مع دخول عام 2025، تتواصل مأساة غزة في ظل صراعٍ مستمر دام لأكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب. يُواجَه المجتمع الدولي بانتقادات حادة لتقاعسه عن حماية المدنيين ووقف العنف ضد الفلسطينيين. يُثار التساؤل هنا حول قدرة المجتمع الدولي على تقديم حلول جذرية وواقعية تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقيق السلام الدائم.
تشخيص الواقع:
غزة تواجه وضعًا إنسانيًا كارثيًا، نتيجة للحرب المستمرة والحصار المتواصل. يعاني السكان من نقصٍ حاد في الخدمات الأساسية، إضافةً إلى الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن العنف المستمر. هذا الصراع المستمر دفع الفلسطينيين إلى حافة اليأس، مع غياب واضح للأفق السياسي والحلول الدبلوماسية الفعالة.
التحليل الدولي:
المجتمع الدولي، رغم بيانات الإدانة المتكررة، لم يفلح حتى الآن في اتخاذ خطوات ملموسة لحل الأزمة. تعود هذه المواقف في الغالب إلى مصالح جيوسياسية وتحالفات استراتيجية تمنع اتخاذ مواقف حازمة تجاه الانتهاكات. ما يحتاجه الوضع الحالي هو تغيير الرؤية التقليدية والاعتراف بأن المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية تظل حجر عثرة أمام إحراز أي تقدم حقيقي.
الحلول الجذرية:
للتوجه نحو حلول حقيقية، يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ مبادرات شجاعة عبر الخطوات التالية:
1. تفعيل آليات الضغط الدولي: ينبغي تفعيل العقوبات المستهدفة والإجراءات القانونية ضد الجهات المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان.
2. دعم مبادرات السلام المحلية: العمل مع الأطراف المحلية لتعزيز مبادرات السلام والمصالحة التي تنبع من المجتمع الفلسطيني نفسه، ما يضمن استدامتها وشرعيتها.
3. تعزيز الدور الإقليمي: يجب على الدول العربية والإقليمية لعب دور فاعل في الوساطة وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للمساهمة في إعادة إعمار غزة ورفع الحصار.
4. تشجيع الحوار الدولي: تنظيم مؤتمرات دولية تجمع بين القوى المؤثرة والأطراف المتنازعة للتفاوض على أسس عادلة تحقق الحقوق المشروعة للفلسطينيين.