- سيأتي تلميذ كبير لكلا مدرستي أبي حنيفة والإمام مالك وهو الإمام الشافعي.
- استقل الشافعي بمذهبه بعد ذلك وبعد رحيله إلى مصر. سنتعرف على مذهبه في هذا الدرس.
*أصول المذهب الشافعي*
- في مصر، وضع الشافعي كتابه "الرسالة" .حاول أن يضبط فيه ما اعتقد أنه انزلاقات من مدارس أخرى.
- شكل فضاء أصول الفقه، حيث وضع التأسيس الجامع ابتداءً من الأصول، ثم رتب القضايا أسفلها.
*ملاحظات على رسالته* :
- *أول ملاحظة* :
- أنه أفرد بابًا طويلًا للدفاع عن حجية حديث الآحاد. حيث كانت هناك إشكالية دائمة مع حديث الآحاد بالنسبة للإمام مالك وأبي حنيفة، وهذه الإشكالية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.
- *ثاني ملاحظة*:
- هاجم الأدوات الجديدة مثل الاستحسان والاستصلاح، ورأى أن هذه الآليات التي تبتعد عن الفكرة الرئيسية (النص النبوي) وعن ظل النص (القياس) تحمل تهديدًا كبيرًا.
*نظرة على كتاب"الرسالة"*
- كتاب أصول الفقه يبدأ بالأدلة الكلية. الكتاب والسنة مجمع عليهما. ثم أضاف الجمهور عليهما الإجماع والقياس. ثم بقية القضايا مختلف فيها.
- النص (القرآني والنص النبوي) +ظل النص (القياس) + مفتاح النص هو (اللغة العربية التي وردت في عصر الرسول).
*الجدال في المدرسة البيانية*
*كل القضايا ستدور حول*:
- نص يقابله نص.
- اعتراض على مصدر الأحاديث.
- استحضار القرائن الموجودة في التاريخ التي تدل على معاني النصوص.
*تتوقف المسألة عند هذا الحد*:
- فلا نسمع في الجدال اي حديث عن الاتساق المنطقي، أو عن المقاصد الشرعية، أو عن الاتساق الأخلاقي.
- أي استشهاد بدراسات استقصائية عن الواقع وإحصائيات وأرقام، ولا عن العلم والعصر وما أنتجه من إجابات.
*ظهور المدرسة المقاصدية* :
- أصبح ضغط العصر كبير جدًا. فيأتي علماء مثل الجويني والغزالي، من أوائل من تكلم في المقاصد.
- اعتبروا أن الشريعة الإسلامية تدور حول فكرة المقاصد، منها الضروريات ومنها التحسينيات ومنها الحاجيات.
- يزداد ظهور مصطلح المقاصد في الجو الشرعي وسيدور حوله نقاش كبير.
*الشاطبي والمقاصد*
في القرن السابع، سيظهر الشاطبي ليكتب كتاب "الموافقات"، يقول فيه :
- إذا جمعت النصوص الشرعية إلى بعضها البعض، فإن الأحكام الشرعية ستؤول إلى خمسة مقاصد كبرى: الدين، العقل، النفس، النسل، المال.
- إذن وصلنا إلى نتيجة أن غاية الأحكام كلها تتفق مع غايات العقول عند العقلاء في العالم.
- إذن، نحن على بوابة التقاء العقل والنقل عند نقطة المقاصد الشرعية.
- يصبح السؤال: كيف نضبط العلاقة بين العقل وبين النص ما دام غرضهم واحدًا وهو تحقيق المقاصد الكبرى؟
- أهملت مدرسة الشاطبي نتيجة تخوف المدرسة البيانية، حتى جاء ابن عاشور في العصور الحديثة، محاولًا افتكاك فضاء جديد.
- ،ثم ظهر القرضاوي و الريسوني و ابن بيه، لتجديد النظر مرة أخرى.
*الإشكالات المعاصرة*
- *تدور إشكالات الواقع حول*:
- قضايا كبرى مثل الدولة المعاصرة وإشكالاتها.
- قضايا متوسطة مثل الاقتصاد.
- قضايا بسيطة متعلقة بالحياة اليومية.
- *نحن الآن في عصر جديد*:
- إذا عرفنا أن الأجهزة المعرفية تشتغل عبر أدوات معينة، عبارة عن (مصدر + ودينامو مولد) يحكمان الأفهام والمنتجات.
- سوف تقل حدة الصراع، ويصبح السؤال حول كفاءة هذه المناهج في إجابة أسئلتنا المعاصرة.
- هل تستطيع هذه المناهج أم نحتاج منهجًا آخر يضبط لنا المعادلة؟
- *الحاجة لمسطرة خارجية* :
- المنهج هو أشبه بشركة تحتوي على إشكاليات. نحتاج إلى مسطرة خارجية موحدة تحاول بحث هذه المناهج ومدى كفاءتها وأين توجد الإشكاليات التي أنتجتها.
*الخاتمة* :
- إن لم نستطع أن ننتج عصرًا جديدًا عبر تغيير المناهج وإعادة النظر فيها، فلن نستطيع التحرك للأمام. سنظل أسرى نفس القضايا ونفس الآليات.
- إن هذه المناهج كلها محترمة ولكنها كلها نتاج بشري، ومن الممكن النظر إليها وتقييمها تقييمًا معرفيًا يسمح لنا بأن نختار ونقدم ونؤخر وننظر فيها علميًا ومعرفيًا.
- إذا اعترفنا أن هناك مشكلة، فإن هذه القضايا تصبح قابلة للنظر التجريبي العلمي وتصبح محاولة افتتاح فضاء جديد ممكنة.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان