استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الكوارث البيئية وتفسيراتها


زلازل في تركيا، في إيران، في باكستان  جفاف ومجاعات في إفريقيا، سيول في السعودية، جفاف أنهار وتصحر زاحف.. وفي الغرب نيران تلتهم الغابات وتزحف على المدن، وأعاصير تبتلع ما يأتي في مسارها، وانفجار البراكين..
 كل ذلك ولم نتحدث عن كوارث الإنسان بأخيه الإنسان..

‏التفسيرات المقدمة: 

أ- بين العلم والدين
-هي ظواهر ناتجة عن التغير المناخي، والعلماء طوال الوقت ينبهون لها.
-هذه علامات يوم القيامة والنذر الأخيرة للبشرية لتتوب وتعود الى الله..

‏أخرى:
ب-أيديولوجيا وتنفيس
إذا اصابت بلاد الغرب فهذا انتقام الله منهم:
التفسير السني: هو رد على ما حصل في غزة.
التفسير الشيعي: هو رد على ما حدث لحزب الله وإيران وتواطؤ  الغرب ضدهم.
أخرى:
ت-إذا أصابت بلد مسلم فالتفسير أنه بسبب فساد أهله ومنكرهم.

ماذا إذا أصابت الحرم المكي ذاته والمعتمرين؟  هنا أيضاً التفسير إما الفساد أو الابتلاء المجرد.

‏أخرى:
ث-ماذا لو انتشر الأمر في كل مكان ولم نعرف مَن يتشفى في مَن، وعمّت البلوى الصالح والطالح..
 سنجد من يقول (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)…
هكذا يبدو حواراً لا مخرج له، وقد يتجه بحسب نفسية القائل في أي اتجاه …فماذا بعد….؟
الثوابت الكبرى تصلح كمرجعيات.. فالله بث في الكون قوانين، بعضها ظاهر تدركه العقول، وبعضها في علم الله المحيط فلا نتألّه عليه.. وحدود حاجة الإنسان هي ممكنات الإنسان في هذا السياق تساعد في الحل.
ما هو في علم الله فليس من شأن الإنسان.. فقد يُبتلى الصالح والطالح والطفل والشيخ الكبير والعابد والبطال والكافر والمؤمن ومن يوحى إليه وسائر البشر..  فلم يعِدنا القرآن برحلة في الحياة بدون مشاق..!

‏ماهو في ممكنات الإنسان ومطلوب منه هو:
-حصار الفساد في البر والبحر بكل أشكاله.. (في عالم الأفكار والعلاقات والمشاريع)..
-الكشف والتسخير وحل التحديات التي تعترض البشر في عالم الطبيعة..

وما لا نستطيع حلّه اليوم سيستمر العمل لحلّه غداً…

‏والبشرية حلّت بالعلم قضايا لم تخطر ببال من سبق أنها قابلة للحدوث.. ولا زال امامها طريق طويل من التحديات.. فأمراض مثل الطاعون والجدري والسل وشلل الأطفال.. والتنبؤ بالزلازل وثوران البراكين والفيضانات.. وصناعة السدود والمباني المقاومة للاهتزاز.. أمثلة بسيطة على تجاوز التنفيس للتسخير..

‏الانتقال من فكرة التنفيس للسؤال المُنتج حول تصور الحلول، ومعاناة البحث عن الأسباب القابلة للتحكم، هو الفارق بين العجز والفاعلية..

‏يبقى الجانب الإيماني والروحي الذي يبحث فيه الإنسان عن صفاء القلب، والاعتبار، وتذكّر قدرة الله، وطلب الرحمة.. معلماً مهماً لمتنفس دائم للخير والرحمة بالوجود..

د. جاسم السلطان 

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.