استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

طبيعة العلاقة بين الخطاب والنص


في هذا الدرس سنبين الفرق بين الخطاب والنص، وطبيعة العلاقة بينهما.

 *منهجية التفريق بين الخطاب والنص* :

- الخطاب هو كلام مشافهة مباشر بين القائل والجمهور . 
- الخطاب قبل أن يدون إلى نص يحمل ثروة ضخمة جدًا. وذلك لاحتوائه على العديد من القرائن المباشرة التي تساعد على فهمه بدقة. أهم هذه القرائن : 
 *السياق المشترك* : القائل موجود والجمهور المعني مباشرة بالحديث أيضًا موجود. 
 *الثقافة المشتركة* : بين القائل والجمهور يوجد ثقافة مشتركة في الزمان. وجود مكونات ثقافية معينة في بيئتهم. 
 *اللغة المشتركة* : يعرف الجمهور الإحالات في الضمائر والإشارات والأسماء الموصولة الموجودة في الخطاب وما يُقصد به. 
 *حضور توترات اللحظة* : غضب، خوف، سعادة... الجمهور يشهدها بالكامل ويستطيع تقييم الشعور المرافق للخطاب.
 *إمكانية الاستفسار والاستدراك*: يمكن الاستفسار والحصول على الجواب من قبل الجمهور، أو استدراك الخطاب وتصحيحه من قبل صاحبه. 
 *التطابق بين قصدية القائل وفهم المتلقي*: دائرتا الفهم والخطاب تبدوان أقرب للتطابق من التنافر.

 *انتقال الخطاب الى نص  : 

 ماذا لو انتقل هذا الخطاب إلى نص مكتوب وانتقل بالزمن وانقطعت كل المؤشرات التي كانت موجودة بين القائل وجمهوره؟.
- يصبح القائل غير موجود والجمهور غير معني بالحدث. مثال: "قاتلوا الذين يلوونكم من الكفار." لن يعني هذا الكلام شيئا ذو قيمة لشاب يعيش في الجامعة الأمريكية، بمقدار ما عناه لشاب واقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام.
- وذلك بسبب اختلاف السياق . وتباين الثقافتين. واختلاف دلالات الألفاظ . غياب روح اللحظة. انعدام قابلية الاستدراك. انعدام قابلية الاستفسار.
 الخطاب عندما يتحول إلى نص وينتقل عبر الزمن، يصبح متلبسًا بالظن، ومعتمدًا على قدرتنا على البحث عن القرائن القريبة والبعيدة التي تُظهر لنا معناه الحقيقي، وعلى اعادة تشكيل الصورة لأقرب مساحة عبر هذه القرائن.

  *اشكالات تواجه قاري النص  : 

- عندما يتحول الخطاب إلى نص، يُلقي عبئًا كبيرًا جدًا في الفهم على القارئ.
- مهما كان الفهم الذي سيحمله القاريء، تبقى أمامه قضية كبيرة جدًا: هل أدرك المراد من النص أم لا؟.
- النص فقير أما الخطاب فغني. النص فقير للقرائن المباشرة المتعلقة بالموقف المباشر الذي أثير فيه الخطاب. 
- تغلب قصدية القارئ على قصدية مُنشئ النص. حيث يستطيع الإنسان أن يفسر النص بما يشاء، ويُحمّله ما لم يرد صاحبه أن يقوله.
- بسبب الفجوة الموجودة، تتعدد الأفهام حول ذات النص. ويزداد غموضه.
- حتى الأشياء المتكررة يصبح الفصل بها صعبًا. رغم ان النصوص واحدة والأحاديث واحدة. القرائن واحدة في مادتها، ولكن في دلالاتها مختلفة. مثال: فرضية النقاب والحجاب. 
- في القراءة الأدبية لا يوجد مشكلة أن تتوسع في الفهم. ولكن النص الديني، مبني على التضييق، يُبحث فيه عن قصدية المُنشئ. إجابة محددة لسؤال تطرح على النص.

 *الخاتمة* :

بعد غياب الرسول عليه الصلاة والسلام وتحول الخطاب إلى النص، انتقل العبء بوزنه على القارئ، سواء أكان الصحابة، التابعين، أو العلماء المعاصرين. فكلما ابتعد الزمن، زاد الثقل.




اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.