أهم الأفكار التاريخية التي مرت بها الإدارة مذكورة في كتاب قيم للمؤلف ستيوارت كرينر بعنوان:
*Key Management Ideas*
- يتناول الكتاب تلك التغيرات الكبرى عبر تسع مساحات أساسية. في هذا الدرس، سنختار بعضًا منها ونسلط الضوء عليها.
*ثورة الانتقال من الاستقرار إلى التغيير: *
بدأت الإدارة التقليدية بفكرتين رئيسيتين:
*"ميكانيكية العمل الثابتة"*
- تقوم على الفكرة القائلة بأن المؤسسة ستنجح إذا تم ضبط جميع الظروف و تحويل العامل إلى ترس داخل المصنع.
*التخطيط طويل الأمد*
- كان يُعتقد أن التغيرات في السوق بطيئة جدًا، مما يسمح بالتخطيط لعشرات السنين مع تحقيق النجاح.
*بعد الحرب العالمية الثانية*
- ومع دخول التكنولوجيا، تسارع التغيير في جميع مناحي الحياة، واكتشف الناس أن الاستقرار مجرد وهم.
- أصبح العاملون في مجال الإدارة منشغلين بمفهوم التغيير، مما أدى إلى ظهور علم يعرف باسم "إدارة التغيير".
*ثورة الهياكل التنظيمية:*
- اصبحت فكرة التغيير معارضة لمفهوم التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد. بدأت العمليات تضرب بعضها البعض.
- مما أدى إلى نشوء ثورة ثانية كبيرة في العالم، وهي "ثورة الهياكل التنظيمية".
- بدأ "شكل المنظمة الهرمي" ينهار لصالح تشكيلات أخرى بسبب التقنية والتسارع.
- حيث بدأت الفجوة تتسع بين رأس الهرم (الإدارة) وقاعدته (الموظفين والعمال). وأصبح القرار يستغرق وقتًا طويلًا للعبور من بينهما، فظهرت فكرة تقليص التنظيم الهرمي إلى "هيكل تنظيمي مسطح".
*ثورة التنظيم المصفوفي*
- في حالات كثيرة، تحتاج المؤسسات إلى تجميع فريق عمل متخصص من مختلف التخصصات في مكان واحد لإدارة مشروع محدد، مما أدى إلى ظهور مفهوم التنظيم المصفوفي (Matrix Organization)
- حيث يتم استعارة أفراد من جهات أخرى للعمل داخل المؤسسة لفترة محددة.
- ثم ظهرت أيضًا فكرة "المنظمات الهلامية"، التي تعتمد على الإنترنت وتنفذ أعمالها عبر الشبكة، مستفيدة من الذكاء المعرفي والتقاط الفرص بسرعة وتكوين فرق عمل سريعة.
*ثورة في الفكر الاستراتيجي*
- كانت النماذج التقليدية للتخطيط الاستراتيجي تعتمد على فرضيتين رئيسيتين:
*1. ثبات الظروف*:
- حيث كانت الشركات تعتقد أن الظروف الحالية ستظل ثابتة في المستقبل.
*2. التركيز على التفاصيل*:
- حيث كان نجاح التخطيط يعتمد على متابعة التفاصيل في العمل.
*بعد الحرب العالمية الثانية*
- انتقلت عقلية الجنرالات إلى عالم الأعمال. نظام ثابت وقواعد صارمة .
- كان هذا النهج غير مناسب لبيئة الأعمال المتغيرة. عندئذٍ، جاء "*إيغور أنسوف*"، الذي لعب دورًا كبيرًا في تطوير الفكر الاستراتيجي وساهم في تغيير كيفية إدارة الشركات.
*إسهامات أنسوف:*
- *التخطيط الاستراتيجي*:
- في كتابه الصادر عام 1965، قدم نموذجًا جديدًا للتفكير الاستراتيجي يركز على تحليل البيئة الخارجية، بما في ذلك عناصر القوة والضعف، والفرص والتهديدات.
- أحدث هذا النموذج ثورة في الفكر الاستراتيجي وأصبح جزءًا أساسيًا من المناهج الأكاديمية في إدارة الأعمال.
- *الإدارة الاستراتيجية*:
- أكد أن التخطيط وحده لا يكفي دون وجود إدارة استراتيجية فعالة تدعم الخطة بهيكل إداري قوي وقادر على تنفيذها.
- *البرمجة الاستراتيجية*:
- قدم مفهومًا يتيح للشركات تطوير استراتيجيات قابلة للتنفيذ مع تحديد الأولويات.
- *الجاهزية الاستراتيجية*:
- من خلال هذا المفهوم، طور أدوات لتقييم قدرة الشركة على تنفيذ استراتيجيات معينة. مما ساعد الشركات على فهم نقاط قوتها وضعفها قبل الشروع في التخطيط.
*ثورة التصورات الاستراتيجية*
- لا أحد اليوم يتحرك في السوق بطريقة ميكانيكية. هناك العديد من العناصر والشروط التي تفرض الطريقة الأفضل للتفكير والتخطيط. وبالتالي، تغيرت فكرة الاستراتيجية من مجرد تخطيط ثابت إلى مجموعة من التصورات المختلفة للتفكير الاستراتيجي.
- 1. *التخطيط الاستراتيجي التقليدي*:
- إذا كانت معادلة السوق مستقرة والخبرة عالية في العمل، يمكن تفعيل الخطة الاستراتيجية التقليدية التي وضعها أنسوف.
- 2. *منحنى التعلم الاستراتيجي*:
- إذا كانت معادلة السوق مستقرة ولكن الخبرة قليلة، يمر الشخص بمنحنى التعلم الاستراتيجي. يدخل مجالًا يعرف أنه سيتعلم فيه، وإذا لم ينجح خلال ستة أشهر، ينتقل إلى مشروع آخر، وبعد عدة يعتمد مسارًا معينًا.
- 3. *التخطيط بالرؤية*:
- إذا كان السوق غير مستقر والخبرة عالية، يناسب التخطيط بالرؤية هذه الحالة، حيث يتم التخطيط لفترة قصيرة جدًا، لا تزيد عن سنة.
- 4. *التخطيط بالحدس*:
إذا كان السوق غير مستقر والخبرة قليلة، حيث يدير التجار تجارتهم بناءً على الحدس.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان