استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الإدارة 4 (السياقات التي وجدت فيها الأفكار الإدارية)


- لا يمكن فهم الإدارة بشكل سليم دون معرفة السياقات التاريخية والثقافية التي نشأت فيها الأفكار الإدارية. 
- سنعرج على اهم اشكاليات فهم الادارة في العالم العربي، ثم ننطلق في فهم السياقات التي تطورت من خلالها الافكار الادارية عبر ثلاثة مستويات . 

 *إشكاليات الفكر الإداري في العالم العربي* :

 *الاستعارات الناقصة*
- من المهم أن يكون لدينا إدارة عربية وإسلامية، ولكن بشرط أن تكون نابعة من بحوث تستند إلى البيئة العربية التي نعيش فيها.
- نطبق فيها فرضيات على واقعنا ونستخلص نتائج. 
- أما أن نحضر أفكار الآخرين ثم نُلبسها لباساً محلياً ونعتبرها إدارة عربية وإسلامية، فهذا جهد ضائع.
 *تداول الأفكار الإدارية دون السياقات التي أنتجتها 
- عندما نتناول أفكاراً مثل الهندرة أو الإدارة بالأهداف، نحتاج إلى معرفة السياقات التي ولدت فيها.
- معرفة السياقات يساعد صناع النهضة على فهم أن هذه الأفكار لم تولد في فراغ، ويفيد في تحديد حدودها وفوائدها.

 *تطور الأفكار في علم الإدارة* 

تطورت الافكار عبر ثلاثة مستويات 

 *مستوى أول - التحضير لعلم الإدارة* 

- لم تنشأ الإدارة نتيجة تطور مفاجئ، بل كانت موجودة عبر التاريخ. 
- كل مجتمع في الماضي كان لديه نظام إداري خاص به، مثل البيروقراطية التي كانت تضبط إدارة الدولة. أما التنظير للعملية الإدارية فهو جهد معاصر.

*1.سان سنو (Sun Tzu) - كاتب كتاب "فن الحرب"* :

- الذي يعود إلى حوالي 500 عام قبل الميلاد. هذا الكتاب، يوضح فيه تُدار الجيوش.
- تضمن قواعد يجب أن يتبعها قائد الجيش لتحقيق نتائج محددة.

*2.نيكولو ميكافيللي (Niccolò Machiavelli)*

- كاتب "الأمير"، الذي نُشر في عام 1532. وضع قواعد للإمارة تساعد القادة على إدارة الصراعات وضبط الإيقاع في المجتمعات .

*3.فريدريك تايلور (Frederick Taylor)*.

- مؤسس الإدارة العلمية، وقد بدأت أعماله في أوائل القرن العشرين، مع كتابه "مبادئ الإدارة العلمية" في عام 1911.
- فريدريك كان مهندسا مشرفًا على ورشة عمل، لاحظ ضياع الكثير من الوقت من قبل العمال. أنشأ نظامًا جديدًا :
- يركز على تقسيم العمل، حيث يُكلف كل عامل بمهمة واحدة، مما يزيد من الكفاءة.
- توفير أدوات العمل بالقرب من العامل لتقليل الوقت الضائع.
- فكرة خط الإنتاج، التي ساهمت في تحسين تنظيم العمل وزيادة الإنتاجية.

*4.تلاه هنري جانت (Henry Gantt)* .

- طور مخطط جانت الشهير الذي استخدم لأول مرة في عام 1910. يستخدم لإدارة المشاريع، يساعد في تنظيم العمل وتتبع التقدم.

*5. ثم جاء الزوجان "جيلبريث" Lillian and Frank Gilbreth*

- عام 1927 وتساءلوا حول أهمية العوامل التي تؤثر على الربحية في بيئات العمل. 
- ظهرت أسئلة حول العلاقة بين الزمن والحوافز، حيث أظهرت الأبحاث أن العامل الذي يعمل لفترات طويلة دون وجود حوافز يشعر بالتقليل في إنتاجيته، مما يؤثر سلبًا على ربحية المؤسسة. .

*6. ثم ظهر هنري فايول (Henri Fayol)*

- قدم مبادئ الإدارة الأساسية في كتابه "الإدارة العامة والصناعية" الذي نُشر في عام 1916.
- قدم 14 مبدأ أساسيًا للإدارة، منها أهمية تلقي الموظف الأوامر من جهة واحدة والتأكيد على العدالة والاستقرار الوظيفي لدى الموظفين 

*7. ثم ميرفي تالوت (Murphy Talbot)* 

- في عام 1935. أكد أن الشركات التي تعمل بعقلية هرمية لا تحقق الأرباح. يجب أن يكون هناك حوار أفقي لتعزيز الأداء.

*8. ثم جاء آلان برنارد (Chester Barnard)*

- نشر كتابه "وظيفة الرئيس" في عام 1938، والذي يتناول فيه اهمية توافق أهداف المنظمة مع أهداف الأفراد. 
- ذكر أن نجاح المؤسسة يرتبط باتفاق أهدافها مع أهداف العاملين فيها.

*9. ثم ظهرت المدرسة السلوكية في الادارة*

- ركزت "دراسات هوثورن" 1932 التي قادها الباحث "إلتون مايو" على تأثير العوامل الاجتماعية والنفسية على إنتاجية العمال.
- شهدت نقلة نوعية في فهم سلوك العاملين والعوامل التي تؤثر على أدائهم. 
- مثل : تأثير الاضاءة. العلاقة بين زيادة الأجر وتقدير العامل لعمله. تاثير طول ساعات العمل.اهتمام المدراء بالعمال وغيره . 

*10. ثم ظهرت نظرية ماوسلو*

- في عام 1970، قدم أبراهام ماسلو نظرية هرم الحاجات، التي تتضمن تصنيف الحاجات الإنسانية في شكل هرم مكون من عدة مستويات:
- الحاجات الأساسية: مثل الطعام والماء.
- حاجات الأمان: تشمل الأمان الوظيفي والمأوى.
- الحاجات الاجتماعية: مثل الحب والانتماء.
- حاجات التقدير: تتعلق بتقدير الذات واحترام الآخرين.
- حاجة تحقيق الذات: الوصول إلى إمكانيات الفرد الكاملة وتحقيق الإنجازات.
- فبمقدار ما يلبي له المجتمع احتياجاته فإن الفرد يسهم بفاعالية في هذه المجتمع ومؤسساته . 

 *الخاتمة*  : 

- إذن تطور دور العامل من مجدر ترس في ماكينة يعمل وفق خطة وزمن. الى جزء فاعل في العملية الادارية . 
- تطورت المؤسسات لتصبح بيئات عمل تشجع على التعاون والتفاعل. 
- بهذه الطريقة، تحولت بيئات العمل من التركيز على التنفيذ الصامت إلى تشجيع الحوار والمشاركة الفعالة في صنع القرار.
- هذه التطورات الأساسية في علم الإدارة هي ما نقلتنا إلى العصور الحديثة. سنتعرف على تلك النقلات الكبرى في الدرس القادم.



اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.