▪ اليوم، من يتابع ساحتنا الشبابية،
يلحظ معارك على الوسائط الاجتماعية، ذات ثلاثة أبعاد متداخلة: سياسية، وتاريخية، ودينية.
▪ وفي أحيان كثيرة،
يصعب فصلها عن بعضها. كما يلحظ الإسراف في العداوات، والشطط في الخصومة، والهبوط في لغة الحوار، وكلها أمور محزنة.
▪ هذا ظاهر المشهد،
سنة وشيعة، وعرب وعجم يتطاحنون. وأشاعرة وسلفيون، وفلسطينيون وأردنيون، وفلسطينيون وسوريون، وأهل الجزيرة مع غيرهم. وحين لا يكتفي الناس من ذلك، يتم سب الهنود، والبنغال، والأعاجم، والباكستانيين...
▪ وعلى ظاهر السطح،
تبرز خلافات التاريخ؛ فهذا عباسي، وهذا أموي، وهذا علوي. وتستعاد الحوادث التاريخية، ويشتم الأموات الذين أفضوا إلى ربهم، ولا يسلم الأحياء.
▪ الكل يصارع الكل،
في بيئات تفتقد التعليم، والماء، والكهرباء، والأمن، والصرف الصحي، وتعاني من البطالة، والفقر، والجوع. تنام فيها الحرائر والأطفال والشيوخ على اللظى، يلتحفون البرد والقهر دون حلول، في عصر العلم والوفرة...
▪ وخلف المشهد،
تتحرك قوى الظلام، التي تعرف هذه الشروخ في الوعي، فتعمل على إضرام النيران حيث لا توجد، والنفخ فيها إذا وجدت، وزيادة حطبها إذا استنفد...
▪ الغائب في المشهد هو المستقبل،
وهذه القوى الظلامية تريد مصادرته. في هذه المنطقة من العالم، نحن في مركب واحد، وشبابنا يساهم دون وعي في زيادة العطب، والمشاركة في تهشيم المهشم.
✨ الخلاصة ✨
المستقبل يحتاج إلى جيل واعٍ، قادر على التفكير الموضوعي، ومعرفة ما يدور. كل شخص ينسحب من هذه المعارك الفارغة، التي تدور بين أبناء المنطقة، يساهم في صناعة المستقبل. ساهم في نشر الوعي، واعرف المسارات الخاطئة وتجنبها، ننجُ جميعًا.
د.جاسم السلطان
21/2/2025