ثقافة فرضها ظلام عصر على مستضعفيه وتوارثها البغاة ممن تبعوهم بمنطق : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ..
عليهم وزر من ورث ظلمهم ووزر كل ظالم اقتفى سنتهم ..
لكن ما بال من تجرع الظلم أسقاما وسموما لا ينتفض لرفض الظلم عن نفسه ..
كأن هؤلاء ورثوا الذل والخضوع والاستعباد كما ورث أولئك البطش والبغي ؛ وبقي كل على حاله فلا الظالم يكف ولا المظلوم يمسك على يدي ظالمه ..
والأسوأ من كل هذا إذا صاح صائح بالمنومين الذي ألفوا الركوع ولم يروا صفحة الشمس قط أن انهضوا ؛ تقاذفته السهام من كل جانب لأنه ابتدع في الحياة ما ليس منها ..
لماذا نخاف من أن تكون شخصيات أبنائنا مستقلة ؟
لماذا نكبت شجاة الصغار ونكمم أفواه المتكلمين؟
أما آن لكل راكع أن يداوي غشاوة عينيه بنور العدالة الذي لا يحجبه غطاء ؟
ألا تحن نفوس المقهورين للعزة ؟
ألم تشتاق القامات المحنية للاستقامة تحت سماء الحق ؟
ما بال أمتي موتى يداوي سكرتها التماهي والتمادي ؟
هل أدمنا الاستعباد ؟
أحكم الحاكمين جل وعلا لم يخلقنا أذلاء ؛ حتى العبادة عز وتحرر من كل معبود غيره ..
متى ندرك أننا نستحق أن نكون أرفع قدرا من هذا المنخفض الزلق ؟
متى نتسلح باليقين الذي يرقى بنا من القاع للقمة ؟
خلاصة هذا كله : حين نحاسب الظالم ونرد المظالم ونعدل في الحكم ونتجرد من العبودية والذل والخوف من غير الله ..
حين نربي على الحق المطلق دون حسابات ..
حين نسقي الحرية للأجيال قبل الماء ..
حينها قط سنرتقي من القاع للقمة .
فاطمة بنت الرفاعي