كثرت البكائيات على غياب المصلين عن المساجد بسبب الكرونا ..
وهي والله جرح غائر إذ تغيب شعيرة من شعائر الإسلام قسرا ..
ولكني أتساءل : ما بال الصدق والوفاء وحفظ الحقوق والعدل والأمانة والدفاع عن المظلومين والانتصار للضعفاء والغضب لحرمات الله والهبة لعرض المسلمات والرحمة والغيرة لدين الله ؟
أليست هذه أيضا من شعائر الدين وأعمدته ولبه وجوهره ..؟
لماذا تحولنا إلى رهبان لا يعرفون من الدين غير صلوات وبكائيات وجلسات ذكر ومواعظ ..؟
أين العمل ؟
أين جوهر الدين وفحواه ؟
"كنتم خير أمة أخرجت للناس " لماذا ؟
" تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"
لماذا لا يتجاوز الدين فينا غير قشوره ؟
نصلي ولا ننته رغم أن الله شرعها لتنهى :
" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
ونصوم ولا نتق رغم أن حكمة مشروعيته التقوى :
" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
ونزكي ولا نتطهر من ذنوب الخلق وحقوقهم رغم أن هذا هدف الزكاة :
" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "
ونقرأ القرآن ونتغنى ونتباكى ولا نتعظ ولا نمتثل ولم ينزل القرآن إلا هديا وشرعا:
" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم "
ثم نفرغ أفواهنا ونعلي أصواتنا ونحمد الله على الإسلام ولم نحقق الحد الأدنى من غاياته وقد نقضنا عراه..
أي إسلام وإيمان؟
" ولما يدخل الإيمان في قلوبكم "
فمتى إذا ؟
" ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة " في كل شيء على الإطلاق دون أهواء أو تزلف أو تملق ...
فإذا فارقنا الهدي ..
" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوا ولا تتبعوا السبل "
حينها يجب أن نخاف من العاقبة ..
(قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِی یَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوۤءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةࣰۚ وَلَا یَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا)
هو سبحانه "شديد العقاب ذي الطول" و " عزيز ذو انتقام"
وهو عز وجل " غفور حليم " وهو " التواب الرحيم" وهو " ولي الصالحين " ..
فمتى العودة إن لم تكن الآن؟
أمتنا لا تفتقر لأعداد المسلمين بل تفتقر للإسلام فيهم ..
اللهم ردنا إليك ردا جميلا..
بقلم : فاطمة بنت الرفاعي