استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

تطور الجهاز المعرفي البياني (عند الإمام الشافعي)


- سيأتي تلميذ كبير لكلا مدرستي أبي حنيفة والإمام مالك وهو الإمام الشافعي. 
- استقل الشافعي بمذهبه بعد ذلك وبعد رحيله إلى مصر. سنتعرف على مذهبه في هذا الدرس.

 *أصول المذهب الشافعي* 

- في مصر، وضع الشافعي كتابه "الرسالة" .حاول أن يضبط فيه ما اعتقد أنه انزلاقات من مدارس أخرى.
- شكل فضاء أصول الفقه، حيث وضع التأسيس الجامع ابتداءً من الأصول، ثم رتب القضايا أسفلها.

 *ملاحظات على رسالته*  : 

  •  *أول ملاحظة* : 
- أنه أفرد بابًا طويلًا للدفاع عن حجية حديث الآحاد. حيث كانت هناك إشكالية دائمة مع حديث الآحاد بالنسبة للإمام مالك وأبي حنيفة، وهذه الإشكالية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم. 
  •  *ثاني ملاحظة*: 
- هاجم الأدوات الجديدة مثل الاستحسان والاستصلاح، ورأى أن هذه الآليات التي تبتعد عن الفكرة الرئيسية (النص النبوي) وعن ظل النص (القياس) تحمل تهديدًا كبيرًا.

 *نظرة على كتاب"الرسالة"*  

- كتاب أصول الفقه يبدأ بالأدلة الكلية. الكتاب والسنة مجمع عليهما. ثم أضاف الجمهور عليهما الإجماع والقياس. ثم بقية القضايا مختلف فيها. 
- النص (القرآني والنص النبوي) +ظل النص (القياس) + مفتاح النص هو (اللغة العربية التي وردت في عصر الرسول). 

 *الجدال في المدرسة البيانية* 

 *كل القضايا ستدور حول*:
- نص يقابله نص.
- اعتراض على مصدر الأحاديث.
- استحضار القرائن الموجودة في التاريخ التي تدل على معاني النصوص.

 *تتوقف المسألة عند هذا الحد*:

- فلا نسمع في الجدال اي حديث عن الاتساق المنطقي، أو عن المقاصد الشرعية، أو عن الاتساق الأخلاقي.
- أي استشهاد بدراسات استقصائية عن الواقع وإحصائيات وأرقام، ولا عن العلم والعصر وما أنتجه من إجابات.

 *ظهور المدرسة المقاصدية*  : 

- أصبح ضغط العصر كبير جدًا. فيأتي علماء مثل الجويني والغزالي، من أوائل من تكلم في المقاصد.
- اعتبروا أن الشريعة الإسلامية تدور حول فكرة المقاصد، منها الضروريات ومنها التحسينيات ومنها الحاجيات. 
- يزداد ظهور مصطلح المقاصد في الجو الشرعي وسيدور حوله نقاش كبير.

 *الشاطبي والمقاصد* 

في القرن السابع، سيظهر الشاطبي ليكتب كتاب "الموافقات"، يقول فيه :
- إذا جمعت النصوص الشرعية إلى بعضها البعض، فإن الأحكام الشرعية ستؤول إلى خمسة مقاصد كبرى: الدين، العقل، النفس، النسل، المال. 
- إذن وصلنا إلى نتيجة أن غاية الأحكام كلها تتفق مع غايات العقول عند العقلاء في العالم. 
- إذن، نحن على بوابة التقاء العقل والنقل عند نقطة المقاصد الشرعية.
- يصبح السؤال: كيف نضبط العلاقة بين العقل وبين النص ما دام غرضهم واحدًا وهو تحقيق المقاصد الكبرى؟ 
- أهملت مدرسة الشاطبي نتيجة تخوف المدرسة البيانية، حتى جاء ابن عاشور في العصور الحديثة، محاولًا افتكاك فضاء جديد.
- ،ثم ظهر القرضاوي و الريسوني و ابن بيه، لتجديد النظر مرة أخرى.

 *الإشكالات المعاصرة* 

  •  *تدور إشكالات الواقع حول*:
- قضايا كبرى مثل الدولة المعاصرة وإشكالاتها.
- قضايا متوسطة مثل الاقتصاد. 
- قضايا بسيطة متعلقة بالحياة اليومية.
  •  *نحن الآن في عصر جديد*:
- إذا عرفنا أن الأجهزة المعرفية تشتغل عبر أدوات معينة، عبارة عن (مصدر + ودينامو مولد) يحكمان الأفهام والمنتجات.
- سوف تقل حدة الصراع، ويصبح السؤال حول كفاءة هذه المناهج في إجابة أسئلتنا المعاصرة.
- هل تستطيع هذه المناهج أم نحتاج منهجًا آخر يضبط لنا المعادلة؟
  •  *الحاجة لمسطرة خارجية* :
- المنهج هو أشبه بشركة تحتوي على إشكاليات. نحتاج إلى مسطرة خارجية موحدة تحاول بحث هذه المناهج ومدى كفاءتها وأين توجد الإشكاليات التي أنتجتها.

 *الخاتمة*  : 

- إن لم نستطع أن ننتج عصرًا جديدًا عبر تغيير المناهج وإعادة النظر فيها، فلن نستطيع التحرك للأمام. سنظل أسرى نفس القضايا ونفس الآليات.
- إن هذه المناهج كلها محترمة ولكنها كلها نتاج بشري، ومن الممكن النظر إليها وتقييمها تقييمًا معرفيًا يسمح لنا بأن نختار ونقدم ونؤخر وننظر فيها علميًا ومعرفيًا.
- إذا اعترفنا أن هناك مشكلة، فإن هذه القضايا تصبح قابلة للنظر التجريبي العلمي وتصبح محاولة افتتاح فضاء جديد ممكنة.



اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.