استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

من اليقظة النهضوية الى تحالف أحرار العالم (الجزء الثاني)

ما النهضة واليقظة الآن في عالمنا؟

تعمل آلية التدافع المفروضة من نمط الغلبة حاليا في عالمنا ،مع الأسف، دوليا، وإقليميا، ووطنيا على اعتبار يقظة كل فرد أو مجتمع، او حضارة كما لو كانت تهديدا ليقظة ونهضة الآخرين: خاصة المحظوظين المالكين المسيطرين..

والسبب،أن عالمنا خضع طويلا لإدارة واحدة : لا تعترف في عمقها بالتعدد والإختلاف إلا دعاوى تكتيكية ظاهرية...
ولذا، يعج عالمنا بمخرجات من نمط واحد كذلك: تجمع كلها في صناعة المحتويات المنومة والمقسمة والمضعفة والمشتتة : ماديا وتغذويا وفنيا وإعلاميا،وتدريسيا،وحتى روحياوفكريا.....حتى لا تحصل او تستمر يقظة  شعوب كل طرف !!!!

الحصيلة: 

لا بقاء سوى لقمة ضيقة فوق أهرام مشتتة نائمة وضعيفة، فيخسر عالمنا النخب الواعية القادرة على رفع التحديات التي تهدده بحق وأكبرها: تفاقم التعقيد ضد نسج البقاء نفسه فضلا عن التوازن..
ومن هنا فأول تحد، هو العمل الجماعي الفكري والفني، النقدي والابداعي لكشف خطورة وضرر هذا الفهم المتبادل والمسيطر على عالمنا جميعا، بل هو الأداء الكلي المشترك من حيث لا ندري في نفس السفينة الأرض التي تحملنا على عداواتنا وتناقضاتنا..لكن لا بد لها من سلامة وصيانه وتوجيه.
يؤدي نمط التدافع التاريخي الحديث الى دفع من اتجاه واحد ،فلا يحصل معه التعارف الذي عادة ما يتبع التدافع بل نسير : الغالبون والمغلوبون سوية الى الميل الكلي فالغرق.
من تبادل وفرض وبناء التنويم فالتقسيم فالتشتيت ،وحتى مع استفاقات متأخرة تبادر الى استعادة التدافع، فلن يكون سوى تبادل النفي، ثم تبادل الإبادات !!!
يتطلب التوازن تدافعا مسبقا في الزمن الوقائي بأدوات سلمية ، فيحصل تعارف وتبادل اليقظات لبناء مشتركات دنيا أساسية لنمو التبادلات الحضارية وهو ما يحفظ الفهم ويجعل الإستشرافات شبه واضحة ،ومن تم التدخلات لن تقع بعمى على مفاجآت ضارة بالجميع...
وهذا يتطلب اعترافات متبادلة بوجود الآخرين  من كل الموجودين: أن لديهم ما سيساهمون به في التوازن وعند التحديات...فكيف لو تبادلوا الإقصاء مسبقا بالتنويمات ؟!
يتفاقم الإحتباس الحراري ويتضخم مفعول السكان بلا خطط وبلا كرامة وبلا معرفة بكيفيات التنظم مع المجال الحيوي ولا مع الآخرين، فضلا عن القادمين من الأجيال،وعوض الإعداد ليقظة الشباب في الوقت المناسب،  تمطرهم القوى المسيطرة الجاهلة  بهكذا مسار بالتنويمات  والتجهيل الفني والمناهجي بإتقان وتكاليف !!!؟؟أقلها كاف لليقظة  فالحوار ، فالوقايات التخصصية الموسوعية عبر المجالات...وهذا ما نأمل من أنفسنا ومن كل من سيشاركنا الامل...

يمتاز النموذج القرآني/النبوي، بنمط  ينتقل من تأمين التدافع منذ رفض الإقصاء المؤسس على احترام كرامة الإنسان كإنسان فقط، الإنتقال من التدافع بذاك الى التعارف(فما تعرف أو لا تعرف من مستلب حذفت كرامته؟!) والتعارف مفتاح إبداع حلول مستقلة معمقة  متعددة حرة مسؤولة وفي آن واحد  منصبة على التحديات بإخلاص واستمرار لا يحتاج إلى رقابات  وعقوبات وتكلفات، وهنا تتدخل  الأنماط الفاشلة بالإبادات،!!!!ثم تفاجئ بكوارث ضد نفسها بعد ها وخلالها
لذا فاليقظة التي نعمل عليها لا تنخرط شرطيا ولا منهجيا في تبادل الإقصاء، ومن تم  تبني  للعيان  كيفيات السير في اتجاه معاكس للإبادات..
يشكل النسق القرآني ومنهج الإستقراء ،كما هما في برنامج الدكتور جاسم سلطان صمامان ضد كل من التخلف وضد تكرار محاولات فاشلة للتقدم، وهذا يسعف في اليقظة بما هي وقاية من التحول إلى وقود لتبادل الإقصاء غذاة تفجر الفشل المتراكم، وهو ما يؤخذ ذريعة لليأس من الكرامة والخوف من التحرر، فتأجيل التدافع وتسريع الدفع من طرف واحد لعالمنا كله من الجهل بالتعقيد الى الإستسلام للكارثة!!
يمكن لاي إنسان المساهمة في اليقظة ما لم يصر على فرض صندوق معين تأكد فشله وتجزيئيته ومن تم خطورته.
المنهج الموضوعي ،العدالة الاخلاقية والصبر حتى يحصل التبين هو كل ما يطلب هاهنا ويفتح باب الحوار لأي كان.

تتمة (بمناسبة نجاح الثورة السورية العظيمة)

الجزء الأول من هذا المقال تم فيه التأكيد على أهمية التنظيم والجودة ، ثم حاولت استكشاف ما تعنيه  الكلمات المفتاحية:  النهضة، واليقظة..في عالمنا الراهن.
كان هذا المقطع من المقال فعلا مكثفا يحتاج الى تفكيك، ومصاغا صياغة خاصة تراعي كيفيات وخلفيات النظر المتعددة الى مشروع النهضة واليقظة خاصة..
كيف ستقرأ هذه المفاهيم والمشاريع وطنيا وإقليميا ودوليا ؟؟!!
وحاولت بسط الإحتمالات والمشاهد الكبرى الأساسية لمختلف هذه القراءات المتناقضة المصالح والإتجاهات لهدف محدد، هو:
أن يحصل البيان والتبين قبل حصول ردود أفعال نمطية منغلقة وغير مدروسة سواء ضد مثل هذه المبادرات أو ضد مختلف العاملين لأجل يقظات الشعوب والمجتمعات والأفراد...
فواضح أن عالمنا يغوص في حالة تفاقم التعقيد بدون نقاش، وواضح كذلك أن هذه الحالة العالمية المتشابكة والمترابطة والمطردة، تنعكس مضاعفاتها ضدنا جميعا في هذا الكوكب..
ومن هنا، فنحن جميعا في أمس الحاجة الى قدر ضروري من التخطيط والتفكير قبل أي خطوة او مزيد تخبط لا نعلم ولو قليلا انعكاساته ...
فمن الحكمة ، نشر واستقبال مثل هذه المبادرات وتنويعها وترجمتها الى مختلف اللغات، كما إطلاقها أصلا من عند مختلف الثقافات..
وفي خطوة ثانية ، نعمد جميعا ،على اختلاف ثقافاتنا ولغاتنا الى المساهمة في أحسن نظم للعلوم والتخصصات حسب ما تمليه مصادر ومعايير كل ثقافة لعل المجتمع العلمي العالمي يحظى بثروة من تصانيف العلوم الممكنة ثقافيا أو بالأحرى عبر /ثقافيا، لعلنا نكتشف أحسن ما فيها كلها..
ومن تم تمكن مساهمة أولية في نظم التعقيد المتفاقم للظاهرة الحضارية ككل وضدها ...

