بيضاءُ وردتي
بيضاءُ وردتي كالثلجِ طُهرُها
في أرضِ قريتِنا نَمَتْ أزهارُها
شمسُ الربيعِ أضاءت فوقَ أغصانِها
ونسمةُ الريحِ غنّت من شذا عطرانِها
كلُّ صباحٍ أُقيمُ بجانبِ زهرِها
أُحادِثُ الزهرَ فتبدي وُدَّ أسرارِها
بيضاءُ وردتي كالبدرِ في حلَكِ الدُّجى
تسري بنورٍ وتبكي في لياليها
تحيا وتُزهِرُ رغمَ الجرحِ والألمِ
ويغمرُ الروحَ عطرٌ من نداويها
حمراءُ تُصبحُ من جرحٍ أصابَ لها
ألوانُها كدماءِ الشهداءِ تُرويها
في سوريا اشتدّت جراحُ زهورِها
والأرضُ تبكي على نزفٍ يُؤرّقُها
بكتْ دمشقُ على وردٍ قد احترقَت
والدمعُ يجري على أطلالِ مآسيها
في الحولةِ، المجزرةُ السوداءُ أرعبَها
ففرّتِ الروحُ من أشلاءِ أهليها
إلى حماةَ مضَتْ تبكي على وطنٍ
طعنوه غدرًا وألقوا النارَ في لياليها
وفي الشهباءِ صارَ الحزنُ مرقدَها
تُعانقُ الأرضَ لكنْ زاد مُعاديها
هربتْ إلى إدلبَ الخضراءِ من ألمٍ
فلم تجدْ غيرَ أشلاءٍ تُناجيها
شدّتْ رحالَ الهوى نحوَ الكرامةِ في
غزةَ الأبيّةِ تسقي من مآقيها
لكنّ رفحَ على الأبوابِ أحرَقها
والنارُ أكلَت خيامًا ضمَّت أهاليها
في خان يونسَ بكتْ أرواحَ من رَحلوا
وفي الشفاءِ، ندى الأيامِ يُبكيها
وفي المعمداني قد خفّت أناملُها
تنزفُ الروحُ جرحًا لم يُداويها
إلى السودانِ مضت تشكو مصائبَها
في الخرطومِ استبدّ الظلمُ يُرديها
شيطان العرب ألب الاعداء في خُدعٍ
فزادَ حزنًا على جرحٍ يُعانيها
والدعمُ السريعُ أشعلَ نارَ مأساتها
اغتالَ حلمًا وأحلامًا تُساويها
تُحرَقُ السودانُ والآهاتُ تعصفُها
والعربُ صخر صمتهم فيها
بيضاءُ وردتي، صارت رمادَ أَسى
لكنّها بيننا تبقى أمانيها
تحيا على قيدِ حلمٍ رغمَ قسوتِهِ
وبالصمودِ تحيّي كلَّ راعيها
_ _ _ _ _ _
أُضيف إلى هذه القصيدة، قصيدة ثانية تحمل في معناها قصة الطفل العربي ...
_ _ _ _
الطفل العربي
نائمًا في الخيامِ حالِمًا
كسرةَ خُبزٍ منَ اللهِ راجيًا
كأسًا من الماءِ متمنيًا
دارا بحجرٍ وسقفًا طاليًا
أسفلَ الأنقاضِ كانَ باكيًا
خرجَ بفضلِ اللهِ صائمًا
أبيد الأهل، مازال صابرًا
بقضاءِ اللهِ الرّحمنِ راضيًا