استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

تحول المعجزات الى رسالة خاتمة .. نصرة للعلم والحرية

الآن، بعد التحليلات التي تفضلتم بها، يمكن لنا أن نتساءل:

ما هي المنظومات (الحضارية /التشريعية) التي تتضمن  تأمين وتنمية المفهومين معا:

الحرية كقيمة مستقلة عن التفلت،

والتنظيم كمنهج في صلب ومقاصد التشريع لأجل صون الحرية من التفلت، ومن الحجر في آن واحد ؟!

**هناك المنظومة الحديثة:  عبر تراكم التجارب أرست فصل السلط وإعادة النظر في ملائمة التشريعات للحاجات 

**وهناك المنظومة الرسالية: 

وهي صياغة ناجزة للتشريعات لكن مستقلة عن تأثير الغلبات المتعاقبة عن الشرائع

(يعني توفر شرائع منزهة عن المصالح الغالبة)

**وعندنا  الواقع الحالي: سجلا  لما انتهى إليه النوعين من مسارات العلاقة بين التشريع(التنظيم ) وبين الإستخلاف(التحرير)

##هنا في السجل تنكشف كيفيات تطبيق كل منهما ، بالإضافة اختلاف الإتجاه:

كيفيات التطبيق : بالنسبة للشرائع بالغت في التنظيم على حساب التحرير ، مما أفقر  إيجابيات التنظيم المعجز نفسه، فجمد على مجرد موانع ومباحات ، واجبات وفروض...

في حين، أن أي تنظيم سماوي لم يكن يرسخ إلا بعد  رحلة نبوية من التفكر والتحرر الوجودي والنفسي لكسر جمود الإمبراطوريات فلسفيا، ثم قيميا قبل تحديد التشريعات...

وتكون بذلك التشريعات تتويجا لهذا التحرر  العقلي والوجودي الذي حقق البرهنة والغلبة الحجاجية ليبني عليها الإستحقاقات التشريعية 

وواضح هاهنا أنها ليست مجرد قوانين مفروضة  ولا مجرد رخص، بل تكميلات لمكارم الأخلاق،  بعد إذ مهد لها بالبرهنة والبناء الحجاجي

أما في المنظومة الحديثة، فقد بنيت فعلا على التمهيد الحجاجي والبرهنة ضدا على الكنيسة والإقطاع، وضدا على الملكيات التقليدية التي كانت تشكل مع الكنيسة كتلة الإستكبار والإستعباد،

ومن تم فقد كان كفاح الإنسان الغربي ضد ذلكم الإستكبار  امتدادا لكفاح الأنبياء عليهم السلام والمخلصين معهم ضد الإمبراطوريات الظالمة المستعبدة للناس

ولهذا اكتسب الكفاح الغربي خلال وقبيل عصر النهضة والتنوير ،مصداقية أخلاقية وتبريرا عقليا ، وإذن دعما من الفطرة الإنسانية يضمن لهذا الكفاح التأييد والعودة إلى العنفوان مهما قهر ...

والجديد هنا، أن العلوم انضمت الى هذا التدافع لتنصر الفكر الإنساني مقابل الفكر الكنسي والرسمي:

وكان ذلك من خلال: المواجهة بين منظومة مغلقة ترى الكتاب المقدس ملكية لها تفسيرا وتطبيقا، وبين منظومة مفتوحة لا تدعي ملكية المنهج العلمي، بل تسند مفاتيحه للكشوف خارج الذات وحتى خارج العقل الذاتي :
أي لا تفرض فكرا بل تعرض منهجا  مستقلا وتسند له الحكم

##طبيعي أن ينتصر العلم، ومن تم ملازمه الذي راهن عليه : أي الإنسان لا الكنيسة

**والمدهش في هذا المسار التاريخي،  أن الكشوف العلمية هي ما نصر الرؤية المظلومة ضد الإمبراطوريات والكهنوت المدعم للظلم!!

أي أكمل العلم  دور المعجزات، ومثلها لنصرة الحق

الحق بما هو ترابط تصور المظلوم وبحقوقه:
إذ لا تصادر الحقوق والحريات عبر التاريخ، إلا من خلال تبرير تصوري يطرح مخرجاته كتشريعات

## نتائج:

التنوير والحداثة إذن استكمال لتحرير (استخلاف ) الإنسان، وليسا في أصلهما الاول  أضدادا  للرسالات، بل لأعداء الرسالات ، وهذا حسب هذا التتبع، وحسب الترتيب القرآني 
** ثانيا:
تنتهي المنظومة الغربية الحالية الى نفس موقع/دور الكنيسة وإمبراطورياتها  إذ أصبحت مع تطور الحداثة الى رأسمالية متوحشة أكثر عداء للحرية وللإنسان والجديد، أكثر عداء لمحل التحرر  (الإستخلاف) أي للمجال الكوني الحيوي وللمستقبل

وهنا، يمكننا أن نراهن على محاججة أعمق :
تتضمن الرهان على ترابط حقيقي بين دور المعجزة ودور العلم في التاريخ:
نصرة المظلوم وتحريره انطلاقا من ترابط سنني بين التصور  الذي ينحاز الى الحق وبين التشريعات التي يبررها أخلاقيا وعمليا!!؟

بمعنى، هل تكشف الرسالة الأخيرة والمحفوظة بما هي المنزلة للعصور التي سيسود فيها العلم، عن عوامل إعادة العلم للتحالف مع التحرير :

تحرير الإنسانية من الظلم والجهل المركب والتناكر والإفساد

أي : من تفاقم التعقيد ؟!

