نسمع باسم روسيا والصين.تركيا واسرائيل وإيران في الصراعات الاقليمية.
نحتاج ان نعرف أكثر عن هذه القوى والافكار الكبرى التي تحركها في الخارطة الجيوسياسية. سنبدأ هذا الدرس بروسيا
*هواجس روسيا التاريخية* :
*الهاجس الاول: ايجاد معابر بحرية*.
- روسيا محاصرة بالبحار المتجمدة، ليس لها سوى البحر الاسود يوصلها الى بحر ايجة ثم الى البحر الابيض المتوسط.
- وبالتالي هناك عقدة روسية ضخمة جدا. لعدم تحصلها على مناطق الوصول الى مياه دافئة.
- تحتاج اساطيلها إلى موانيء لاستقبالها. تاريخيا لعبت ليبيا وميناء طرطوس في سوريا هذا الدور..
*الهاجس الثاني: عدائية الغرب*
- الغرب ينظر اليها بعدائية باستمرار باعتبار أنها قادرة ان تشكل قوة تمد خطوط اقتصادية للجزيرة العالمية.
- *عقلية صانع القرار الروسي* :
- فهم عقلية صانع القرار الروسي من خلال التاريخ الجيوبوليتيكي سيعطينا خلفية عن تحركات الروس.
- *مد النفوذ السوفييتي في اوروبا*:
- بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت أوروبا الشرقية تحت السيطرة السوفييتية. انقسمت المانيا الى شطرين .
- وبالنسبة للدول التي تنتهي بـ "ستان"، تم دمجها ضمن النظام السوفييتي.
- هذا الوضع استمر حتى بداية التسعينيات، عندما بدأ الاتحاد السوفييتي في الانهيار، مما أدى إلى تفكك تلك الأنظمة.
- *اقامة تحالفات مع قوى الثورة العالمية* :
هدف هذه التحالفات تعزيز نفوذ روسيا في العالم العربي وأفريقيا خلال فترة الحرب الباردة. منها :
• التحالف مع جمال عبد الناصر في مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956.
• التحالف مع هواري بومدين في الجزائر بعد استقلالها في عام 1962
*تداعيات انهيار الاتحاد السوفييتي وتأثيرها على أوروبا*
- مع تراجع القوة السوفييتية نتيجة ضعف النظرية الاشتراكية، قرر الغرب إنهاء الهيمنة السوفييتية في التسعينيات، مستغلًا الفرصة لتحقيق "الحلم الأوروبي".
- استخدمت الولايات المتحدة أفغانستان كوسيلة لزيادة الضغط على الاتحاد السوفييتي، مما ساهم في انهياره.
- تبع ذلك تحرر الدول التي تنتهي بـ "ستان" ودول أوروبا الشرقية.
- بدأت أوروبا في التحرك سريعًا لتوسيع حلف الناتو، بما في ذلك إنشاء "قواعد صواريخ" في دول اوروبا الشرقية.
*استعادة روسيا لعافيتها تحت قيادة بوتين*
- تمتلك روسيا عوامل قوة داخلية مكنتها من تجاوز التحديات.
- تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، تطورت روسيا إلى نظام يبدو ظاهريا ديمقراطيا، بينما يتم إدارة الدولة بنظام قومي بقبضة حديدية.
- في مؤتمر لشبونة في البرتغال، تم الاتفاق على أن القواعد العسكرية في أوروبا لا ينبغي أن تكون خالصة للأوروبيين والأمريكيين، بل يجب أن تضم خبراء روس متخصصين.
- مما ساعد في إعادة التوازن الروسي في النفوذ العسكري.
- برزت أزمة القذافي في ليبيا. أدركت روسيا أهمية ليبيا الاستراتيجية.فقامت بالتدخل.
- ومع تصاعد الصراع في سوريا، أكدت روسيا أنها لن تتخلى عن هذا الملف، وعادت إلى المسرح الدولي لتفرض وجودها من خلال الحفاظ على نظام الأسد في سوريا.
- عقدت تحالفات مع أفغانستان لتعقيد الأمور على الولايات المتحدة.
*التعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين*
- أدركت روسيا أن مستقبل المنطقة يتطلب تحالفًا مع القوى الصاعدة، وعلى رأسها الصين.
- سعت بكل قوتها لتشكيل هذا التحالف، ونجحت من خلال "معاهدة شنغهاي" التي ضمت الهند وباكستان، مما أسفر عن تشكيل عملاق آسيوي يجمع بين المعرفة والكثافة السكانية والحضارة.
- تحالف روسيا مع الصين قلب الميزان الجيوسياسي. أصبحت معاهدة شنغهاي مغناطيسًا جاذبًا لكل القوى التي تطمح بفضاءات أكبر على الساحة العالمية.
*فراغ استراتيجي في الشرق الأوسط*
- أعلن الرئيس أوباما عن خطة لنقل التركيز الأمريكي من الشرق الاوسط إلى جنوب شرق آسيا.
- هذا الانسحاب خلق فراغا استراتيجيا يتطلب ملؤه من قوى جديدة.
- فنشأ الصراع بين إيران وتركيا وإسرائيل، في ظل وجود المحور العربي الذي يضم دول الخليج.
- إلا أن هذه القوى العربية لا تملك توازنًا مكافئًا في الصراع، مما زاد تعقيد الوضع الأمني والسياسي في الشرق الأوسط.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان