استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

تصورات فلسفية


في الدرس الماضي تعرفنا على فلسفة العلم. فهمنا أن النقلات الكبرى في العلوم هي نقلات فلسفية تبعتها تجارب علمية لانتاج تلك العلوم . 
 اليوم سنتعرف على فلسفة الوجود (الدين) . ماهي التصورات الفلسفية التي جالت في عقل الانسان وهو يحاول أن يفسر ما وراء العالم المادي. 
  تساؤلات عن الوجود   
 لاحظ الانسان من خلال تأمل دورات الحياة في الطبيعة أن كل شيء يحدث ويزول. إذن كل شيء في الكون حادث . 
 لاحظ كذلك أن تلك الدورات محكومة بنظام متسق. ليل يعقبه نهار. فصول أربعة تتوالى. دورات حياة النبات والحيوان. 
 فظهر السؤال الفلسفي الأول : 
من أوجد هذا الكون الحادث، ومن ضبطه بهذا النظام. من يحرك هذا الكون ؟ 
 هذه الفكرة قادت الى فكرة "المحرك الأول" وظهر سؤال ثاني: ماهي طبيعة هذا المحرك الأول. وما هي صفاته ؟ 
 ومن هذا السؤال تفرعت اجابات .كل اجابة قدمت رؤية فلسفية تفسر فيه مفهوم الاله .
  نظريات عن علاقة الاله بالوجود  
 نظرية وحدة الوجود : اتحاد الموجد مع الموجود . الاله ليس شيء مستقل عن الوجود .هو متغلغل في كل شي. فكل الموجودات هي الله وكل الموجودات هو الله. شكلت هذه الفكرة أساس ديانات كبيرة كالبوذية.
 نظرية الفيض :
نظرية فلسفية قديمة تعود أصولها إلى الفلسفة اليونانية. الوجود هو فيض عن الاله.امتداد له بشكل من الأشكال. تأثرت بها الفلسفة المسيحية والاسلامية. 
 نظرية الخلق ثم التخلي: 
الله قد أوجد الكون لكنه بعد ذلك لم يعد يتدخل في تفاصيل الكون أو في حياة البشر. هذا المفهوم جزء من المعتقدات الجاهلية قبل نزول الاسلام . فجعلوا الاصنام آلهة أصغر تقوم بدور الوساطة بينه وبين البشر.
 نظرية الخلق والعناية: 
الله لم يكتفِ بخلق الكون فقط، بل يستمر في العناية به ورعايته بموجب الرحمة. هذا المفهوم يعد جوهر الديانات السماوية الإسلام، المسيحية، واليهودية.
 نظرية الصدفة : 
تعتمد على التفسير الطبيعي والفيزيائي لنشأة الكون. يُعتقد أن الكون وُجد بسبب سلسلة من الحوادث الكونية التي حدثت بشكل عشوائي، دون الحاجة إلى وجود خالق أو مصمم ذكي . (الانفجار الكبير)
  فلسفة الوجود لصيقة بالحياة  
 الفلسفة لا تظل معزولة في الكتب. نحن نعيش في غطاء الفلسفة. 
 كل تصور فلسفي عن الإله يؤدي إلى نظام حياة كامل يؤثر على القيم، الأخلاق، العلاقات الاجتماعية، الرؤية السياسية، ورؤية العالم بشكل عام.
  خاتمة  
 الانسان بطبيعته خلق متسائلا. جاءت الفلسفة لتشكل له فضاء للتعبير عن افكاره في القضايا المتعلقة بالوجود وهذا الكون الذي نعيش فيه. فظهرت فلسفة العلم. الدين. الاخلاق. السياسة ..
 الفلسفة كشف عن المجهول باستمرار لمحاولة معرفة ما يمكن أن ينتجه العقل من أجابات عن الاسئلة المحيرة.


اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.