رباب:
قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (سورة البقرة، الآية 62).
سؤالي: كيف استدل المفسرون على أن هذه الآية خاصة فقط بالأقوام التي جاءت قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها ليست مطلقة؟
المعلم:
لم يبحثوا عن النسق الكلي، فالآية صريحة في أن هؤلاء لن يذهب عملهم سدى ولا خوف عليهم. فالنجاة مرهونة بثلاثة أمور: "الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح". اليهود والنصارى والصابئة ملل مختلفة، والآية تتكلم عن مشترك بينهم يقودهم إلى النجاة، وذات المشروط على المسلمين. لكن هؤلاء ليسوا كل البشر، فماذا عن غيرهم ممن ليسوا يهودًا أو نصارى أو صابئة أو مسلمين؟ ماذا يغطي الصالحون منهم يوم الحساب مع كل هذا القصور؟
هنا يأتي دور النسق، فأول النسق مرتبط بقواعد:
"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"
"وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"
"الْبَلَاغُ الْمُبِينُ"
"وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ..."
"مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ..."
وبعد ذلك يتم فهم الصورة الكلية.
رباب:
تمام، وبما أنه لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة مدى تحقُق أو عدم تحقُق محددات السياق السابق، فلا أحد يعلم مصيرهم. أمرهم متروك إلى الله تعالى تمامًا. هل فهمي صحيح؟
المعلم:
صحيح، "لن يُظلم أحد" هذه هي القاعدة الكبرى الحاكمة.
رباب:
وما كان ربك بظلامٍ للعبيد... وكلنا عبيد الله.
كتابة: م. رباب قاسمو