استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الأوطان والظواهر الثلاثة: الاستعلاء، الاستعداء، الاستدعاء


 الاستعلاء يقود للاستعداء، والاستعداء يقود للاستدعاء.

▪ الاستعلاء هو شعور طرف اجتماعي بأنه متفضل على غيره وكامل في مقابل الآخرين الأقل حظاً، فيعطي لنفسه الحق في انتقاصهم عبر نسج القصص والنكات وإضافة كل الشرور لهم، فكل شر خرج من تلك الفئة (الشيطنة التامة).

▪ الاستعداء هو تحول الشكل الخفيف من الانتقاص إلى إقصاء اجتماعي وسياسي وإداري، عدم التزاوج وتباعد في السكن، وتحول تلك التصورات إلى معازل للمنبوذين حتى دون تسميتها، وتصاعد ذلك إلى لغة فعل للقوى الصلبة والقمع.

▪ عندها تبدأ ظاهرة الاستدعاء، حيث يجد المهمشون أيادي الخارج الممتدة ظاهراً للعون وباطناً لمساومة الدول والضغط عليها.

▪ وما قلناه هنا ليس اكتشافاً، ولكنه الواقع؛ فالمسألة تظهر في الداخل ثم يستغلها الخارج، ثم يتدخل الأجنبي بمختلف الحجج في شؤون الأوطان، فالكشف عن جذور الظاهرة هو صمام أمان للأمن الوطني.

▪ الناس بطبيعتها تميل للتمايز والاستعلاء: شرق وغرب، أسود وأبيض، مؤمن وكافر، ومبتدع… الخ. ولكن تلك الخطوط الأولى تقود إلى كوارث لا حدود لها؛ لأنها تضع الناس في قوالب الأصل فيها التصادم.

▪ من يشاركون في الاستعلاء والاستعداء غالباً غير واعين بالمآلات وما تجلبه تلك السلوكيات من كوارث عليهم ولو بعد حين.

▪ فمن عانى من العنصرية والإقصاء، سرعان ما يمارسها عندما تنقلب الأحوال ويمتلك زمام القوة، باعتبارها التعويض عما مر به، دون أن يدرك أن الزمن دوار.

▪ ومن هنا يأتي قول الله عز وجل: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال).

▪ تُكسر الدائرة بالوعي بالظاهرة ابتداء، ثم نشر الوعي بخطرها، ثم إيجاد جهاز إنذار مبكر يراقب مشعليها، ثم إزالة آثار التمييز، وتأتي التشريعات كخط آخر.

الخلاصة: 

تأتي الفرص لكسر دورة الاستعلاء والاستعداء والاستدعاء، ولكن عدم الوعي بذلك القانون يقود لمسار دمار مغلق يشارك فيه أغلب الناس دون وعي.




د.جاسم السلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.