استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الإسلام والمسيحية والحرية ..


شغلني البارحة لقاء مطول حول جوهر الأديان وحقيقة التعايش السلمي ..

بين Dr. Jordan B. Peterson  الأخصائي النفسي الإكلينكي، والكاتب والمفكر التركي المسلم Mustafa Akyol ..

حوارا شموليا علميا بعيد عن التعصب، يحاول البحث عن مستقبل تعايش الأديان في العالم ومناقشة الاتجاه المنادي بالدين الإبراهيمي..

الحق أن المستوى الموضوعي للنقاش كان راقيا جدا وهادئا حتى آخر لحظة ..

ولدي بعض الإضافات كنت أتمنى أن تطرح خلال اللقاء؛ سأفندها بنفس القاعدة الشمولية والموضوعية وبنظرة أنثروبولوجية وصفية..

ولكن أنصح بالاستماع للحوار كاملا قبل قراءة إضافاتي..

أولا: القاسم المشترك بين الأديان المعاصرة الإسلام والمسيحية واليهودية 

* بدراسة تاريخ الأمم ؛ فلم يأتي نبي بدين يعادي دينا سماويا سبقه ، فقد جاءت الأديان كلها بجوهر واحد وهو إثبات ربوبية الرب الواحد الفرد الصمد وإفراد العبادة له وحده دون ما سواه.
وكان تتابع الأديان منذ نبي الله نوح عليه السلام يحين حين تفسد عقائد الناس ويتوجهون بالعبادة لغير الله؛ فقد جاء نبي الله نوح عليه السلام بعد أن عبد قومه الأصنام وفسدت عقائهم..

 قال الله تعالى:  "وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ  وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا"  

* الاختلاف كان في الشرائع وفقا للطبيعة البشرية لقوم النبي والتحديات الحياتية التي يواجهونها وما يقيم حياتهم دِينا ودُنيا وتبقى صالحة للعمل بها حتى يأتي نبي آخر بشريعة أخرى فيجب اتباعه وكانت توصية الأنبياء بمن يأتي بعدهم كما جاء في التوراة والإنجيل بصفات نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم والأمر بالإيمان به واتباعه 

قال الله تعالى: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ "

ثانيا: اختصاص الرسالات السموية بأقوام مخصوصين دون غيرهم: 

 جاء نبي الله موسى لليهود ونبي الله عيسى للنصارى وكان مؤمنا بموسى وكل من سبقه من الأنبياء 

ثم جاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وكل النبؤات كانت تؤكد مقدمه في كتب اليهود والنصارى أنه آخر الأنبياء ؛ فجاء مؤمنا بكل الأنبياء والرسل السابقين، وجاءت رسالته للناس جميعا ..

إذ إن اختصاص العرب بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين دون بقية البشر ظلم في حق البشرية التي غاب عنها الأنبياء منذ زمن عيسى عليه السلام، مع افتقار الناس لتشريع يواكب حياتهم وتغيرات المجتمع عبر العصور وتعاقب الأجيال..

فكانت رسالة الإسلام رحمة لكل المخلوقات وكل الأجناس والألوان حتى تنتهي الحياة على الأرض وشريعته صالحة لكل زمان ومكان..

قال الله تعالى:  " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" 

ثالثا: التعايش بين الأديان هل كان مدعاة للتناحر والقتال ؟

سأتحدث عن الأديان الثلاثة المعاصرة ..

لم يكن التعايش بين الأديان مدعاة للضغينة والخلاف والشقاق؛ ولكن محاولة إحلال دين وإبدال آخر كان مدعاة لسفك بحور من الدماء التي لم تتوقف إلا بفناء أحد الطرفين ..

1/ مجمع نيقية الأول في القرن الرابع الميلادي الذي جاء بعقيدة التثليث والتنكيل بالقس آريوس المسيحي ونعته وأتباعه بالعداء للمسيحية كان بداية حرب طحنت رحاها الكثير من الأرواح لتمسك طرف بعقيدته ورفض تبديلها..

2/ الحروب الصليبية على الشرق في القرن الحادي عشر الميلادي لم تكن نجدة لمسيحيي الشرق من اضطهاد المسلمين بل كانت لفرض المسيحية في القدس وإبدال الإسلام بها فطحنت الحرب بين الطرفين الكثير من الأرواح على مدى سنوات كثيرة ..

3/ محاكم التفتيش في إسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي لم تكن لأن المسيحين النصارى يعانون الاضطهاد من المجتمع المسلم ومجاورة اليهود في الأندلس، وقد شمل التنكيل المسلمين واليهود معا، وكانت محاكم التفتيش تطهيرا عرقيا وتغييرا ديموغرافيا لطبيعة المجتمع في البلاد كلها، وفرض المسيحية على كل أبناء المجتمع قسرا، وأزهقت فيها الكثير من الأرواح وأتلف على أثرها الكثير من الكنوز العلمية النفيسة ..

4/ وعد بلفور لليهــود بوطن قومي في إسرائـــيل في القرن العشرين الميلادي ومحاولة اجتثاث العرب من أرضهم وهدم بيوتهم و امتهان مقدساتهم لم يكن لأن يهود المشرق مضطهدين من العرب ويتم تعذيبهم لاختلاف الدين بل لإبدال فلسطين بإسرائــيل دينا ولغة وسكانا ومازالت الحرب تحصد الأروح إلى اليوم..

إذا فالحروب لم تقم لأزمة تعايش الأديان بل لمحاولة إحلال دين وطمس آخر؛ إذ أن حرية المعتقد جزء من هوية الإنسان ومحاولة انتزاعها دافعا للتعصب والاقتتال..

 رابعا: العلمانية " ما لقيصر لقيصر وما لله لله":

شاع في القرن الواحد والعشرين أن الإسلام قامعا للحريات وبيئة خصبة للإرهاب ، وعليه ذاع صيت الإسلاموفوبيا

هل صحيح أن الأديان لا علاقة لها بحياة الناس وهي محض وسيلة لربط العبد بربه عبر صلاة وتأمل فقط؟ 

- فقد ثبت أن نبي الله شعيب عليه السلام كان من ضمن شريعته تحريم التطفيف في الكيل والوزن وهذا من معاملات الناس وتحديات حياتهم .

قال الله تعالى: " وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"

- وقد ثبت أيضا أن نبي الله لوط عليه السلام كان يحرم العلاقات الجنسية الشاذة وهذا خارج عن العبادة المقصورة بعلاقة العبد بربه فقط 
قال الله تعالى: " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ )

إذا أين المشكلة ؟ 

هل كانت المشكلة في المسيحية في روسيا حين استبدلها الشيوعيون قسرا بالشيوعية ؟ 

وهل أصبح المجتمع سعيدا بالشيوعية وبالمساواة القهرية في الملبس والمأكل والمعتقد والمستوى الاقتصادي والمعيشي؟ 

للإجابة على هذا السؤال يجب إلقاء نظرة على مجتمع كوريا الشمالية ثم الحكم..

المشكلة في فهم الأديان وتحريفها عن مقاصدها وتحميلها ذنوب جبروت السلطات الظالمة باسم الدين أيا كان الدين وهذا واقع في الأديان الثلاثة ..

- قامت الثورة العلمانية في القرن الثامن عشر كرد فعل طبيعي للقمع باسم الدين الذي مارسته السلطات ضد الشعب 

- وبدأت الحركة النسوية في القرن الرابع عشر تمردا على ما تعانيه المرأة من قهر وامتهان بيد السلطة وباسم الدين 
فهل كان الدين هو العقدة أم استخدام الدين في ظلم الناس وبمباركة علماء الدين؟ 

وهذا واقع في الأديان الثلاثة ومازال الجميع يعاني منه ..

خامسا: المرأة ومكانتها في الأديان الثلاثة ورمزية ذكرها في القرآن:

- بدأت قصة نبي الله موسى عليه السلام على يد ثلاث نساء أمه وأخته وآسيا زوجة فرعون وقد خلد القرآن ذكر الثلاثة

 قال تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"

 وبدأت رحلته بلقائه بجاريتين لفته فيهما العفاف
قال تعالى: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ "

وبدأت رسالته بصحبة زوجته عند جبل الطور

قال تعالى: "فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ "

- أما نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام فقد خلد القرآن ذكر الأم مريم عليها السلام وشرفها وجعلها رمزا للصبر والثبات وتحمل المشقة في سبيل الرسالة السماوية .. 

قال تعالى: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ"
- نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد شدت أزره زوجه خديجة بنفسها ومالها وجاهها وكل ما استطاعت .. 

في المجتمع الإسلامي في القرن السابع الميلادي كان العصر الذهبي لحقوق المرأة ..

فقد كانت المرأة تشارك في الحرب كصفية عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين حمت الحصن المملوء بالنساء 

فقد شفعت أم هانئ بنت عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رجل ممن تقرر قتلهم وقال لها ( قد أجَرْنا مَن أجَرْتِ يا أمَّ هانئٍ ) 

ونسيبة بنت كعب الأنصارية التي دافعت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حين انهزم الجيش ..

ورفيدة الأسلمية التي كانت أول طبيبة وممرضة في الإسلام، قارئة وكاتبة، ولديها ثروة كبيرة تنفق منها على عملها..
المرأة في ذلك الوقت كانت تحرك الجيوش لأجلها وتتخذ أخطر القرارات السياسية صونا لكرامتها فقد هب الجيش حاميا امرأة ضايقها رجل في السوق وكان على إثره تغيير ديموغرافية المجتمع في المدينة بجلاء قبيلة من اليهود عنها ..

المرأة في ذلك الزمن كانت تشكو زوجها للنبي فتنزل آيات وسور القرآن مدافعة عنها وحافظة لحقوقها..

المرأة في ذلك العصر كانت سبب في تغيير قرارات حربية في عهد عمر بتقصير مدة غياب الأزواج عن زوجاتهم في الحرب حفاظا عليها .. 

ومن تمام العدل للمرأة فقد خير النبي محمد صلى الله عليه وسلم زوجاته بين البقاء معه أو تطليق من شاءت لأنه رجل فقير وقد شكون  شظف العيش .. 

سادسا: الحرية Liberty: 

إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. 

والتحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما.

وهذا ما ناضلت عنه كل الأديان وسعت لتخليص الناس من قيود تكبل حرياتهم.. 

- فقد جاء نبي الله موسى عليه السلام مخلصا بني إسرائيل من ظلم الفرعون 

- وجاء نبي الله عيسى عليه السلام مناضلا عن ظلم الرومان لقومه 

- وجاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين رؤوف بأصحابه ورحيم بهم  ومحققا للعدل والمساواة بين كل البشر لا فضل إلا بالتقوى..

الحرية للمعتقد والحياة والكسب والمعيشة والامتلاك، دون إكراه مالم يسبب ضررا للغير..

ومن تمام معنى الحرية أن يدافع الإنسان عن حريته ضد من يتهدده وهذا ما أقرته كل الأديان على مر تاريخ البشرية..
فلا حق لأحد في إجبار أحد على اعتناق دين لا يرضاه ولا اغتصاب أرضه أو ماله أو انتزاع محارمه وأطفاله رغما عنه ، والدفاع عن كل هذا حق مقدس في جوهر الأديان ونبض الفطرة السوية ..

فكيف يستقيم هذا المعنى مع الافتراض بتمويه الأديان وصبها في قالب واحد باسم الديانة الإبراهيمية والافتراض سلفا أنها ستكون نهاية الحروب والضغائن بين البشر ؟

جملة القول أن الأديان لم تكن سببا في فساد المجتمعات ونشوب الحروب بل تحريف الأديان واستخدامها لشرعنة القمع هي السبب..

والخلاص من النزاعات يكون برد الحقوق بعدالة مطلقة والعمل بقتضى الدين الحق المجرد من شوائب أصحاب الأهواء والمصالح .. 

نجاة الأجيال القادمة التي شهدت على كل هذه التقلبات والمعتقدات حتما سيكون بقبول الاختلاف وتعلم التعايش مع الآخرين والحفاظ على الحقوق وعدم التعدي على الغير ..

كلنا نطمح لغد أفضل وعالم ينعم بالسلام ويحقق الخير للبشرية، بعيدا عن مشاهد الدمار ورائحة الدماء وصوت الموت .. 




بقلم:  فاطمة بنت الرفاعي

مرفق لكم رابط الحوار ..

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.