لكل منا ذوقه ومشتهاه من الطعام والشراب..
ومن المعروف أن فاكهة الصيف في مصر خلابة الألوان فواحة الروائح فريدة المذاق ..
وكلها يدخل البهجة والسرور على نفس بائعه وآكله ..
إلا أن هناك نوع من الفاكهة كلما هل موسمها وفاحت رائحتها ترقرقت مدامعي..
تلك الجميلة الخلابة مختلفة الألوان غالية الأثمان التي تفصح عن نفسها على بعد أمتار..
إنها المانجو..
لماذا تغرورق العين بالدموع مع كل هذا الجمال؟
هل تعرف أن المانجو ليست فاكهة مصرية أصلا؟
نعم .. لكن هناك من مصرها ومتع أهل مصر بها ..
إنه..
زعيم الحرية والمناضل عن شرف مصر وعقيدتها حتى النفس الأخير ..
أحمد عرابي ..
تشير الأخبار إلى أن أول من أحضر شجرة المانجو إلى مصر الزعيم أحمد عرابى فقد أمضى ٢١ عامًا في منفاه بجزيرة سيلان ..
خلال تواجد عرابى بجزيرة سيلان تعرّف على فاكهة لم يرَها من قبل في مصر، وبعد أن استهوته وأُعجب بطعمها عرف أن اسمها «مانجو»، وأرسل إلى أحمد باشا المنشاوى، أحد أعيان محافظة الغربية، بذورها حتى يزرعها..
وبعد ذيوع صيت الفاكهة الجديدة فى مصر، التفت إليها كبار المزارعين فى العهد الملكى، وتسابقوا على زراعتها لمهاداة أحبائهم، كذلك ظهرت أنواعٌ أخرى على غرار «شجرة عرابي»..
حيث جلب آل تيمور سلالة جديدة من المانجو وزراعتها بأراضيهم أطلق عليها «تيمور»، وتبعهم الفرنسى «ألفونس» الذى استورد نوعًا جديدًا وأطلق عليه اسمه، وقام بعد ذلك درانيت باشا، وهو من حاشية الخديو عباس حلمى، بزراعة وتهجين المانجو بمزارعه فى الإسكندرية وأسماها كوبانيه..
رحم الله الفارس الأبي أحمد عرابي..
صاحب مقولة " نحن مسلمون، من باع اسمه فقد باع دينه "
لأحد تجار الشاي في "جزيرة سيلان"..
كلما قلبت سيرته تصاغرت في عيني كل قامات المقاومة في زماننا إلا من رحم الله..
آآآآآه لأمة قل فيها المخلصون والأبطال وقيد فيها الفرسان وأطلق الرويبضة والحثالة الرعناء ..
اللهم إنك تعلم أن بيننا من اعتز بك واعتصم بحق أمته وما زال على الدرب مهرولا..
اللهم أنزل عليه من رحمتك مطرا ومن نصرك قدرا ومن تأيديك زمرا..
اللهم اجعلنا لكل مصلح عونا وسندا واستعملنا في حقك واكفنا شر كل المفسدين..
اللهم كحل عيوننا بنصر وعز وتحرير قريب..
فاطمة بنت الرفاعي