استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

نرجوك أيها الضبع الحكيم تعال نظم صفنا وانثر بركتك علينا ...


هتاف تعالى من واد سحيق ضل فيه فصيل من الأسود طريقهم..

بعدما تنازعوا طويلا على ؛

من سيقود الفصيل ؟

من سيخرج للصيد ؟

من سيقف للحراسة ؟

من سيعتني بالصغار ؟

وتجادلوا طويلا وجلسوا كفصيل نادر نخبوي بين أسود الدنيا وظن كل منهم نفسه حكيما وجلس على ذيله ومشط بمخالبه شعرات جسارته وبادر بالكلام ..

تعالت الزأرات وسالت من الوجوه القطرات وعكرصفو الجدول دماء النعرات ..

وتصنموا حين سمعوا عويل إحداهن على صغيرها الذي خطفته عصابة الضباع الضالة ..

جلس كل على حجر ؛  وتراشقوا اللوم ولمعت المخالب من جديد تحت الشمس وثانيا هدؤوا على عويل ونواح وفقيد جديد ..

وهكذا مرة بعد مرة حتى وهن الفصيل من الجوع وتعكر الماء بالدماء ..

وصاروا يرتعدون من زمجرات الضباع الضالة ..

حاولوا أن يكونوا يد واحدة ويواجهوا الضباع ولكنهم اختلفوا من جديد

بلغ بهم الوهن كل مبلغ ...

وأخيرا ...

وفي الرمق الأخير وأرواحهم تحشرج اتفقوا ...

اتفقوا على أن يستدعوا هبار الضباع ويتفاوضوا معه على أن:

● يسمح لهم بالعيش دون قتال

● يقدموا له تحايا الاحترام والتبجيل كل صباح

● يصيدوا هم للضباع ثم يصطادون لأنفسهم

● يقدموا له التاج الملكي قربانا وتأليفا لقلبه

● يخدم أفراد الفصيل عصابة الضباع

☆ الأهم اعترفوا بكل صراحة أنهم لم يعودوا أهلا للمواجهة

وأن شرف الأسود لم يجلب لهم إلا نحس الجوع والعطش  ...

دون خجل ..

تعالى زئير الوهن ينادي على هبار الضباع الحكيم ؛

لم يصدق الضباع ما سمعوا ، وحين تيقنوا ؛ خرج هبارهم مختالا ومفتول الشارب..

وكان يقهقه وهو يسير إليهم ويردد : يالهيبة طلتكم وخور عزائمكم ، ما أقوى جسومكم وأسفه عقولكم ، ما أعذب صوتكم وأنتم تستغيثون ازأروا بقوة أكثر فزئيركم يزيد متعتي ونشوتي ..

تزأر الأسود بصوت مكبوت فرؤوسها منكسه لإعلان الولاء ...

وتقدم الضبع بعنجهية وغرور وتلقف التاج الملكي بيديه الملوثة بالجيف وحين وضعه على رأسه زال بريقه خلف لون الدم ونتن الجيف ؛ وزال معه شرف الأسود للأبد بل ...
قدم ضعاف الأسود قرابين للضبع وذلل أفراد الفصيل لخدمة أراذل الحيوانات ..

لم يستطع الأسود التراجع عن هذا الفعل الأثيم وبقيت أسطورة تحكي عن فصيل ضيعه التناحر تحت أقدام السفلة ...

النوايا الحسنة لا تبرر الأفعال الوضيعة ...

قبل قرن من الزمان بادر هوك زعيم قبيلة سوك بالتوقيع على معاهدة تنص على تنازله عن قريته وانتقاله إلى محميات دون علم منه لأنه لا يعرف القراءة والكتابة ؛ وعندما فطن للكارثة قال :

كل ما فعلته أنني لمست الورقة بريشة إوزة ولم أكن أعرف أنني بتلك الفعلة وافقت على التنازل عن قريتي .

ذهب سوك بحسرته وبقيت ريشة الإوزة البيضاء رمزا على مرارة الإبادة التي تعرض لها الهنود الحمر غير ناسين من حصد حاضرهم ومستقبلهم وأرواحهم بلمسة غادرة بريشة ناصعة..

زلة القادة تضل أمة وتهدم عليها دنياها ودينها فأي إنسان  يستطيع تحمل هذا الذنب ؟؟؟...

أيها النخب والساسة :

لا تتحدثوا باسم الشعب فنحن نبرأ إلى الله من مبادرتكم وصلحكم وجنوحكم على بساط من دمائنا وقيمنا ...

لا تدعوا زورا وبهتانا أنكم تضنون بنا من عناء طول المقاومة ؛ فنحن ولدنا على ظهور المطايا ..

ذنبنا فقط أننا أحسنا المعارضة ولم نقاوم ولم نناهض ..

ذنبنا أننا وثقنا بحكمتكم حد لا تبلغون مرتقاه ..

لكن في الأمر متسع للتقويم والتقوي وليس الضعف والتنازل ..

لأننا نعلم أن الضعيف في المناهضة والكر والفر ضعيف في السلم أيضا ...
عسى الله أن يستبدل  قادة غيركم أشداء رحماء حكماء ويشفي بهم صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ..

ليس في قاموسنا الخضوع للمجرم ولا مد اليد للخائن والمعتدي ..

سنبقى ما بقيت الدنيا نحيا بشرف ونموت بكرامة ونلقى الله دون كذب أو تدليس أو نفاق أو ذنب دماء محرمة أو تهاون في طمس هوية وضياع حقوق..

ألا ساء ما تحكمون ..



فاطمة بنت الرفاعي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.