وقد سبق لسلسلة عالم المعرفة الكويتية ان نشرت كتابا في مثل هذا الموضوع بعنوان (جيران في عالم واحد) من تأليف : لجنة إدارة شؤون المجتمع العالمي. 
وليس الدولي طبعا..هذا نموذج يمكن الإستئناس به.
لكن ما اود التأكيد عليه في آخر هذا الجزء من المقال الكلي، هو :
أن لم يبقى وقت لعدم تسمية الاشياء بأسمائها، فقد أوفيت الكلام الديبلوماسي حقه، مثلما أوفى العالم الجنوبي/الشرقي من كوكبنا صبره وانتظاره طويلا في التوق الى العدالة ووحدة المعايير والإعتراف بإنسانية الإنسان...
لابد إذن من تحديد مصادر التصدع والتخريب في عالمنا:
حيث لا يعقل التغاضي والتجاهل والغفلة:
**كل المنظومات العنصرية التي تؤمن بأنها أعلى وأحق من بقية بني آدم ،وبالتالي تسمح لنفسها باستعمالهم في مشاريع لم يخلقوا للقيام بها ،فهذا داء عقدي ونفسي يصبح واقعا لا يمكن قبوله: وقد رأى العالم تبعاته في الحرب العالمية الثانية وفي جنوب إفريقيا وفي فلسطين،وفي مآسي الشعوب تحت ظلم الديكتاتوريات كما حصل في سوريا وغيرها...
هذه الانماط العقدية النفسية التي تصنع ما يشبه دولا أو حتى أحلافا، يعتبر وجودها واستمرارها في عالم يغرق أصلا في التعقيد، وتتكاثر فيه وسائل الدمار والتلويث والتجهيل والكراهية والتقسيم ....يعد السماح بتكاثر مثل هذه الكيانات في هكذا عالم، حكما بالإعدام المسبق والمنهجي على الحياة والحضارة والمستقبل...
فنحن بحاجة الى الصدق مع أنفسنا بجد، نحتاج حقا الى اليقظة التامة: يتطور عالمنا بجنون الى المجهول، وليس نظريا وسياسيا فحسب، بل بدأت بنيته من زمن بالتدهور!!! 
والسنن الحاكمة للتطور لا تلغي التراكم أيا يكن من ساحة التاريخ إلا بتكاثف جماعي عالمي لرفع الأسباب الحقيقية لذلك..
وعوض أن نستمر في  دفن رؤوسنا في الجزئيات اليومية والخضوع للخوف من هذه المصادر المدمرة وهي تواصل إضعاف وقمع المجتمع العالمي المسالم والباحث عن الحلول بجد ، علينا أن نحسن القول ونجهر به:
حتى الدول الكبرى التي ترعى مثل هذه الكيانات التي تصنع الظلم والفقر والجهل، وتناصر كل فرد أو مجموعة مساهمة في ذلك ،هذه الدول نفسها متورطة.
فلا معنى للعلوم والمؤسسات والنظم والقوانين إذا كانت  مناقضة فعليا لمستقبلنا جميعا، وهادمة باطراد لنسج التوازن والبقاء..
وفي مقدمة ذلك ، صوغ واقع دولي وشريكاتي لا يرى مصلحة سوى مضاعفة الحروب والنزاعات وجعل أعمار شعوب مناطق شاسعة بأكملها مستنزفة منهجيا في الإقتتال من خلال ترك أيدي تجار الحرب طليقة ومحمية تنسف السلام والعدالة والأمن والحرية بثورات مضادة كلما نبتت هذه الآمال المسقية بدماء ودموع الأبرياء والايتام والفقراء في عالمنا!

مصادر للإستزادة:

  • سلسلة كتب النهضة للدكتور جاسم سلطان
  • سلسلة عالم المعرفة: -(جيران في عالم واحد) -(رأسمالية الكوارث) -(مدار الفوضى) -(فخ العولمة)
  • سلسلة كتب الدكتور المهدي المنجرة: -(تحالف العلم والثقافة مفتاح القرن الحادي والعشرين ) نشر بمجلة الهدى المغربية منذ مطلع التسعينات. (مثالا لا حصرا)
  • مجلة العلوم الأمريكية عدد ماي/يونيو 2006عدد خاص بعنوان: " العالم على مفترق الطرق " ترجمت بالكويت المجلس الأعلى للفنون والثقافة والآداب

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.