استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

جَلَد الفاجر وعجز الثقات


من التناقض الذي نحياه في هذا العصر أن نصبح أمة هذا مرجعها؛ 
{ وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُوا۟ مَا فِیهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: 63]
يحث على الأخذ بالقوة والعزم، فلا يؤخذ بهذا التوجيه أهل الثقة و الرأي و يتقدم من بينه وبين سمات الثقات هوة واسعة. 
و لقد تنبأ بوقوع هذا الشر 
 الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، فكان يكثر من دعاء استعاذة يستحق أن يسطر بماء الذهب ويحفر في صدور النشء، فتجري الكرامة والعزة مجرى الدم،  "اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة"
 من أعمق المقولات التي تفسر سوء واقع بعض المجتمعات، وخاصة في ظل الصراعات بين الحق والباطل، والخير والشر.  فهي تعكس نظرة ثاقبة لواقع يعيشه الناس عبر العصور، وتدعو إلى التفكر والتأمل في سلوك الأفراد والجماعات.
 جَلَد الفاجر: يشير إلى جرأة الفاسق واندفاعه في ارتكاب المعاصي والذنوب، وعدم خوفه من العقاب، واستعداده للتضحية بكل شيء في سبيل تحقيق أهدافه الدنيوية.
 عجز الثقة: يقصد به تقاعس المؤمن عن نصرة الحق والدفاع عنه، وتردده في مواجهة الباطل، والخوف من العواقب، رغم إيمانه بصدق الحق.

أبعاد المقولة:

 الصراع الأبدي بين الحق والباطل: تعكس المقولة الصراع المستمر بين الحق والباطل، وبين المؤمن والفاسق، وهي دعوة للمؤمنين إلى عدم الاستسلام للباطل، والعمل على نصرة الحق.
 أهمية الثبات على الحق: تشدد المقولة على أهمية الثبات على الحق، وعدم التردد في مواجهة الباطل مهما كانت التحديات والصعوبات.
 *خطورة التقاعس عن الحق: تحذر المقولة من خطورة التقاعس عن نصرة الحق، وتؤكد أن العجز عن ذلك يؤدي إلى انتشار الباطل وسيطرة الفساد.

أمثلة من الواقع:

نجد أمثلة كثيرة على "جلد الفاجر وعجز الثقة" في حياتنا اليومية فنجد الفاسقين ينشرون الفساد والرذيلة بكل جرأة بينما يتردد المؤمنون في مواجهتهم. كما نجد الكثير من الظواهر السلبية التي تنتشر في المجتمع بسبب تقاعس الصالحين عن إصلاحها.
العبرة والعظة:
 الدعوة إلى المبادرة إلى العمل الصالح: تدعونا المقولة إلى العمل الصالح، والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الحق.
 التحلي بالشجاعة والإقدام: تحثنا على التحلي بالشجاعة والإقدام في مواجهة الباطل، وعدم الخوف من العواقب.
 التعاون والتكاتف: تؤكد على أهمية التعاون والتكاتف بين المؤمنين، ونصرة بعضهم البعض.
إن "جَلَد الفاجر وعجز الثقة" هي بمثابة مرآة تعكس لنا واقعنا و الأسباب التي أوصلتنا إليه، وتدعونا إلى التغيير والتحسن. فلتكن هذه المقولة دافعًا لنا للعمل الصالح، ونصرة الحق، ومواجهة الباطل.
"إن عجز الثقة هو أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات، فالتردد والتخاذل يؤديان إلى انتشار الباطل وسيطرة الظلم وكنتيجة بعيدة المدى قد يؤدي عجز الثقات إلى فقد القوة الكامنة التي أنعم الله بها عليهم؛ فكل علم و مهارة و قوى ساكنة مصيرها النسيان والفقد الضعف والتلف ولا أشد على المياه من السكون لتتحول لمستنقع آسن.
ديننا الحنيف يستنكر رذيلة العجز ويقر لمن أرتضى الظلم على نفسه وأمته بعذاب جهنم:
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰ⁠سِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤئكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: 97]
 ويؤكد النبيُّ على فضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف؛ و يبين أهم أسباب الضعف أو العجز في اتخاذ القرار و وسيلة معالجته.
يقول ﷺ في الحديث الصحيح: المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، ثم يقول ﷺ: احرص على ما ينفعُك، واستعنْ بالله، ولا تعجز، وإن أصابَك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان.
فأهم أسباب الأيادي المرتجفة هو الخوف من الندم، فأوصى أن يوصد باب تلبيس أبيلس على الإنسان بالإستعانة بالله و النهي عن قول كلمة لو؛ لأنها تفتح باب الشيطان.
و يؤكد النبي على ضرورة الاستعاذة من العجز بكل أسبابه و يقرن الاستعاذة منه بالاستعانة من الهم والحزن  ويضيف العجز بذكر أسبابه وهو الكسل(عجز بذل جهد) والجبن(عجز درء ظلم الفاجر) والبخل(عجز بذل مادي لمصلحة الأمة) و عبء الدين(عجز اقتصادي قد يؤدي لبقية أنواع العجز) و قهر الرجال( عجز درء الظلم والعدوان عن النفس و حفظ كرامتها)  في حالة ضعف أو حاجة.    
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال.

