رباب:
ركّز الله تعالى على ذكر المتع الحسية في آيات وصف الجنة، لأن عوام البشر عالقون في هذا المستوى المادي الذي يرغبون فيه ويشتهون، بينما جاء وصف نعيم الجنة المعنوي أقل في عدد الآيات لأن من يبحث عن لذة الروح المعنوية هم القلة. ما رأيك في هذا الاستنتاج؟
المعلم:
هذا صحيح.
رباب:
أوصاف الجنة والنار في القرآن مجرد أمثلة تقريبية لا أكثر ولا أقل، أما حقيقتها فالأمر مختلف تمامًا. من المستحيل أن يستطيع العقل البشري المحدود تصورها، "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم". لذلك، بالنسبة لي العنوان الوحيد الذي يمكن أن أصف به الجنة هو "اكتمال المعنى"، كل إنسان يدخل الجنة، سيكمل هناك المعنى الذي عانى من نقصه في الدنيا، سواءً أكان المعنى مادي أم معنوي.
المعلم:
الجنة أمرها هين، فغاية الغايات هي الرضا "ولسوف يعطيك ربك فترضى" ولكن يصبح السؤال: ما الذي يستشعر الإنسان الحاجة إليه في الدنيا؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام كان بحاجة إلى الولد، ولكن الله لم يُبقِ له أبناء، فأخبره الله بقضية الرضا الآخروي. والخلاصة أن نفس الإنسان تبقى معلقة بشيء لتكتمل دائرة الوجدان. يبقى أمرٌ معلق تحول دونه حقائق الحياة. تبقى أماني يعانقها بالخيال. فإن كان ذلك محط سؤالك، فأجبتك أن الجنة هي "الرضا الآخروي".