نواصل استكشاف كتاب "أفكار إدارية رئيسية" الذي يتناول التغيرات الكبرى التي حدثت في الفكر الإداري عبر تسع مجالات أساسية. في الدرس السابق تناولنا:
- - ثورة من الاستقرار إلى التغيير
- - ثورة في الهياكل التنظيمية
- - ثورة في التفكير الاستراتيجي
واليوم نتابع مع:
- - ثورة في الموارد البشرية
- - ثورة في الجودة
- - ثورة في التسويق
- - ثورة في القيادة
- - ثورة في التعليم
- - ثورة في العولمة
*ثورة في الجودة:*
- كان مفهوم الجودة في السابق يركز على فحص المنتج النهائي فقط.
- أما اليوم، فقد تطور هذا المفهوم ليشمل كل مراحل خط الإنتاج، بدءًا من الفكرة الأساسية للمنتج وصولاً إلى الانتهاء منه.
- ومن هنا ظهرت أفكار مثل معايير الأيزو، التي تعكس أهمية الجودة في كل مرحلة.
*ثورة في التسويق:*
- في الماضي، كان التسويق يعتمد على فكرة أن الفرد يقوم بإنتاج سلعة لتلبية حاجة معينة، ثم يقوم بالترويج لهذه السلعة.
- لكن في العصر الحالي، أصبحت العملية معكوسة.حيث يتم أولاً خلق حاجة لدى الجمهور، ثم يتم تصنيع منتج يلبي تلك الحاجة.
- إن خلق الاحتياجات يعد عنصرًا أساسيًا في النظام الرأسمالي الحديث. ويُعتبر علم النفس أداة قوية في التأثير على أفكار ومشاعر الناس.
- مما يساعد في بيع منتجات قد لا يحتاجونها، وذلك عبر أساليب إعلانات مبتكرة. على سبيل المثال، فكرة ارتداء بنطال الجينز الممزق.
*ثورة في القيادة:*
- ظهر مصطلح "القيادة" في عصرنا هذا. هو في مضمونه عبارة عن برامج لإعداد رجال الأعمال.
- يتضمن تعليمهم مهارات التخطيط الاستراتيجي، والإدارة، والذكاء العاطفي.
- لكن مجال القيادة لا يقتصر فقط على إعداد الأشخاص لتولي مناصب في الشركات، بل يشمل أيضًا الفاعلين الثقافيين و غيرهم في مجالات الحياة.
- رغم أن بيع بعض المهارات الإدارية قد يبدو سهلاً، إلا أن بيع المعرفة الحقيقية التي تغير فكر الفرد وتمكنه من أن يكون قائدًا فعليًا في مجتمعه يمثل تحديًا أكبر.
- نحن بحاجة إلى المزيد من المثقفين الاجتماعيين القادرين على فهم مجتمعاتهم وقيادة التغيير المطلوب.
*ثورة في التعليم:*
- شهد التعليم تحولًا كبيرًا خصوصا مع موجة التعلم عن بُعد. حيث أصبح بإمكان الأفراد الحصول على أفضل الشهادات والمهارات من خلال هذه الوسائل.
- ومع الاتجاه المتزايد نحو التعليم عن بُعد، قد تتراجع قيمة الشهادات التقليدية أمام التجارب العملية.
- سيصبح التعليم أكثر تركيزًا على الجانب العملي بدلاً من الجانب النظري. وتوظف الشركات اصحاب المهارات العملية وليس الشهادات الأكاديمية.
*ثورة في العولمة:*
- كان من المسلم به في السابق أن الشركات تكون محلية. أما اليوم، فقد أصبحت العولمة هي السمة السائدة.
- فقد يُمكن أن تكون الشركة مرخصة في جزر هاواي، وتعمل في الهند، وتوظف أفرادًا من أمريكا الجنوبية.
- لم تعد الحدود جغرافية، بل أصبحنا نشهد ثقافات وشركات عالمية تتداخل فيما بينها.
*الخاتمة:*
- إذن فهم السياق الذي نعمل فيه وكيف تطور تاريخيا، هو المفتاح لنصبح شركاء في صناعة التغيير وليس فقط مقلدين.
- إذا أردنا إنشاء إدارة تتناسب مع مجتمعاتنا، فإننا بحاجة إلى دراسات معمقة تدرس البيئات الإدارية الحالية + القيم السائدة + الأنماط الادارية الشائعة في المجتمعات البينية التي لم تنتقل بعد الى مرحلة الحداثة.
- ينبغي أن ندمج بين علم الإدارة وعلم الاجتماع، ونسعى لتطوير إدارة إسلامية تكون مدعومة بأبحاث موازية على أرض الواقع، تثمر نتائج تعكس الطابع الخاص لهذه المناطق.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان