بعض الناس نقية قلوبهم تنبض طهرا وصفاء ساذجة عقولهم صافية أفكارهم لسانهم مرآة لما في داخلهم لا ينطق إلا صدقا
عطاؤهم دفاق ينشرون حولهم الحب والسلام و الأمان حيث حلوا ورحلوا
تأنس بصحبتهم وتفقد غيبتهم وتسر بلقائهم وتطمئن لوجودهم جانبك في الملمات تهرع إليهم إن احتجت عونا
تتمنى أن تملأ بسماتهم أفراحك
إنهم كالملائكة التي تسير على الأرض غالبا ماتصل قيمتهم في حياتنا إلى قيمة الهواء والماء
لا لون ولا طعم ولا رائحة
على الرغم من أنهم عمود حياتنا
لا يمكننا الاستغناء عنهم
لكن دوام وجودهم حولنا يجعلهم الحاضر الغائب
نألمهم بعدم تقديرنا لقيمتهم ، وإن لم نقصد..
لكن البعض من أصحاب القلوب الخبيثة
يستغل طيبتهم ويحتال عليهم ويمتهن خداعهم ويسعد بأذيتهم
والبعض الأخر خبيث ماكر قلبه ملأ سوادا
ملتو في كل تصرفاته إن نطق ينفث سما وإن واراه بشهد مصفى
وإن فكر لا يحيك إلا كيدا وإن تحرك لا يفعل إلا غدرا
الجميع من حوله يخافونه ولا يأمنون جانبه
حضوره يملأ الجو توترا وقلقا
غش قلوبهم يظهر في زلات ألسنتهم
وهناك صنف ثالث كأهل الأعراف
لا هم في الجنة ولا هم في النار
يتغير كما الظروف والأحوال
إذا جالس المتقين صار فقيها محدثا وإذا جالس الفساق صار منهم وإذا جالس أهل السياسة صار سياسيا مجربا
وهكذا في كل بحر يدلي بدلوا
فهو يكيد مع الكائدين ويصفو مع المخلصين
حجته لا أريد ان أكون عكس التيار
يقتات بسياسة الاستفادة من الكل
ولكنه في نهاية المطاف هلامي لا لون له ؛ منافق
شخص يقف بعييييدا يرى الأصناف الثلاثة بتأمل ثم يقول:
لاأدري أين أذهب ومع من أكون؟
كن نقيا صافي القلب مخلصا
ولكن كن حاذقا فطنا
لا يخدعه الخبيث ولا يستغله الماكر
ولا تكن منافقا ينساق
كن أنت كما أنت وكما يجب أن تكون
لا تكن أحدا غيرك
لخصها الفاروق عمر عليه رضوان الله:" لست بالخب ولا الخب يخدعني"
الخب : المخادع
هكذا تعش كريما وتحيا عزيزا مرفوع الرأس
وتبيت طيب الخاطر
راض عن نفسك التي لا يعرفها غير ربك وأنت..
بقلم : فاطمة بنت الرفاعي