مع الأحداث الجسام والقلوب المستشرفة لمآلات مشرفة لثوار سوريا، لابد من وقوف مع آيات تعبر بنا نهضة إلى المستقبل الرحب والمسكون بآمال عمران الأرض والحفاظ على العرض ونيل جنة الرضوان.
بسم الله الرحمن الرحيم
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
وقفة تأملية في آية عميقة تفتح أبواب البصيرة على مصاريعها، تدعو الإنسان إلى رحلة معرفية تتجاوز حدود المكان والزمان.
السير في الأرض منهج إلهي متكامل، ليس مجرد حركة جغرافية أو عبور سطحي، بل رحلة روحية وعقلية عميقة. هو دعوة للتأمل، ومنهج للاكتشاف، وطريق للمعرفة.
العقل الحي جوهر هذه الرحلة، يعتقل الملاحظات ويستخرج البصائر من تجارب الأمم. إنه منظار يلتقط دقائق التاريخ، ويرصد حركة الحضارات، ويستشرف المستقبل من خلال فهم الماضي.
الغفلة بمفهومها العميق ليست مجرد سكون، بل هي منظومة متكاملة من الخمول الفكري والركود الروحي. إنها حالة من التعطيل الذاتي للجهاز المفاهيمي، حيث يتحول الإنسان من فاعل إلى مجرد متفرج.
أمام الأحداث المتداخلة والمتشابكة، يصبح الغافل عاطلاً عن التفاعل. يفقد دوره في المجتمع، ويتآكل النسيج الاجتماعي تدريجياً، في موت بطيء للروح الجماعية.
العمى - كما يؤكد القرآن - ليس في العين، بل في القلب. إنه عمى يغلق نوافذ المعرفة بالجهل والعناد، ويحجب البصيرة خلف ستائر الغفلة.