استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

العلم سلاحٌ لا يُقهر

(إلى الشعب السوري وكل أمة الإسلام) - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

قال الله تعالى:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [سورة العلق: 1-5].

أيها الكرام، صدق وعد الله وأتى النصر الموعود، تحررت البلاد وسقط الفساد. صار بالإمكان نطق الكلمة دون خوف، والتعبير عن آرائنا دون اعتقال، وطلب العلم وزيادة المعرفة دون قيود.

ستون سنة والظلم قائم في البلاد، ستون سنة ونحن نيام، ستون سنة ونحن مقيدون نحبس الأنفاس. مرت العقود، وجاء اليوم الموعود، فانطلقت ثورة التحرير من العبودية لتدافع عن كل مظلوم، ولينال كل إنسان حقه، فتقام المساواة، ويُنشَر العدل والإحسان بين العباد.

تذكروا دائمًا أننا قدّمنا مئات الآلاف من الشهداء، ومثلهم في المعتقلات، وملايين المهاجرين الذين غادروا الوطن. هُدمت مساكننا، أُحرقت أراضينا، وتجرّعنا مرارة الغربة وقسوة الخيام.

كل هذا لنصل إلى هدفنا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه:

هل حققنا الهدف؟

الواقع اليوم

لا، لم نصل بعد إلى هدفنا، ولم نحقق غايتنا.

لقد تجاوزنا سدًّا منيعًا بفضل الله تعالى، ثم بفضل المجاهدين والشهداء، ومن صبروا على الظلم والطغيان. هذا السد منعنا من المضي قُدمًا لستة عقود. واليوم، ومع زواله، نحن أمام مرحلة حساسة وشديدة الصعوبة.

تحتاج هذه المرحلة إلى:

  • خطط استراتيجية محكمة.
  • قادة سياسيين مخلصين.
  • علماء مفكرين.
  • قضاة عادلين.
  • عقول واعية وقلوب رحيمة.

الهدف الأكبر

غايتنا هي تحقيق النهضة وبناء دولة جديدة ذات حضارة متقدمة.

يجب أن نكون كالنهر الجاري الذي يسقي كل من يمر به، ونسعى للتنافس مع الأمم في بناء الحضارات. دولة تحقق العدل والكرامة لكل إنسان.

ولكن هذا لن يتحقق ما دام الجهل يسود، وما دامت الأفكار الميتة والمميتة تسيطر على العقول. علينا التخلص من رواسب الماضي، وبناء أفكار جديدة تُؤسِّس الدولة المنشودة.

علينا أن نتعلم ونعلم، نُفيد ونستفيد، ونتذكر دائمًا:

"العلم سلاحٌ لا يُقهر."

قال الله تعالى:

{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].

وقال رسول الله ﷺ:

"من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة."

وقال أيضًا:

"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلّم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به." (متفق عليه).

كيف نبني المستقبل؟

علّموا أبناءكم وزيدوا من تعليمهم.

فالأبناء هم جيل المستقبل الذي سيبني الحضارة ويحقق النهضة بعون الله.

تذكروا دائمًا قواعد البناء:

أساس الحضارة (ابن خلدون):

1. الإنسان: المحرك الأساسي الذي يبتكر وينظم.

2. الوقت: الحضارات تحتاج إلى صبر وزمن للنمو.

3. التراب: الموارد الطبيعية أساس الإنتاج والبناء.

قاعدة النبي ﷺ:

1. الهدم: إزالة الفساد والأفكار الميتة.

2. البناء: الأخذ بكل ما هو نافع لتحقيق الغاية.

3. الإنشاء: تأسيس الدولة وتحقيق الهدف.

قاعدة الحياة:

1. الفكرة: دراسة الفكرة بعمق من جميع الزوايا.

2. الخطة: وضع خطة استراتيجية محكمة.

3. التنفيذ: تطبيق الأفكار والخطط على أرض الواقع.


وأخيرًا:

(عليكم بالعلم، عليكم بالعلم، عليكم بالعلم).
بالعلم نحقق غايتنا، وبالعلم نبني دولتنا، وبالعلم نعز أمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كتابة: محمد سعيد

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.