راية المنافقين في القعود وقت النفير وسلاح الجبناء في التولي يوم الزحف..
وهواية المغامرين المتطامحين وطريق المخلصين مهما كانت أثمانها..
وخوف المحبين وشفقتهم بالمغامرين وإن كانوا في صفوفهم..
فهزة السيف بالحق ساعة فتنة لها من الأهوال ما يخلع القلب المطمئن ويزلزل الفؤاد مهما تجاسر صاحبه، ولكن الأباة لا يجدون لهم دونها بدلا..
لهذا يؤمن الشـــهيد من فتنة القبر.. "كفى ببارقة السيوف فتنة"..
أما من ذلت به نفسه يبري لحمه وعظمه ويتحفن جلده وهو يسير محاذيا للجدران بل داخلها..
هناك في مقابر الأمن المزعوم تأكل ديدان الوساوس الجسد والروح والضمير والهوى..
هناك في غياهب الخوف؛ بذريعة التقية يبرر لك شياطين الإنس كل الموبقات والكبائر تحت ذريعة "إلا من أكره"..
والراسخ في وجدان كل فطرة سوية ونفس أبية:
لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها..
فعلام البخس والخنوع والزيغ..؟
لكن الثبات رزق المخلصين..
فعند التمحيص يتساقط المرجفون والكاذبون والمنافقون والخونة..
ولا يتجشم عناء مبارزة الوحوش في أدغال الظلم والشبهات والشهوات إلا من صدق عزمه ورسخ يقينه وأرخص في سبيله كل نفيس..
هناك على شفير الهاوية ينادي أهل الدعة: "إنا لمدركون" ويسقط المندفعون بحسبة التقية والشبهة ..
أما يقين الثابتين: "وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون"
وفي النهاية ستنتهي كل المعارك ويتحقق وعد الله بالنصر للحق الذي حلمت به أجيال وستشهده أخرى..
وفي يوم مشهود يكون النداء من الفائزين للساقطين: "قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا"
اختر لنفسك مصيرا وحدد بوصلتك باتجاهه وهرول ولا تلتفت..
وعلى قدر الإخلاص يكون رزق الثبات؛ فقايض بقدر بذلك..
فاطمة بنت الرفاعي