رباب:
تقول الاية : " لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (البقرة: 226).
الإيلاء : هو الحلف، فإذا حلف الرجل ألا يجامع زوجته، فلا يحق له الامتناع عنها أكثر من أربعة أشهر، ولا يحق له حنث الحلف ومجامعتها قبل انقضاء الاربعة اشهر، وعليها أن تصبر، وليس لها مطالبته بالفيئة في هذه المدة .
فإن رجع بعد انقضاء المدة إلى الوطء. يغفر له الله ما حصل منه من الحلف بسبب رجوعه. ويرحمه أيضا حيث فاء إلى زوجته, وحن عليها ورحمها. تفسير السعدي. (بتصرف).
هل يعقل هذا التفسير؟ بأي ميزان اوزنه؟
احاول جاهدة والله، أن ابحث عن خيط رفيع يشي بحفظ كرامة المرأة في هذا التفسير، حتى أمسك به واستطيع أن ابني عليه تفسير مختلف للاية، ساعدني ارجوك ؟
المعلم:
في المدرسة البيانية ليس للموضوع مخرج والدين يبدو مأزوما. اما في المدرسة الواقعية فالنص بسيط ، اذ هو علاج لحالة محددة لمجتمع ذو "ثقافة محددة" وعليه هو لن ينفك عن الاعراف والتقاليد والاكراهات الاجتماعية والاقتصادية حينها، فهو فعل الاصلح في تلك البيئة بمعطياتها، ونكاد لا نعرف غير هذه الحادثة حيث يقول الرجل لزوجته " انت علي كظهر امي" ومن الواضح في الحالة التي امامنا رغبة الطرفين في الاستمرار، وفي هذه الحالة هي المرأة، اذ بيدها ان تطلب الطلاق او الخلع لو رأت عدم جدوى الاستمرار، ولكنها لم تطلب. المشكلة الأساسية هي في الاصولي، الذي جعل من الاحداث قوالب ونزعها من الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والاوضاع الظرفية الخاصة بذلك المجتمع، لينقلها لبقية المجتمعات المغايرة والمتغيرة.
فانظري للواقع حينها والواقع القائم مع مقدمة أنه ان اختلف الواقع وتغيرت روافعه، بقيت المقاصد كموجه وضابط وبعدها يأتي الاتساق القيمي والمنطقي .
رباب :
عجيب تحليلك، أنا وصلت لقناعة أن هناك قسم من الاحكام، نزلت تحديدا لحل اشكالات كانت موجودة زمن تنزلها، وينقضي الحكم بانقضاء زمنه، ويبقى فقط المقصد القيمي من وراءه. ويبدو لي أن معظم الايات التي نزلت في معرض العلاقة بين الرجل والمرأة هي من تلك الفئة (آيات محكومة بواقعها) ، لسنا ملزمين بتطبيق أحكامها، بل على العكس نحن مطالبين أن نجتهد في ايجاد حلول جديدة تناسب مجتمع اليوم، وتأخذ بالحسبان طبيعة العلاقة الزوجية وتطورالعلوم النفسية ، وتغير وعي الرجل والمرأة، والكثير من المحددات التي لم تكن موجودة سابقا زمن تنزل تلك الايات.
المعلم:
صحيح