النظام السياسي هو أحد الانظمة الفرعية من المنتظم المجتمعي الكبير مهمته ضمان وجود المجتمع واستمراره وتنميته .
*آلية عمل المنتظم السياسي* :
المنتظم السياسي يتألف من بنية + عمليات + قرارات + تغذية راجعة + انتخابات .
*البنية* :
- هي مجموعة القواعد والآليات والمؤسسات التي تنظم عملية اتخاذ القرارات وإدارة الشؤون العامة في المجتمع مجتمع.
*العمليات* :
- تشمل تشكيل الحكومة، توزيع السلطات، وإرساء القوانين والسياسات...
*القرارات* :
- هذه المجموعة من العمليات تخرج في النهاية على شكل قرارات تصب في المجتمع و تمس حياة الناس مباشرة.
- مثال: موازنة التعليم والاسكان والوظائف .التجارة والصحة والبنية التحتية. الضرائب والمصاريف. الحروب والصراع ..الخ
*التغذية الراجعة* :
- هذه القرارات يتفاعل معها المجتمع. اما ان تنجح في تلبية احتياجاته فيزداد رضاه عن الحكومة أو أنها لا تنجح في ذلك فيزداد سخطه.
*الانتخابات* :
- في النظم الديمقراطية هذا السخط يتحول الى مطالب. تلتقطها الاحزاب السياسية المعارضة وتحولها الى أجندات تدخل معها الحملات الانتخابية لتكسب بها اصوات الناس.
- عندما يكسب حزب ما ويصبح ممثلا للجماهير. يشكل حكومة جديدة. ويعيد الدورة. ينتج قرارات. ويتفاعل معها المجتمع.
- إن رضي تمسك بحكومته و إن سخط استبدلها بحكومة جديدة في الانتخابات المقبلة.
*إذن المنتظم السياسي* :
- يحوي مجال تنفيس عبر التغذية الراجعة وصوت الجماهير.
- و الانتخابات الديمقراطية تولد باستمرار نخب جديدة تسمح للمجتمع أن يعبر عن مطالبه ويشعر بالأمل في امكانية التغيير للأفضل باستمرار.
*الدول الغير ديمقراطية*
الدول التي لا تملك الية عمل سياسي سليمة تجري الالية فيها على نحو مختلف:
- عندما تتراكم المطالب ولا تجد لها أدوات تصريف عبر الانتخابات النزيهة وتبديل الحكومات.
- يتم التصريف عنها عبر انفجارات غير مدروسة. اما أن ينفجر المجتمع على نفسه أو ينفجر في وجه حكومته.
*العملية الديقراطية*
هي محاولة ايجاد صمام أمان وتنفيس اجتماعي لاحتقانات المجتمع بطرق أكثر سلمية.
- يمكن للمجتمع من خلالها مكافحة استغلال النخب الحاكمة في مجتمعه اذا كان واعيا بمصالحه ويعبرعن ذاته من خلال مؤسسات المجتمع المدني الحية داخل المجتمع.
- تحت هذه البنية الديمقراطية الظاهرة يوجد ثقافة مجتمعية هيأت لظهورها.
*المجتمع المتقدم* (حكومة وشعب):
- يدرك أن المسارات الاخرى – خلاف الديمقراطية - خطرة ولا تريد سلوكها.
*المجتمع المتخلف*
- الذي يجرد نفسه من الادوات الجماهيرية للتعبير والتنفيس. يقوم باختيار ثقافي مغاير. يضعه أمام احتمالين :
- اما مواجهة انفجارات اجتماعية غير محسوبة .
- او اضطرار حكومته لاستخدام العنف لوقف هذه الانفجارات .
رغم ان المجتمعات المتخلفة تعيش عقلية "الخضوع والتسكين" لأجيال متلاحقة، ولكنها لاتستطيع تغيير حتمية حدوث الانفجارات مهما طال الزمن. يكفي قشة صغيرة لتفجر كل الاوضاع.
*الخاتمة* :
- النظام السياسي هو آلية عمل متكاملة تمنحه المرونة التي تسمح له بالاستمرار.
- اذا لم توجد هذه الالية فالنظام يتعرض للانفجار.
- ثقافة الديمقراطية هي الخيار الأفصل لضمان وجود واستقرار المجتمعات .
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان