استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

فَأَخَذۡنَـٰهُ وَجُنُودَهُ


بالرجوع للتاريخ والقرآن العظيم نرى أن الله سبحانه وتعالى أهلك فرعون وجنوده غرقا في البحر حين عبروا خلف موسى (فَأَخَذۡنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡیَمِّۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِینَ)
لم يتساءل سائل على مر عصور بني إسرائيل ومنذ أربعة عشر قرنا منذ نزول القرآن :
لماذا أهلك الله الجنود فهم مغلوبون على أمرهم لو لم يطيعوا فرعون لقتلهم ؟
لكننا الآن سمعنا من يزعم أنه أكثر عدالة من الله وأكثر رحمة من قانونه وعدله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -...
الآن نرى من يفصل بين الفرعون وجنده ..
هل هلكت البلاد والعباد في كل التاريخ إلا بفعل الجنود ؟
هل الجبابرة والفراعنة والسفاحين ومجرمي الحروب إلا صورة ورمزا لهؤلاء الجنود ..؟
هل كان عبد الناصر وحده هو من نكس مصر ونكص بها منهزمة وجرع أهلها مرارة الذل وحده ؟
لماذا نحن العرب وحدنا من نؤله الحاكم ونزعم أن له قدرات وطاقات أعلى من طاقة البشر ؟
ندعي أنه يحي ويميت ويرزق ويخلق ويعلم السر وأخفى ..
أم هي حيلة العاجز وجلود الضأن على جسد الخيانة المنكرة ؟
أليس في أمم الغرب فاسدون سفاحون متعطشون للدماء ؟
لماذا لم يفعلوا بأقوامهم كم فعل سفاحوا المشرق ؟
لأن الشيطان وحده لا يفلح إلا بالأعوان ..
يا من تدعون الإصلاح والعدالة وشرب كأس العلقم لمصالح الأمة؛  ألم يسع هؤلاء الجنود ما وسع سحرة فرعون (قَالُوا۟ لَن نُّؤۡثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاۤءَنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلَّذِی فَطَرَنَاۖ فَٱقۡضِ مَاۤ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِی هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَاۤ ☆ إِنَّاۤ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِیَغۡفِرَ لَنَا خَطَـٰیَـٰنَا وَمَاۤ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَیۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰۤ)؟
ألم يتبينوا الحق من الباطل وقد تعاقبوا وتوارثوا هذه المناصب والخيانات زهاء ثمانين عاما ؟
هل بقي في زماننا من يعذر لجهله من العامة ؟
فما بالك بأعوان الفرعون ومردته وجلاديه ؟
من ظن أن المردة تكون أرحم به من الفرعون فهو واهم وجاهل..
إنهم نبتوا وتشربوا بالظلم والبغي ولو كان فيهم خير لوسعهم ما وسع سحرة فرعون ؛ لكن هيهات ..
من ظن أن الفرعون يضعف أو يتوب فقد غفل ؛ فلم يتوانى فرعون عن عتوه رغم تتابع الآيات المعجزات (فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلۡجَرَادَ وَٱلۡقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَایَـٰتࣲ مُّفَصَّلَـٰتࣲ فَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِینَ) ..
لم يخص الله فرعون وحده بل تحدث عنه وجنده : "وكانوا قوما مجرمين" ..
فنالهم نفس الجزاء الذي نال فرعون بعدالة ربانية ..
وما كان من جبريل عليه السلام إلا أن منع الفرعون أن يدنس كلمة التوحيد بلسانه النجس(ءَاۤلۡـَٔـٰنَ وَقَدۡ عَصَیۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ) ؟
هل أنتم أبعد بصيرة ودراية من جبريل عليه السلام؟
لكن الله نجا جسد فرعون ليكون عبرة ورمزا لكل من تجبر وطغى (فَٱلۡیَوۡمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَایَةࣰۚ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ)
يا متسامحي القرن الجديد والعصر الوليد هلا تعلمتم من المشكاة المباركة ونبع القرآن المبارك كيف تكون العدالة؟
هلا توقفتم عن مشاركة الظالمين بالتماهي والتغافل ؟
يامن تدعون لنسيان الماضي وفتح صفحات جديدة ؛ لا ينسى الماضي إلا من غفل عن المستقبل ..
وكتاب تاريخ الظالمين قد انتهت صفحاته ..
نعم نتمنى الخلاص للبلاد والعباد ونحلم بالثورة التي تطهر البلاد كسيول الرحمة في أرض الطاعون ..
لكن ليس بالتوضؤ بالنجاسة والصلاة في أرض الدياثة والوقوف بمحراب العمالة ..
أسأل الله أن يوفقنا للخير ويفتح لنا أبواب فضله وعدله ورحمته وقدرته من حيث لا نحتسب ..
لنبقى على درب الهدى لا نحيد والله سبحانه كفيل النتائج لكن لكل شيء حين قدر له  ..




بقلم : فاطمة بنت الرفاعي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.