استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

من اليقظة النهضوية الى تحالف أحرار العالم (الجزء الاول)

إن عالمنا الراهن، ليعج بوسائل التقنية التي تكاد أن تصبح في أيدي جميع البشر..ولكنها، بالتجربة، لا تغني لوحدها عن ضبط المحتويات، وانضباط المستخدمين: نحن جميعا في هذا الكوكب. والسبب، هو كون الوسائل كلما تقدمت، أصبحت أكثر فأكثر سلاحا ذو حدين:

إما لبسط التواصل والتعارف، وإخصاب ثمرات التجارب، وإما لنشر التضليل والإلهاء كما الكراهية و مفاعيل التعقيد و الابادات.

ومن هنا، يهدف هذا المقال، فضلا عن المساهمة في دعم وتأمين تحرر الشعب السوري والفلسطيني وأمثالهما في عالمنا-يهدف ضمن ذلك الى بيان وتبين سبل مساهمة جميع أحرار العالم في التضامن من أجل كشف مصادر الخلل والتصدع التي تجعل كلا من التخلف والتقدم يتبادلان ضدنا جميعا الفتك والتقاطع ثم تبادل التطاحن الذي يجعل حياتنا ومستقبلاتنا جحيما واقعيا.

وقد كانت المناسبة الأولى لكتابة هذا المقال، مجرد توطئة لمنتدى ثقافي يحاول مدارسة فكرة نهضة أي حضارة تعاني من التفكك والضعف، لكن تم الانتباه، مع زخم الأحداث، وما يرافقها عادة من تفكر واستشراف ولو مبدئي، الى ضرورة إعلان نفس هذه الفرصة عالمية إنسانية منذ البداية..فما نعالجه، ونتقيه محليا في أغلبه في عالمنا ،يكاد يكون هو نفسه كوكبيا جراء قوة تأثير التداخل وانعكاسات التعقيد..ومن تم ، فمجرد ترجمة مثل هذا المقال، وغيره كثير الى لغات متعددة، نكون كلنا قد خطونا قدما نحو الأحسن: نحو تأمين البقاء والتعارف كما التوازن والسلام والرخاء بأنفسنا لأنفسنا..يمكن استثمار الوسائل التواصلية في هذا المشروع النهضوي المحلي الإقليمي والعالمي بنفس النمط الذي يبدأ كاقتراح ثم مدارسة ثم عمل مشترك منظم ومفتوح على كل الانتماءات المؤمنة بإنسانية الإنسان، وبوحدة سنن التوازن والبقاء.

مقتضيات الجودة والتنظيم:

لابد من التخطيط المسبق، ووضوح الخطة قبل مباشرة العمل..وهذا يتطلب الفصل بين التخطيط وبين الإنتاج الفعلي، وما يكتنفه من إبداعات وأعمال وأنشطة...
والحال أننا ننكب عادة وغالبا على الواتساب او حتى على منصة مرتقبة،، ونشرع في التحليل والنقد، وحتى في الإبداع، لكن بتخطيط غير كاف إلا دقائق قبيل ذلك؟؟!!
فكيف العمل؟؟!!

لابد من الوعي بهذا التمييز:

ربما تكون مجموعة خاصة بالتخطيط والتفكير ،ولتكن إدارة المنتدى أو ما ترونه، وحتى مع تخطيط وتفكير، كل فرد وحده، فله أن يرسل ذلك في آخر الامر على أنه في مجال التخطيط الى المجموعة المكلفة به.

الجودة هي الهدف، لا الكمية:

إذا كان التخطيط نصف العمل فإن هامش الوقت الفاضل أصلا عن انشغالات الحياة، سيقسم نصفين. ما يعني، ضرورة مباعدة مواعيد اللقاءات المباشرة الى الحد الكافي لضمان حسن، بل أحسن تخطيط، ولرفع الجودة التي تكفي لإنضاج الافكار والاعمال والعلاقات، والتواصلات....

نموذج قريب للتخطيط وبناء الثمرات:

أن يبقى كل من أدلى بورقة مساهمة في المنتدى، وفيا لمجاله وموضوعه وتخصصه، أو على الاقل للمهنة أو الخبرة التي له فيها طول مراس وتجارب، لكي يواصل تعميق ما بدأ، وتوسيعه وتحسينه في كل دورة ولقاء، الى أن يصير:
بحثا علميا بحق، أو منتجا فعالا في الواقع، أو برنامجا كاملا مؤثرا، أو كتابا مفصلا...او حتى تخصصا جديدا أو مجالا رافعا لتحد شاخص....
أما لو واصلنا بمشاركات مقطعة، وفي كل مرة برأي بادئ من الصفر، فسيبقى الدوران شتاتا من اوراق لا يجمعها جامع، ولا تستطيع الانغراس في تربة الواقع. !!!
نعم لكل شخص المشاركة في عامة الحوارات حيث يشاء، لكن من دون انقطاع مراكمة ومواصلة العمل في مجاله الذي يتقنه وتخصص فيه او عمل طويلا.

لماذا ؟!

لأننا قريبا سنحتاج ما أسميه:
"الموسوعية المتخصصة"، وهي كلمة السر في نجاح المعرفة والمشاريع والانشطة التي يحتاجها عالمنا الذي يعاني من تفاقم التعقيد!!
هي نوع من حلقة محكمة من تخصصات ضرورية يكمل بعضها بعضا معرفيا وأدائيا لتكون المخرجات بدورها متماسكة من مختلف الوجوه التي تقع بها في الحياة العملية.
وإلا، فلا يخلو عالمنا من تضخم كل من الموسوعيات الفضفاضة والتخصصات المغلقة..
(برنامج الدكتور جاسم سلطان نفسه نموذج للموسوعية المتخصصة)، وقد لمستم التراكب والتراصف في آثاره
والتحدي مع هذا الطرح، حيث وقت للتخطيط وآخر للتطبيق، وتباعد اللقاءات لضمان الجودة، ووفاء كل شخص لمجاله الاقوى، التحدي هو الحفاظ على الحضور الذهني، والتواصل والحماس المرتبط بالمشروع. حتى ولو لم يحصل مشاركة يومية.

أختم بقولة للمرحوم الدكتور المهدي المنجرة، خبير المستقبليات وخبير في شروط تأمين التواصل في عالمنا حيث قال:"يتطلب البقاء تحالفا في الزمن: الإبتسار، وتحالفا في المكان: المشاركة " ،من مقاله المشار إليه في المصادر  المرفقة.وهذا ما قصدته بعدم الإقصاء منذ البداية الأولى لأي اجتماع لم تبتلعه بعد دوامات التعقيد والتدخلات العمياء للقوى المالية والشركاتية المستثمرة في الكوارث والنزاعات... المشاركة كشرط مكاني للبقاء، تجعل من كل فرد، مهما كانت ديانته ومذهبه ومكانته الاجتماعية،  منبع رقابة ذاتية ووقاية لمستقبل هذا الإجتماع، ومن تم يكون لبنة في معرفة ملموسة يقتدي بها الناس للإبقاء على الحرية والعدالة والسلم ..والابتسار، وهو التوقع العلمي، والجماعي، أي المتعدد التخصصات،  هو الشرط الزمني للبقاء: يعني ضرورة استمرارية فتح آفاق البحوث، وتركيب نتائجها ثم اختبارها وتواصلها الافقي كما العمقي ، ويكون نفس الإنسان المكرم من طرف هذا الاجتماع البكر، هو ذاته عنصر الإخلاص والرقابة وعدم بيع المخرجات تلقاء ما قد تدفعه مصادر التخريب والتفرقة التي تحاول دفع الناس ليشتروا حاضرا مؤقتا بمستقبل مستدام. فحين نضمن ثقة ذلك الفرد الإنسان، نضمن ذلك المستقبل الآمن منذ الحاضر من دون حاجة أي منا حكاما ومواطنين، الى مبادلته بمستقبلنا جميعا.

كتابة: محمد بن عزة

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.