من هنا، من قلب غزة، من أرض تحتضن الألم والأمل في آنٍ واحد، أكتب لكم كلماتي. كلماتي ليست مجرد حروف، بل صرخة من أعماق الجرح الفلسطيني الذي لم يندمل منذ عقود، وحلم يمتد بامتداد الأفق نحو الحرية والكرامة والعدالة.
إلى العالم.. غزة ليست مجرد عنوان للحرب
غزة ليست مجرد بقعة على الخريطة، وليست ساحة للحروب والصراعات. غزة هي حياة تُحاصر، لكنها ترفض الاستسلام. هي أمّ تبني لأطفالها أحلامًا بين أنقاض المنازل، وأب يُضيء بشمعته الصغيرة درب المستقبل. غزة هي صوت الحرية الذي لا يخبو، رغم الحصار والجدران والصواريخ.
أدعوكم إلى التفكير خارج صندوق السياسة والمصالح الضيقة. ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع، إنه جرح إنساني مفتوح يتطلب تدخلًا جريئًا يضع الإنسانية أولًا، وينتصر للضعفاء قبل الأقوياء.
إلى أمتنا العربية والإسلامية.. أين القلب الذي كان ينبض لفلسطين؟
أخاطبكم كابن لهذه الأمة، أمة كانت فلسطين دائمًا في قلبها. أين هذا القلب اليوم؟ هل أصبح النبض خافتًا أمام التحديات الأخرى؟
فلسطين لا تطلب المستحيل، تطلب فقط أن تكونوا درعها وسندها. أن تكونوا صوتها الذي يدافع عن حقوقها في المحافل الدولية، وقلبها الذي يضخ دماء الأمل في عروق أطفالها. وحدتنا هي سلاحنا الأقوى، ففلسطين تجمعنا، والمستقبل الذي نصنعه معًا هو ما سيعيد للأمة مجدها.
إلى أحرار العالم.. الإنسانية مسؤوليتنا المشتركة
إلى كل من يؤمن بالعدالة،
نحن لا نطلب أكثر من حقنا في الحياة. أطفالنا يريدون أن يكبروا دون خوف من السماء. شبابنا يريدون أن يحلموا بمستقبل لا يقف عند بوابة الاحتلال. شيوخنا يريدون أن يروا فلسطين حرّة قبل أن تودعهم الحياة.
قضيتنا ليست فقط قضية سياسية، إنها قضية إنسانية بامتياز. نحن هنا نقاتل من أجل أبسط حقوق البشر: حق العيش بكرامة. صوتكم ودعمكم يعني لنا الكثير، لأنه يثبت أن الإنسانية لا تزال حية في قلوب العالم.
من غزة إلى المستقبل.. الأمل هو بوصلة الطريق
رغم كل ما يحدث، نحن شعب لا يعرف اليأس. نحن نبني المستقبل بالأمل، بالحلم، وبالإيمان بأن العدالة قد تتأخر لكنها ستنتصر. قد لا نرى النصر قريبًا، لكننا نعلم أنه قادم، لأن الحق لا يموت، ولأن العالم لا يمكن أن يغض الطرف إلى الأبد عن معاناتنا.
رسالة أخيرة: غزة هي اختبار إنسانيتنا جميعًا
إلى كل من يقرأ هذه الكلمات،
غزة ليست فقط معركة الفلسطينيين، إنها معركة كل إنسان يؤمن بالكرامة والحرية. إنها صرخة ضد الظلم، وأمل بأن العدالة ستشرق يومًا ما.
وختامًا،
"من فلسطين التي تُقاوم بأبسط أدواتها، ومن غزة التي تُضيء بأرواح أبنائها رغم الظلام، أرسل كلماتي إلى العالم، داعيًا الجميع للتفكير خارج الصندوق، والنظر إلى غزة كإنسانية تنادي، وكحقيقة لا يمكن إنكارها."
بقلم: محمد يوسف شامية - ابن غزة، فلسطين