالتالي فهي مرتبطه بإرادة الأخرين او بمن يحيط بالحدث ..
بمعنى يرتبط بإرادة مديري في العمل فيفصلني من العمل فأصبح بلا عمل فلا اذهب … او يرتبط باتصال تليفوني من العميل فيؤجل لقاءه بك اليوم فتصبح بلا عمل … او تنزل إلى العمل فالسائق يعطل بالسياره في الطريق فلا تذهب للعمل .. او تصبح زوجتك او اولادك مرضى .. فلا تذهب للعمل … وغيره من الإرادات المحيطه بالحدث والمتحكمة فيه والتي ليس لك يدا فيها والتي تحول بينك وبين العمل …
ومن ثم فاحتياجك لمن تفوض له او تتوكل عليه احتياجا يحيط بكل ما يحيط بالحدث ويتحكم في ارادة الغير إلا وهو الله الحق المتوكل عليه ..
ثم نعود إلى إرادتك ونرى ما الذي ممكن ان يحول بينك وبين ان تذهب إلى العمل رغم امتلاك إرادتك … أهمها السر والحقيقه التي لا يمكن إنكارها وهي التي تدحض حقيقة الاراده ألا وهي الموت والذي لا يمتلك حقيقة الروح والموت سوى الله سبحانه وتعالى .. ومن ثم فانت تحتاج إلى من تفوّضه والذي يمتلك القوه الحقيقيه لأداء الفعل او خلق الحدث … ألا وهو الله ومن هنا ينبغي ان نفوض او نتوكل على ما هو اقوى من ارادتنا … اذا من الناحيه العمليه فالذي يكيف الحدث لاكتمال اطراف حدوثه من إرادات خارجية وداخليه هو الله اي هو المتحكم الحقيقي في الحدث ومن هنا فإن الأمر كله لله … 
وأيضا تلك حقيقة الايمان المحكم بالله المتمثله في رغم الإرادة والقوة على احداث الفعل إلى ان هناك تفويضا قلبيا وإيمانيا بأن الله سبحانه وتعالى أعلى وأقدر ..

ولماذا نحتاجه في كل ازمنة الحدث ؟ 
لأن من انعقاد العزم او النيه ( سابق على الحدث ) 
يبدأ التحكم في مسارات الحدث .. فكم من حدث رغم امتلاك الاراده على فعله إلى انه لا يتم لان هناك اطراف اخرى جزء من مكوناته تحول بينه وبين الحدوث … وأيضاً مسارات داخليه تحول او تنزع الإرادة غير الموت قبل حدوث الحدث او الفعل ( مثل الخطأ والنسيان والإكراه ….) وبالتالي فانك تحتاج إلى من تفوّضه لضبط تلك المسارات الخارجيه والداخليه … وكل هذا يحتاج إلى قوة تستند اليها بعد استكمال اسباب حدوثه ومن ثم فاحتياجك لهذه القوة لازما لحدوث الحدث 
ألا وهو الله سبحانه وتعالى 

ثم نأتي للمستقبل وهو الناتج او الأثر للحدث .. كم من الاحداث نفعلها ولكن نتائجها لا تأتي بالشكل المحسوب له وذلك لان النتيجه بالأساس لا ترتبط بإرادة الفعل او الفاعل بذاته وانما ترتبط بالإرادات الأخرى التي تقيم النتائج ومن هنا فإن ارتباط الأثر والنتيجه ارتبط بالفعل من جانب ( والذي ارتبط باحتمالات الخطأ لان الإرادة الداخليه ارتبطت بالخطا والنسيان والإكراه … الخ وبالتالي صوابية الفعل بالأساس مشكوك فيها ) فضلا عن ارتباط النتيجه لإرادات الآخرين المتحكم فيها القوة الالهيه 
ومن ثم فإننا نحتاج التوكل بالمعنى التفويض لله الذي يمتلك القوة الحقيقيه للتحكم في إراداتي لجعلها فاعله وللتحكم في ارادة الآخرين وضبط مساراتها على مستوى الازمنه الثلاثة 
( السابقه للحدث وأثناء والتأليه على الحدث ) 
فالتوكل حقيقة الايمان بالمعنى التفويضي للقوة الحقيقه المتحكمه في الحدث ألا وهو الله ( لذا فنحن نحتاج اليه بشكل لزومي في كل احوالنا واحداث حياتنا .. لذا فان الله يحب المتوكلين .. هو لان الصفة علقت بالموصوف فأصبحوا ذاتا واحدا فصفة التوكل علقت بالعبد فأصبح متوكلا بالمعنى الايماني الذي يقتضي الحب من الله ) 



اخوكم 
صلاح عامر

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.