أمثلة تاريخية

 عصر الجاهلية: قبل الإسلام، وكغيره من المجتمعات كانت السمة الغالبة على المجتمع الجاهلي هي "جلد الفاجر" حيث كانت القوة والجبروت هما الفيصل في كل شيء. فكان الأقوياء يظلمون الضعفاء، والغني يستغل الفقير، دون رادع أو ضمير. وفي المقابل، كان الكثير من الصالحين عاجزين عن مواجهة هذا الظلم خشية الانتقام.
تُعدّ مقولة "جلد الفاجر وعجز الثقة" لمّا لها من عمق في معانيها، تعد تشخيصاً دقيقاً لحالات نفسية واجتماعية قد يمر بها المؤمنون، ولعل أبرز الأمثلة على "عجز الثقة" في التاريخ الإسلامي هي تلك التي ظهرت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

1. تردد بعض الصحابة في بداية الدعوة:

في بداية الدعوة الإسلامية، واجه النبي صلى الله عليه وسلم مقاومة شديدة من قومه، وتردد بعض الصحابة في الإعلان عن إسلامهم خوفًا من العذاب والتعذيب. فكانوا يخفون إيمانهم، ويخشون على أنفسهم وممتلكاتهم.

2. حادثة الإخبات في بدر:

في غزوة بدر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بالإخبات، أي البقاء في الخلف، وكانت مهمتهم حماية الغنائم. شعر بعض هؤلاء الصحابة بالحزن والأسف لعدم المشاركة المباشرة في القتال، وتساءلوا عن سبب اختيارهم لهذه المهمة.

3. اختلاف الرأي في أحد:

في غزوة أحد، اختلفت آراء الصحابة حول مكان النزول، فذهب البعض برأي أبي بن كعب، وذهب البعض الآخر برأي النبي صلى الله عليه وسلم. وعندما انتهكت صفوف المسلمين، تراجع البعض خوفًا على أنفسهم، رغم أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بالثبات
 عصر الفتن: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شهدت الأمة الإسلامية فتناً كثيرة. في هذه الفترة، ظهرت أمثلة واضحة على "جلد الفاجر" من خلال طموحات بشرية للبعض حرفت البوصلة عن الطريق الصحيح، و"عجز الثقة" من خلال تردد البعض الآخر في نصرة الحق.
 الحروب الصليبية: خلال الحروب الصليبية، ظهرت أمثلة عديدة على "جلد الفاجر" من خلال وحشية الصليبيين وارتكابهم للمجازر، و"عجز الثقة" من خلال  تراجع  الثقات من أهل العلم والدين و السياسة والاقتصاد عن القيام بدورهم كل في مجاله مما أدى إلى فرقة الأمة وعجزها مواجهة هذا الخطر.

أسباب التردد:

 الخوف من العذاب: كان الخوف من العذاب البدني والمادي هو الدافع الرئيسي وراء تردد بعض الصحابة.
 الحفاظ على النفس والمال: كانت هناك حالات نادرة لبعض الصحابة ممن خشي على نفسه وممتلكاته، ورأى أن الحفاظ عليها أولى من الجهاد في سبيل الله.
 الاختلاف في الرأي: كان الاختلاف في الرأي بين الصحابة يؤدي إلى التردد والتأخر في اتخاذ القرارات.
العبرة والعظة من خلال هذه الأمثلة، يتضح لنا أن التردد والعجز قد يصيب أي مؤمن مهما كانت قوته إيمانه. ولكن الشجاعة والإيمان الصادق هما اللذان يدفعان المؤمن إلى تجاوز هذه الصعاب، والعمل على نصرة الحق.
يجدر الإشارة إلى أن هذه الأمثلة لا تهدف إلى التقليل من شأن الصحابة الكرام، بل هي محاولة لفهم طبيعة الإنسان وعرض بعض المواقف التي قد يتعرض لها المؤمن في حياته.

