اليوم سنعرج على زاوية أخرى مهمة من علم الاجتماع. وهي "نظرية النخبة" في الولايات المتحدة وما أحدثته من أزمة في الفضاء الديمقراطي للمجتمع.
ثم سنتعرف كيف استطاعت بعض المدراس الفلسفية ان تجد لها مخرجا. أمثال عالم الاجتماع الألماني هابرماس والثوار في أمريكا الجنوبية.
*نظرية النخب في أمريكا* :
هذه النظرية تتناول كيفية تجمع السلطة والنفوذ في أيدي قلة من الأفراد الذين يملكون القدرة على التأثير في السياسات والقرارات الرئيسية.
اسر كبيرة تمتلك مليارات. تشكل قوتي الجيش والمال. يتعاونان في قيادة المجتمع. فالمراكز البحثية و الاعلام والجامعات تابعة لهم بحكم أنها الممول لهم.
وبالتالي تستطيع تلك النخب توجيه الرأي العالم أثناء التصويت واتخاذ القرارات بما يحقق مصالحها فقط.
*نظرية "الفعل التواصلي" عند هابرماس* :
يرى هابرماس أن أحد العوائق التي تواجه المجتمع في مواجهة "تأثير النخب" هو نقص المعلومات لديهم عما يجري في بلدانهم.
وأن الفعل التواصلي، إذا ما تم تطبيقه بشكل صحيح بحيث يصل الى عمق المجتع الأمريكي، فسوف يساهم فيما يلي :
- تشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في النقاشات العامة مما يقلل من تأثير النخب. والتوصل الى حلول مشتركة تمثل مصالح المجتمع كاملا .
- تحريك الجامعات والمؤسسات المدنية لدوائر فعل أكثر نضجا قادرة على المشاركة في اتخاذ القرار وتوجيه دفته بما يناسب مصالح المجتمع.
*نظرية النخبة في دول أمريكا الجنوبية*
عبر التاريخ، كانت القوى الاستعمارية مثل بريطانيا، إسبانيا، البرتغال، وفرنسا تقوم بإنشاء نخب محلية في المستعمرات .
بعد استقلال دول أمريكا الجنوبية، استمرت هذه النخب في الهيمنة:
- حيث كانت تقدم دعمًا سياسيا واقتصاديا للمراكز الاستعمارية السابقة. يتمثل في تصدير المواد الخام والموارد الطبيعية بأسعار منخفضة.
- ثم تقوم بشراء السلع المصنعة من تلك الدول المركزية بأسعار مرتفعة.
وهذه العملية تتكرر كذلك داخل المدن. حيث "مراكز المدن" تسيطر عليها النخب و"الأطراف" تمثل الأرياف:.
- النخب تستغل الأرياف فتأخذ المواد الخام والعمالة منها بأرخص الأثمان ثم تعيد بيعها للأطراف بأغلى الأثمان .
فعملية الاستغلال مركبة :
- الأولى بين النظام الدولي والمدن.
- والثانية بين المدن والأرياف.
*الثوار وحركات التغيير في أمريكا الجنوبية*
ظهرت حركات ثورية (نخب واعية) تسعى لتغيير النظام السياسي والاقتصادي.
ظهر أمامها الاشكال التالي: لو غيرنا النخب القديمة، ستبتلى النخب الجديدة بذات المشاكل الموجودة لأنها تعيش في ذات المناخ الدولة .
*ثم خرجت بحلّ مركب*:
- - *أولا*: أن تتفاوض النخب الواعية -التي تدرك احتياجات الوطن- مع النخب صانعة القرار في غاية تحقيق توازن بين مصالح الشعب وبين المتطلبات العملية للسلطة الحاكمة.
- - *ثانيا* أن تتفاوض النخب في السلطة مع النظام الدولي في غاية الحصول على حصص أكبر من التجارة الدولية وامتيازات أخرى. مما يعزز استقلال اقتصادي نسبي .
- - *ثالثا* خلق أسواق جديدة .يمكن للدول النامية أن تعمل على تطوير أسواق اقتصادية داخلية بينها لتعزيز التجارة والاستثمار في مناطقها. تغنيها عن الاعتماد الكامل على السوق الدولية.
*الخاتمة* :
إذن نظرية النخبة وجدت لها تعديلات في مجتمعات كثيرة عبر نظريات وحلول قدمتها نخب اجتماعية واعية فهمت تعقيد الواقع وأوجدت حلول متوازنة .
بينما هناك شعوب أخرى -الشعوب العربية - تفضل عيش دور الضحية والاستلام لفكر نظرية المؤامرة. عوضا عن تطوير أدوات جديدة تستطيع من خلالها الانتقال من صدام النخب إلى تفاوض النخب.