استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

حواراتي مع الدكتور جاسم: ابراهيم و"حق اليقين"

رباب:
هناك سؤال لطالما حيَّرني. بحثت عنه في التفاسير ولكن لم أعثر على جواب واضح. فقلت في نفسي: "مالي غيرك." دائمًا ترى الإشكالات القرآنية من زاوية لا تخطر على بال أحد، وتستطيع حلها.
سؤالي هو التالي:
أتعجب حقيقة من سؤال إبراهيم عليه السلام لربه أن يريه كيف يحيي الموتى. ألم يتيقن أن الله تعالى قادر بعد معجزة إخراجه من النار حيًا؟ لماذا طلب مجددًا برهانًا؟ وذكر السبب: ليطمئن قلبه تحديدًا .من المعلوم لدينا أن إبراهيم عليه السلام تعرف على ربه بالعقل وبتأمل آيات الطبيعة ألم يكفه ذلك؟. وكأن هناك مساحة بينهما. فاطمئنان العقل لا يعني بالضرورة اطمئنان القلب، ربما.
المعلم:
لربما أراد القرآن أن يقول إن سكون نفس الإنسان عن التساؤل لا يتوقف إلا عند رؤية عين اليقين، ولذلك قيل بثلاث مراتب:
• علم اليقين: ما كان باستدلال عقلي.
• عين اليقين: ما كان بالمعاينة والشهود.
• حق اليقين: ما كان معاينة واختبارًا.
وبما أن هذه المراتب لا تتيسر لنا كبشر عاديين، فأسئلتنا مشروعة.
رباب:
تمام. إذن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان قد تجاوز"علم اليقين" عندما تيقن بالتفكر في الطبيعة أن الله موجود، ثم سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى. لأنه يحتاج الوصول إلى "عين اليقين". طيب، وحق اليقين، لا يُدرك إلا يوم القيامة، صحيح؟
المعلم:
حق اليقين هو أن يحصل للإنسان من الذوق والوجد في نفسه. فقد قال بعض الشيوخ: "لقد كنت في حال أقول فيها إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال، فإنهم لفي عيش طيب." وقال آخر: "إنه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طربًا ."أما حياتنا، فينطبق عليها ذات الأمر. فحين نتفكر نصل لاستنتاجات هي "علم اليقين"، ثم نقوم بتجربة فنتأكد ب"عين اليقين"، ثم نستخدمها في التطبيقات العملية، فإن نجحت أصبحت "حق اليقين".
رباب:
الله! هذا إسقاط بديع. حللت الإشكال كعادتك... شكرًا لك.




كتابة: م. رباب قاسمو

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.