الدين والفلسفة ليسا شيئًا واحدًا:
- الدين يبدأ بقضية الإيمان والتسليم . أما الفلسفة تبدأ بقضية الشك والمساءلة.
- الفلسفة موضوعية تقبل النقاش في كل الجوانب، عكس الدين فيه من المسلمات التي لا تقبل النقاش.
سنتعرف في الدرس على أربعة محاور:
- جوهر الأديان.
- أبعاد الدين السبعة.
- دور الدين في المجتمع .
- تحدي الفهم الديني.
*جوهر الأديان* :
*الشوق للكمال* :
المتدين من أي دين كان عنده تطلع الى مستوى الكمال واكتمال المعنى. نجد مستوى النرفانا في البوذية. البراهاما عند الهندوس. مستوى الملائكة عند المسلمين .
*الشوق للحياة الآخرة* :
بنيت المعابد والاهرامات لان الحياة الدنيا تبدو قصيرة وممتلئة بالأحزان. لذلك لابد من وجود حياة أخرى مختلفة تنتظرهم لا نقص فيها ولا شقاء.
*البحث عن الحقيقة المطلقة* :
لا يكتفي المتدين بحقائق الدنيا التي يعيشها. هناك حقيقة مطلقة في السماء. يتوق للوصول إليها.
*قائمة الممنوع والمسموح* :
في كل دين هناك قائمة بالممنوعات والمسموحات والعواقب والعقوبات. تحدد سير أتباع ذلك الدين وتضبط سلوكهم في الأرض.
*أبعاد الدين السبعة* :
نظرية أبعاد الدين السبعة هي فكرة قدمها عالم الأديان البريطاني نينيان سمارت (Ninian Smart) في محاولة لفهم وتحليل الأديان المختلفة عبر سبعة أبعاد متداخلة هي:
*1. البعد الروائي*
يرتبط هذا البعد بالقصص والروايات التي تروي الأحداث المقدسة والتاريخية التي تُشكل جزءاً من التراث الديني، مثل قصص الخلق.
*2. البعد العقدي (الشعائري)
يتناول هذا البعد المعتقدات والمفاهيم الأساسية التي تُشكل أساس الدين، مثل العقائد حول الله أو الآلهة، الحياة بعد الموت، اضافة الى الطقوس والممارسات التي يؤديها المؤمنون.
*3. البعد الأخلاقي (المعياري)
يرتبط هذا البعد بالقوانين والأخلاق التي تحكم سلوك الأفراد في إطار الدين. يشمل هذا الأوامر والنواهي الدينية حول ما هو مسموح وما هو محظور.
*4. البعد الاجتماعي (الإداري)
يتناول هذا البعد كيفية تنظيم الدين ضمن المجتمع وكيفية تشكيل المؤسسات الدينية والمجتمعات. يتضمن الهياكل المؤسسية مثل الكنائس، المساجد..
*5. البعد التجريبي (العرفاني)
يرتبط هذا البعد بتجربة الفرد الشخصية مع الدين، بما في ذلك التجارب الروحية الذي يشعر بها المؤمن. مثال : تيار الصوفية الإسلامي.
*6. البعد المادي (المعماري)
يتناول هذا البعد العناصر المادية والفنية المرتبطة بالدين، مثل المعابد، الأيقونات، الفن الديني، والرموز المقدسة.
*7. البعد الدعوي
معظم الأديان تبشر وتدعو الناس لدينها. قليل من الأديان لا تفعل (كاليهودية)
*دور الدين في المجتمع*
يعمل الدين في المجتمعات كصمام أمان من خلال لعبه أدوار عدة:
*ضابط داخلي*
بعيدا عن عيون القانون. يحتاج الانسان ضابط اخلاقي داخلي يكبح شره ويزيد خيريته. الدين يقوم بهذه المهمة.
*عنصر تهدئة*
في المعتقدات الهندوسية، يعتبر نظام الطبقات (Varna) عنصر تهدئة. حيث يبقى الفرد في طبقته الاجتماعية طوال عمره. يقنع بها ولا يحاول تغيير وضعه الى طبقة افضل.
*أداة تكافل*
مثال ايام العزاء. الى جانب الواجب الديني. هناك جانب اجتماعي يتمثل برعاية اهل الفقيد في وقت الحزن الشديد حتى تمر.
*تحدي الفهم الديني* .
يظهر إشكال في الأديان:
- من جانب تطالب الانسان بالتسامي والتخلق بالرحمة والمثل .
- ومن جانب تحقنة بجرعة عالية بأن دينه يمثل الحق والاخرين على باطل.
بين رحمة وطلب سلام لكل العالم. وبين الاعتقاد بالاصطفاء وبأن الاخرين يجب أن يخضعوا لدينهم. هذا المساحة تسبب اشكال لأهل الأديان.
سنجد أفهام مختلفة في الاسلام :
- "لكم دينكم ولي دين". حيث تبقى قيم البر والقسط دائرة بين الناس مهما اختلفت أديانهم ومعتقداتهم .
- وهناك من يعتقد أن ليس بين الناس الا السيف.
يحتاج كل مجتمع متدين أن يحسم أمره في اي اتجاه يسير. بين فكرة السلام والبحث عن المشترك الانساني. وبين الحرب والاقتلال.
* الخاتمة*
الجوانب الايجابية للاديان عديدة ويبقى التحدي في تفادي العثرات الموجودة.
على المجتمعات المتدينة ان تنتبه لفعالية الدين في خلق السلام أكثر من دوره كلاعب في إشعال الحروب بين الناس.