استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

مقتطفات من كتاب التصورات الكبرى (د. جاسم سلطان): النظرة للانسان وللطبيعة

ما هي التصورات الكبرى للقيم التي تجعلنا مجتمعا فاعلا ، ونسير في مسار التقدم الاممي أو العكس ؟

 وفي هذا السياق يقدم لنا علم الاجتماع واحدة من اهم الادوات لدراسة التجمعات البشرية ومقاييس ومؤشرات لحيوية المجتمعات وتطلعاتها من حيث قابليتها للتقدم من عدمه ، وذلك من خلال مناظير ثمانية تعطينا مشهدا بانوراميا للمجتمع وتصوراته الكبرى ، كيف يبدو والى اين يتجه ، وما قدرته على العطاء والانتاجية ، وما قدرته على سد احتياجاته ، وما مدى قابليته لتلقي الصدمات والتأقلم مع الأزمات ، وهل فلسفته في الحياة منفتحة على الأخر أم منغلق على ذاته ، وهل يقدم نموذجا يقترب من روح القرآن وتعاليمه وسماحته ام لا ...

اول واهم هذه المناظير وهو :

المفتاح الأول : النظرة للطبيعة الإنسانية

ما هي طبيعة نظرة المجتمع للطبيعة الإنسانية ؟

مما تتكون الطبيعة الإنسانية ؟ وهو سؤال الفلسفة الكبير الذي يحتاج منا الى وقفة جادة ، ويعلل الدكتور بان كل حديث لا يبدأ بالطبيعة الإنسانية يخطئ الطريق ! 

ونقصد بالطبيعة الإنسانية هنا مجمل الإستعدادات التي تميز الإنسان على سائر المخلوقات ، والتي تتماثل في كل من يوصف بأنه إنسان منذ ميلاده وتشكل المشترك العام لبني البشر .

تلك الإستعدادات قسمها الدكتور الى اربع جوانب اساسية هي : 

اولها الجانب الحيواني الشهواني الغريزي ، والذي يكافح به الإنسان للــبقاء وليحمي نفسه .

ثانيها الجانب المتسامي الذي يجعله يطلب العلم والدين والأخلاق والفن وهو قدر زائد عن الجانب الحيواني .

وثالثها جانب القوة وهو العقل الذي به تفوق على سائرالحيوانات ذات المخلب والناب وطوّع الطبيعة ....

ورابعها جانب الضعف وهو الخوف والحزن والقلق والهم  .

ولكنه بخيره وشره أهل للتكريم يقول خالقه جل ذكره : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ) ، ووضــع الكون رهن ملكه وجعله مستخلفاً في الأرض ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ، وأوكل له مهــمة إعمارها : ( وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ) .

فالطبيعة الإنسانية في القرآن بكل ما هي مستحقة للتكريم ، ومن هنا الأمم التي أدركت ذلك جعلت الكرامة الإنسانية الوجودية مبدأ ، وكل ما يندرج تحت هذا المبدأ من حقوق الإنسان جعلته عنواناً للحياة الإنسانية الكريمة ، وانعكس ذلك على قوانينها وأنظمتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونيا واجرائياً…. 

فكيف ننظر للطبيعة الإنسانية في مجتمعاتنا ؟

  • هل نثق في خيرية الإنسان فنفتح له الافق ونعلي من شأنه ؟
  • أم اننا لا نثق في خيريته فنمتهن كرامته ونضيق عليه ؟

المفتاح الثاني : النظرة للطبيعة والكون

ما هي الصورة التي يختزنها المجتمع عن علاقة الإنسان بالطبيعة ؟

الطبيعة هي مخزن الأسرار وقوانينها وهي متاحة ومسخرة للإنسان ، فكل الظواهر الطبيعية هي محط سؤال كبير ، وكشف تلك الأسرار يتفاوت في قوة المجتمعات ، فالمجتمعات التي أنتجت الآلة والطاقة والاتصالات والحواسيب والمواصلات والآلة العسكرية ، لم تبنها إلا بتلك العلاقة الوطيدة بين إنسانها وبين الطبيعة والكون والمادة ..

 والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو : 

ما هي العلاقة بين إنسان مجتمعنا والمادة ؟ 

هل يلامسها ويبحث في أسرارها ويتشوق لتلك المعرفة وينشغل بها ؟

أم  يمر على كل ظواهر الكون غير مبالي لا يلامسها فاحصاً ولا باحثاً ولا متفكرا ؟



كتابة: صالح البدوي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.