 نماذج من القصص القرآني:

نجد في القرآن الكريم الكثير من القصص التي تتحدث عن الصراع بين الحق والباطل، وتجسد معاني "جلد الفاجر وعجز الثقة". مثل قصة يوسف عليه السلام وكيف واجه مؤامرة إخوانه، وقصة قارون وكيف هلك بسبب طغيانه.
 الأدب العالمي: في الأدب العالمي، نجد العديد من الروايات التي تتناول نفس المعاني، مثل رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو التي تصور صراع الخير والشر في المجتمع الفرنسي.
صمود الأمة أمام التحديات: يجب أن تكون الأمة صامدة في وجه التحديات التي تواجهها، وأن تكون قادرة على مواجهة المؤامرات والفتن التي تحاك ضدها. وهذا يتطلب من الأفراد أن يكونوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، وأن يتحلوا بالصبر والثبات على الحق.
 التعاون والتكاتف: يجب أن يتعاون أفراد المجتمع وتكاتفوا من أجل تحقيق أهدافهم المشتركة، وأن يتجاوزوا الخلافات الشخصية والمصالح الضيقة.
 الاهتمام بالعلم والمعرفة: يجب أن تولي الأمة اهتمامًا كبيرًا بالعلم والمعرفة، وأن تسعى إلى تطوير قدرات أبنائها، وأن تستفيد من تجارب الأمم الأخرى.
 العدل والإنصاف: يجب أن يسود العدل والإنصاف في المجتمع، وأن يحكم الناس بالقانون لا بالهوى، وأن يتم تطبيق الشريعة الإسلامية على الوجه الأكمل.

دور مقولة "جلد الفاجر وعجز الثقة" في النهوض الحضاري:

 تحذير من التراخي: تحذر هذه المقولة من التراخي والكسل، وتدعو إلى العمل الجاد والمثابرة لتحقيق الأهداف.
 دعوة إلى التعاون: تشجع هذه المقولة على التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، وأن يكونوا يداً واحدة في مواجهة الأعداء.
 التأكيد على أهمية العلم:
 تدعو هذه المقولة إلى طلب العلم والمعرفة، وأن يكون المسلمون في طليعة الأمم في هذا المجال.
 التحذير من الفساد: تحذر هذه المقولة من تصدر أهل الفساد بكل مجالاته والظلم للشأن العام، وتدعو إلى محاربة الفساد والظلم بكل الوسائل المشروعة.

أمثلة من التاريخ:

 العصر الذهبي للإسلام: شهد العصر الذهبي للإسلام نهضة حضارية كبيرة وذلك بسبب التزام المسلمين بتعاليم دينهم، والعمل الجاد، والتعاون والتكاتف.
 نهضة أوروبا: شهدت أوروبا نهضة حضارية كبيرة بعد خروجها من العصور المظلمة، وذلك بسبب اهتمامها بالعلم والمعرفة، والتجارة، والصناعة.
العلاقة بين المقولة والواقع المعاصر:
تعاني الكثير من الدول الإسلامية اليوم من التخلف والضعف، وذلك بسبب ابتعادها عن تعاليم الإسلام، وانتشار الفساد والظلم، وتفشي الجهل والتخلف ما ذلك إلا بتصدر غير أهل الصلاح للصدارة و عزوف أهل الصلاح عن التصدر؛ ولذلك فإن تحجيم جَلَد الفاجر ومعالجة  الأسباب المؤدية إلى عجز الثقات هو السبيل الوحيد للنهوض الحضاري.
تواجه الأمة الإسلامية تحديات جسام تعوق مسيرة نهضتها الحضارية، ومن أبرز هذه التحديات:

 التحديات الفكرية:

 1.التطرف والإرهاب: تفشي الأفكار المتطرفة والإرهابية التي تشوه صورة الإسلام وتدفع بالعديد من الشباب إلى الانحراف لطريق يتناقض مع قيم الدين الحنيف.
  2.التبعية الفكرية: الاعتماد الكبير على الفكر الغربي وتجاهل التراث الإسلامي الأصيل و الاعتماد على التقليد والمحاكاة للتراث دون إعادة إعمال للعقل وفق مستجدات العصر من أدوات و تحولات مجتمعية.
   3.الجهل وتدني مستوى التعليم: انتشار الجهل والأمية وعدم الاهتمام بالتعليم والتثقيف.
 4.الصراعات المذهبية والطائفية: تعمق الخلافات المذهبية والطائفية وتأثيرها السلبي على الوحدة الإسلامية.