خاصة أن معجزات الرسالات السابقة فعلت،

والعلم الذي كان امتدادا لها،قبل مصادرته، فعل، وكان نصيرا للإنسان ولحريته



كتابة: محمد بن عزة


تعليق من الاستاذة جنان:

جميل جدا، الحريات كقيم اجتماعية منزلة في التشريعات والقوانين هي منتج غربي كما تفضلت، ولعل هذا يشكل أحد أسباب التوجس منها، ولكي تثمر لا بد أن تستلهم وتوطن من داخل منظومتنا الفكرية والثقافية ومن خلالها. ويبدو لي أننا اليوم نسلك نفس الطريق التي سلكتها اوروبا منذ بدايات عهد النهضة، منذ قرون. فإن كانت إرهاصات الحرية في أوروبا قد بدأت مع الحركة العلمية والانفتاح التجاري والإصلاح الديني ثم ما نتج من ثورات، اليوم نشهد ربما مخاضات مشابهة، فالعولمة والانفتاح بسبب التقدم العلمي الكبير في وسائل التواصل وحركات المراجعة والمحاولات القائمة للتجديد والبحث في الفكر الإسلامي بالإضافة إلى الحركات المناهضة للاستبداد التي شهدتها عدة أماكن، وهي وإن لم تؤت أكلها جميعا إلا أن قصتها لم تنته بعد، كل هذه العوامل تدل على تطلع لجعل الإنسان وقيمة الحرية في مركز القيم الفاعلة في مجتمعاتنا.

رد من الاستاذ محمد بن عزة

تمام، الفارق الوحيد هو أن الإنسان الغربي كان يكافح لتحرير ذاته كعادة أي مجتمع تحت الظلم ،وكانت منطلقاته فلسفية وسياسية أي بشرية 
أما نحن الآن، فلدينا هذا كله، وإن كنا نحتاج بشدة لمزيد تفعيله أكثر،
ولدينا أيضا-وهنا وجه الفرق، الرسالة السماوية (محفوظة ومستقلة عن اختلافاتنا وعن الأطراف الاخرى معا)

والرسالة من جهة ثانية، ليست فقط مصدرا للتحرير والتنوير الخاص بنا جغرافيا وثقافيا ، بل هي لتحرير الإنسان من حيث هو، وفي كل العصور ..

بهذا النظر الى الرسالة في حد ذاتها، سيكون التحرير عالميا وإنسانيا، وليس بالضرورة إسلاميا فحسب:
لأنه:
تتضمن الرسالة رؤية متجاوزة لنفسية المجتمع المظلوم الآني، الى تأمين مصالح وحقوق المجتمعات الإنسانية ككل
:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين.....)
(من يعمل سوءا يجزى به...)
(...ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ١١١)سورة النساء/ورش.

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ....١٣٤) النساء /ورش.

كل عدالة تبدأ متوازنة ثم عند حيازة القوة تبدأ في الإختلال والضعف، الى أن تصير عنصرية متمركزة على الفرد أو العرق أو الدين الخادم لهما أو المذهب او الحزب او الحضارة الواحدة في أوسع افق، إلا رسالة الله الحقيقية
إنسانية دوما، وعالمية بذاتها، وتؤمن وتخطط لبقاء الإنسان وتوازنه وعدالته الى الابد

هنا ينبغي صوغ الحجاج الفلسفي والاخلاقي ثم الدستوري والإداري للمجتمعات المنشودة 

أي طالما التصور الوجودي الكوني الذي توصلنا إليه الرسالة يعلو دوما على التخصصات الكونية ويشدها الى أعلى وأعمق مع كل تقدماتها، فكذلك الشريعة المرتبطة مصحفيا وموضوعيا في الرسالة ،المرتبطة بهذا التصور ،هي الاخرى من نفس العلو والعدالة والروعة لو نفلح في كشف اسرارها 
اقصد كما هي في استقلالها عن المصادرات
وهنا يمكن التعاون مع مفكري العالم بكل تخصصاتهم طالما كانوا منصفين، وحتى بالذكاءات التقنية طالما خلصت برمجاتها من أمراض ونوايا البشر الضيقة

الهدف هو علم مستقل وموضوعي، ولصالح الكوكب ككل، وقد حاز فرصة التعاضد مع أسرار الرسالة  واطردت براهين التطابق

شكرا لكم جميعا ،لكل من شارك في هذا الحوار

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.