حققت الثورة السورية بكل مراحلها نموذجا لبقية الثورات العربية المتعثرة حتى الآن- فبدأت سلمية فكمون فنصر مبين- فبعد جرائم الديكتاتور التي لم يشهد لها التاريخ مثيل دخلت قوى الثورة كمونا على الذات تستعيد أنفاسها وترتب أوراقها وتتشرب أدبيات نجاح ثورات الشعوب و تتابع أحداث المحيط الأقليمي والعالمي فحددت ساعة الصفر مستمدة العون من الله جاعلة الهوية السورية هي الفكرة التي حولها تلتف القلوب وعند أعتابها تبلى كل خرق السياسة والمذاهب والعنصرية الممزقة للأمة السورية؛ و هاهي ثمار ذلك الكمون ثورة نقية محددة الهدف تتوج بنصر مبين وهو القضاء على رأس النظام الفاشي باعثة السلام والطمأنينة لكل أفراد الشعب باختلاف مذاهبهم، و مثل العلماء السوريون دعما بارزا وملحا للم شمل أفئدة السوريين على كلمة واحدة فسدوا الثغرة الإعلامية التي كانت تتصدرها أبواق النظام السابق.
وبما أن كل القوى المحيطة تترقب المجريات التالية و أثرها على مصالحها في المنطقة فإن أخوف ما نخاف عليه هو سيناريو متوقع تؤديه أيادي الخيانة التي لن تألو جهدا للتخلص من القيادة المخلصة ليحل محلها من يمثل قطع شطرنج تحرك من الخارج فإن فشلوا في ذلك فسيتم إثارة الفتن و التدمير باسم قوى الثورة.
إن مواجهة تلك المحاولات هي أكبر ثقل يقع على عاتق الثوار قيادة وأفرادا. ومم لا شك فيه أن المؤسسات الإعلامية سيكون لها دورٌ كبيرٌ في ربط الشعب بقيادة الثورة ومشاركته رؤية الثوار لمستقبل سوريا و مراحل الانتقال من الحالة الإنتقالية لمرحلة الدولة المؤسساتية والحكم الرشيد الذي يحقق لكل أفراد الأمة ما تطمح إليه من حرية وحياة كريمة. نسأل الله أن يمكر لهم و يجمع كلمتهم فكل الأعناق المتعطشة للحرية والعدالة والكرامة تشرأب لمرأى نجاح نموذج ثوري يحتذى به.
ولتحقيق ذلك لابد من التأكيد على أهمية الوحدة بين السوريين في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ودور الإعلام في تعزيز التواصل بين الشعب وقادة الثورة. كما تعبر عن الأمل في تحقيق نموذج ثوري يحقق الحرية والعدالة لكل أفراد الأمة.