 التحديات السياسية:

1. الاستعمار والهيمنة     الأجنبية:
 تدخل الدول الكبرى في شؤون الدول الإسلامية وتدبير المؤامرات ضدها.
  2.الفساد والمحسوبية:
 انتشار الفساد الإداري والمالي والمحسوبية في المؤسسات الحكومية.
   3.الحروب الأهلية والصراعات الداخلية: اندلاع الحروب الأهلية والصراعات الداخلية في العديد من الدول الإسلامية.
   4.غياب الديمقراطية وحكم القانون:
* ضعف المؤسسات الديمقراطية وانتشار الفساد السياسي.

 التحديات الاقتصادية

   الاعتماد على النفط: اعتماد العديد من الدول الإسلامية على مصدر دخل واحد هو النفط مما يجعلها عرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية وحيت يتصدر المعيار الاقتصادي من لا يخشى اعتماد ما حرم الله من ربا؛ فكانت النتيجة هو من أعضل التحديات التي التي تواجهها الأمة.
   5.الفجوة بين الأغنياء والفقراء:
 اتساع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
   الديون الخارجية: تراكم الديون الخارجية على العديد من الدول الإسلامية مما يحد من قدرتها على التنمية.
 التحديات الاجتماعية:
انحلال الأخلاق:
 انتشار الرذائل الاجتماعية وانحلال القيم والأخلاق، نتيجة ضعف المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية والثقافية في الحفاظ على هوية أمام طوفان العولمة وتغلغل الاستعمار الناعم في الأمة فبعد مرحلة استعمار الأرض انتقل مستوى الاستعمار إلى استعمار العقول التي تسلم للمستعمر طواعية الأرض والعرض و العقيدة.
  ضعف دور الأسرة: تراجع دور الأسرة في تربية الأبناء ونشر القيم الإسلامية.
المشاكل الاجتماعية: انتشار المشاكل الاجتماعية مثل الطلاق والعنف الأسري والإدمان.

للتغلب على هذه التحديات يجب على الأمة الإسلامية:

 1.العودة إلى الإسلام: العودة إلى مصادر الإسلام الأصيلة والعمل على تطبيقها في الحياة.
 الوحدة والتكاتف: تحقيق الوحدة والتكاتف بين المسلمين والتغلب على الخلافات المذهبية والطائفية.
 2. محاربة الفساد: مكافحة الفساد وتقليم جَلَد الفاجر  في جميع المؤسسات بتحقيق الشفافية والعدالة.
 3.التعليم والتثقيف: الاهتمام بالتربية والتعليم لبناء شخصية قوية في الحق تتمتع بروح المبادرة في كل المجالات.
 4.التنمية المستدامة: تحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على الموارد المحلية وتراعي البيئة.
إن النهوض الحضاري للأمة الإسلامية يتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع أفراد الأمة، فكل فرد مسؤول عن بناء مجتمعه ووطنه.
كل تلك التحديات يمكن التغلب عليها بجَلَد الثقات جَلَدا  يدحر أيادي الفجرة من المفسدين في العبث بمستقبل الأمة.
فتجد في المجال الفكري يتصدره الثقات من نخبة الأمة من مفكرين و علماء.
وفي المجال الإقتصادي يتصدر ثقات الأمة من اقتصاديين ومستثمرين من يجعلون أولى أولويات مشاريعهم الاستثمارية هو المصلحة الوطنية قبل معيار الربح المادي.
وفي مجال التنمية المستدامة يتصدر ثقات الأمة في كل المجالات ممن يتمتعون بضمير ذي حس عال؛ فهم  يرون في ثروات وموارد الأمة أمانة يجب أن تحفظ للأجيال القادمة.
وفي كل مؤسسات الدولة يتصدر فيها ثقات الأمة مطبقين قيم الدين الحنيف كحصن حصين من الفساد فلا رشوة ولا محسوبية ولا ربا ينخر في اقتصاد الأمة. 

إن مقولة "أعوذ بالله من جَلَد الفاجر وعجز الثقة" هي دعوة  لكل ذي ثقة في علم و تقوى و وطنية أنه على ثغرة من ثغور الأمة عليه أن يبادر بسد تلك الثغرة بالعمل الجاد والمثابرة، والتكاتف والتعاون بين أهل الثقات على الخير والصلاح، والسعي إلى العلم والمعرفة، ومحاربة الفساد و الظلم. وهي بمثابة خارطة طريق للنهوض الحضاري للأمة الإسلامية.




د.عائشة مياس

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.