استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

مقتطفات من كتاب التصورات الكبرى (د. جاسم سلطان): النظرة للعمل وللمجتمع الداخلي وللمجتمع الخارجي

ما هي التصورات الكبرى للقيم التي تجعلنا مجتمعا فاعلا ، ونسير في مسار التقدم الاممي أو العكس ؟

وفي هذا السياق يقدم لنا علم الاجتماع واحدة من اهم الادوات لدراسة التجمعات البشرية ومقاييس ومؤشرات لحيوية المجتمعات وتطلعاتها من حيث قابليتها للتقدم من عدمه ، وذلك من خلال مناظير ثمانية تعطينا مشهدا بانوراميا للمجتمع وتصوراته الكبرى ، كيف يبدو والى اين يتجه ، وما قدرته على العطاء والانتاجية ، وما قدرته على سد احتياجاته ، وما مدى قابليته لتلقي الصدمات والتأقلم مع الأزمات ، وهل فلسفته في الحياة منفتحة على الأخر أم منغلق على ذاته ، وهل يقدم نموذجا يقترب من روح القرآن وتعاليمه وسماحته ام لا ..

المفتاح السادس : النظرة للعمل 

     كيف تنظر مجتمعاتنا لفعل الإنسان في الحياة ؟
     فالمجتمعات البشرية تعيش سباقا محموما للبقاء والاستقرار والنماء ، معتمدة في ذلك على كفاءة العنصر البشري ، ودرجة عطائه ، إلا ان النظرة للعمل تتفاوت من مجتمع إلى آخر ، فبينما تقدس بعض المجتمعات العمل وتحرص على إتقانه واخراجه بأفضل جودة ، وتجعل ذلك معيارا لقيمة الشخص .... في المقابل هناك مجتمعات يتسم أفرادها بالكسل ، وعدم الرغبة في العمل ، ويقل في هذه المجتمعات الاهتمام باتقان للعمل واستشعار اهمية الجودة ...
فالعمل مرتبط بمحركات ثلاثة : 
  • ◄الاول الانجاز : ولا يتــم الا بوجود مخرجات محددة يبتغيــها العمل ، وبها يقاس تمامه ، فبدون معرفة المخرجات المرجوة لا يمكن توجيه العمل ، وبقدر أهميتها يبذل العاملون الجهد .
  • ◄الثاني الفاعلية : ويقصد بها التوصل للمخرجات المرجوة بغض النظر عن الوقت والتكاليف .
  • ◄الثالث الكفاءة : ويقصد بها التوصل للمخرجات بأقل زمن وتكلفة ، وبأعلى جودة .
وهنا لنا ان نسئل انفسنا : 
هل نحن مجتمع يعمل على سد احتياجاته بنفسه ؟ 
هل يرى العمل مسؤولية وأمانة سيحاسب على التقصير فيها ؟ 

المفتاح السابع : النظرة المجتمعية الداخلية

     كيف ينظر أفراد المجتمع إلى بعضهم البعض – المواطنة - ؟
     مازالت الفجوة شاسعة بين الإعلان عن حقوق الإنسان سواء العالمية أو الإسلامية ، وبين تطبيق ذلك على ارض الواقع .... ولكن هناك مجتمعات تقدمت كثيراً في هذا المضمار لخلق المواطنة والمساواة بين أفرادها وعمل مسطرة قانونية واجتماعية واحـدة للجميع ، ولازالت مجتمعات أخرى عالقة لا تحرز تقدماً يذكر .

     وهناك ملفات مهمة في هذا السياق ولنا أن نسأل :

  • كم درجة تقدمنا في ملف المواطنة المتساوية بين افراد المجتمع ؟
  • كم درجة الإحترام والتقدير السائدة بين أفراد المجتمع ؟
  • كم درجة البر والقسط مع غير المسلم في المجتمع المسلم ؟

المفتاح الثامن : النظرة للمجتمعات الخارجية

      كيف ينظر المجتمع للمجتمعات الأخرى ؟

     هل هي نظرة تتسم بالعدوانية أم تتسم بالود ؟ وهل تنتشر قيم السلام والتعاون أم قيم العدوان والحرب والقطيعة ؟ 

القرآن والآخر :
     فالقرأن الكريم يؤكد وحدة الأصل البشري:  ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) سورة النساء الآية 1 . 
     ويؤكد على سنة الاختلاف : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ) .
     وسنة التعارف الكوني : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) سورة الحجرات الآية 13 .
     ويؤكد على ان السلم والسلام يقتضي البر والقسط : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) سورة الممتحنة الآية 8 .

     ولنا هنا ان نسأل  :

هل تتسم علاقتنا بالآخر البعيد المختلف بالبر ( أعلى درجات الإحسان ) ؟
ام تتسم بالعدوانية والتوتر والقطيعة ؟


كتابة: صالح البدوي

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.