استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

تطور الجهاز المعرفي البياني (عند أبي حنيفة والإمام مالك)



تتجلى رحلة تطور الجهاز البياني عبر الزمن وتغير ظروف الواقع :
- في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان هناك نوع من الاجتهاد المحدود، إذ كانت النصوص تتنزل عليه مباشرة، وكان الصحابة يسألون الرسول عن أي مسألة تواجههم. 
- كان الخطاب واضحًا، حيث ورد في القرآن الكريم 13 مسألة تتعلق بحالات معينة. 
- ثم تعقد الواقع وفرض وجود آليات اجتهاد مختلفة سنتعرف عليها.

 *الاجتهاد زمن الصحابة*  : 

 *في عهد أبو بكر الصديق* :

- بدأت تظهر مسائل مع عدم وجود نصوص صريحة تتعلق بها. مثال "ارث الجدة".
- الأمر الذي دفع إلى البحث عن دليل آخر. كانت الأسئلة تُطرح في مجالس يحضرها عدد محدود من الصحابة. 
- ويسأل من حضر مجلسا للرسول ذكرت فيه تلك الحالة. لم تقبل الشهادات بدون شرط أن يكون صحابيان أو أكثر شهدوا المجلس. 

 *في عهد عمر بن الخطاب* :

- تعقد الواقع اكثر، كان ل"عمر" القدرة على اتخاذ قرارات هامة، مثل وقف حد السرقة في عام المجاعة، دون وجود منهجية صارمة.
- كان لديه وزن معرفي بين الصحابة وأسانيد تدعم قراراته. 

 *مع وصول زمن عثمان*:

- برزت المشاكل السياسية بشكل أكبر، حيث نشأت نزاعات في ظل آيات قرآنية تحث على الوحدة. 
- هذا الأمر أدى إلى حروب دامية، رغم وجود نصوص واضحة تدعو إلى الحفاظ على الوحدة بين المؤمنين.

 *ومع بداية الفتنة الكبرى*:

- -انتشرت ظاهرة الكذب عن الرسول، مما أدى الى نشوء علم الجرح والتعديل .
- مع جمع الاحاديث ظهرت قضية النزاع حول حجية حديث الاحاد وعلاقته بالقرآن الكريم.

 *تطور الاجتهاد عند أبي حنيفة* : 

- تغير الواقع وظهور مستجدات فرضت عليه وضع اشتراطات جديدة : 
- لا يزال فضاء الاجتهاد يدور حول القضية المركزية، وهي وجود النص والقياس عليه. 
- لكن كانت لديهم مشكلة مع النص النبوي والقياس ، مما استدعى ضرورة إيجاد إجابة على هاتين الإشكاليتين.
  •  *فيما يتعلق بالنص النبوي وراويه* : 
- إذا كان هناك حديث آحاد يتعارض مع نص قرآني، فإنهم يقدمون النص القرآني على الحديث. 
- في تناقل الأحاديث، قد تتغير ألفاظ الرسول، وإذا لم يكن الناقل فقيهاً، فقد ينقل أمراً لم يقله الرسول. لذا اشترط الأحناف أن يكون الراوي فقيهاً. 
  •  *فيما يتعلق بأحاديث عموم البلوى*: 
- وجدوا أن هناك قضايا تعم بها البلوى، أمر شائع يعرفه الجميع،ولم يرد فيها سوى حديث واحد، كيف يمكن أن يحدث شيء عام لا يرويه إلا شخص واحد؟
  •  *فيما يتعلق بقضية القياس*:
- القياس بالطريقة التقليدية يعني أن هناك حادثة سابقة وحادثة لاحقة بينهما سبب مشترك.
- ولكن قد يظهر التطبيق إشكاليات. تنتج إجابات قد تكون ضارة بالحياة وتخالف المقاصد الشرعية العليا المتمثلة في حفظ مصالح الناس. 
- وبالتالي، وُلدت آلية الاستحسان، حيث يُقال إن هذه القضية حكمها كذا، ولكن استحساناً يمكن القول كذا.

 *تطور الاجتهاد عند الامام مالك*  

- ثم تطور الزمن وذهبنا إلى المدينة مع فقه الإمام مالك. سيلحظ الإمام مالك ملحظين:
  •  *الأول: مخالفة عمل أهل المدينة* 
- يتعلق الاشكال بالنصوص النبوية القادمة إليه، والتي تصح في مسنده، مثل حديث "صيام ست من شوال" ، لكنه كان يخالف عمل أهل المدينة، الذين نزل الوحي في بيوتهم، ولا يعرف أحد منهم صيام ست من شوال. كيف فاتهم ذلك ثم يأتي شخص واحد ويروي الحديث، ولم يتوارثوه عن آبائهم؟
  •  *الثاني : المصلحة المرسلة*
- هناك مسائل لا تقابلها نصوص، وليس فيها قياس يمكن العمل به. فماذا نفعل في هذه المنطقة؟.
- نعتمد على رعاية المصالح. لا ضرر ولا ضرار. تقدير المصلحة شأن بشري.
- وبالتالي تكشف الية "رعاية المصالح" عن مساحة من الموضوع خالية من النص النبوي وخالية من النص القرآني. 

 *الخاتمة*  : 

- اذن يستمر الزمن بالضغط، وتتكشف باستمرار مساحات لم تكن ملحوظة سابقًا. مما يستدعي تطوير آليات الاجتهاد وأدواته.
- بدأت تبرز إشكالية الانفجار الناتج عن تنوع الآراء واختلاف المواقف من الحديث والقياس.




اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.